"باقعتان" .(رواية الأخ وشقيقاته السبع ..)
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..
"باقعتان" قرأتهما عبر رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية .. جاءت "الباقعة"الثانية تحت عنوان : (سبع شقيقات يغتصبن أخوهن) .. وقد جاءت"الباقعة" على لسان الدكتور علي الزهراني،والذي ذكر أن سبع شقيقات دأبن على اغتصاب شقيقهن – عمره 22 سنة – منذ أن كان صغيرا،وقد لجأ الشاب إلى الدكتور .. والذي رأى أن علاج الشاب ( قد يستغرق عامين متتالين،كما أنه لابد من خطة لعلاج جماعي لأخواته،خاصة أن المريض عادة يرغب في معاقبة من يعرضه للأذى (..) وبين الزهراني في حديث صحفي أن هؤلاء الشقيقات ورغم تجاوز بعضهن سن الثلاثين عاما، ما زلن يمارسن الرذيلة معه. ){الرسالة رقم 994}.
هل يستطيع عاقل أن يصدق هذا الكلام؟!! سبع شقيقات مرة واحدة؟!!!!! وفي مجتمع لا تكاد المرأة تسلم فيه من الأذى والتحرش؟!! .. لو صدقنا – جدلا – ما جاء في (الرواية) .. فما هي الفائدة التي جناها القارئ / المجتمع/ المريض/ الدكتور/المغتصبات .. من نشر هذه(الرواية)؟!!!!!!! ثم .. كيف سيقدم سعادة الدكتور علاجا "جماعيا"للمغتصبات؟!!! هل اعترفن بجريمتهن مثلا؟!!! طبعا لسنا في حاجة – إذ لا يهمنا الأمر – إلى سؤال الدكتور .. هل كانت الشقيقات السبع يغتصبن أخاهن دفعة واحدة .. أم صنعن نظاما لذلك الاغتصاب المزعوم؟!!!!!!!
إذا تجاوزنا (فائدة ) نشر مثل هذه(الرواية) .. فإننا نتساءل .. ألم يسمع الدكتور بشيء اسمه (انفصام الشخصية)؟! بطبيعة الحال،ما لم تكن الشقيقات قد (اعترفن) له بفعلتهن !!!!!!!
أشرت إلى انفصام الشخصية لأنني تذكرت مقالة للأستاذ عبد الله با جبير .. جاء فيها .. ( بالنسبة للكثيرين الذي عرفوا الفتاة "دونا"ذات السبعة عشر ربيعا قالوا إنها كانت فتاة رائعة نشيطة وذكية (..) ولكن هذه الفتاة تعرضت لبعض الاضطرابات المتعلقة بفقدان شهيتها للطعام،وقال الأطباء أنها صحيا على ما يرام .. وبعد أن فحصها نحو 12 طبيبا نفسيا عرضت على الدكتورة كاثي مايزر.
وقد شخصت الدكتورة حالة"دونا"بأنها حالة انفصام في الشخصية،أدت إلى وجود شخصية أخرى في داخلها،هي شخصية الطفلة"جاكي" .. وقد اعترفت "جاكي"للدكتورة أن والدها "داني سميث"قد اعتدى عليها .. وقالت الدكتورة"مايزر"أن"دونا"تعاني بسبب مرض تعدد الشخصيات .. منها "دونا"التي تريد الحصول على إعجاب الآخرين .. و"جاكي"التي تعرضت للاعتداء،و"سارة"التي تريد معاقبة والدها و"آشلي"الفتاة اللعوب،و"سكواش"التي تتهم أمها بالاعتداء عليها واغتصابها.
وسرعان ما أصبح الأمر قضية خطيرة تنظرها المحاكم بعد أن قامت لجنة من الأطباء بفص"دونا"ومناقشة الدكتورة "مايزر"،ووصلوا إلى يقين بأن الطبيبة المعالجة قد اختلقت كل هذه القصص وأوهمت بها الفتاة تحت تأثير التنويم المغناطيسي،وأن المستشفى الذي تعمل بها مرتبكة ماليا وقد حاولت الطبيبة الإبقاء على الفتاة أطول مدة ممكنة للاستفادة من مصاريف العلاج الباهظة.){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5795 في 5//5/1415هـ = 10/10/1994م}.
لكي لا تختلط"المقاصد"المقصود هو احتمال معاناة ذلك الشاب من (انفصام في الشخصية)!!!
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه"الباقعة"ليست سوى أنموذجا مما انتقل إلينا من الثقافة الغربية .. ووجهة نظري الشخصية أن الأمر يدخل ضمن (تفتيت) الأسرة ... ويأتي ذلك عبر مراحل .. المرحلة الأولى لا تعنينا كمسلمين – رغم وجودها في الخطاب التثقيفي،تماما مثل انتشار عبارات "الجلجلة"و"الصلب"في شعرنا الحديث،في بداياته،حتى من قبل شعراء مسلمين !! – وهي مرحلة التخلص من سيطرة الدين .. عبر مستويات .. سلطة السماء .. وسلطة رجل الدين في الأرض .. ثم سلطة الأب البيولوجي ..
أما المرحلة الثانية فهي .. تخويف الإنسان من الإنسان .. فكل إنسان آخر – تقريبا – هو مشروع مجرم : متحرش أو مغتصب .. وتزرع هذه الفكرة في الأطفال .. وفي المرحلة الثالثة يتم توجيه الاتهام إلى (الأب) فصفته يمثل تهديدا محمتلا .. أو بصفته قد يصنف ضمن (المتحرشين) أو (المغتصبين) .. وبطبيعة الحال إذا (إذا ضرب الإمام خاف المؤذن" .. إذا اتهم الأب .. فإن بقية الأقرباء من باب أولى !!
وفي أحد الأفلام الأجنبية نجد صورة معبرة جدا .. حيث نجد شابة حين تركب المصعد مع رجل تكون خائفة،ولكن حين تركب مع رجل (خمسيني) ذا صلعة ويرتدي بزة كاملة،بربطة عنق .. ويمسك يد فتاة صغيرة – في حدود العاشرة – فإنها تشعر بالطمأنينة،وتنحاز إلى الرجل وابنته .. ولكنها حين تكتشف الشابة أن (الخمسيني) يغتصب ابنته الصغيرة .. تتحول من (الاطمئنان) حين تكون معه في المصعد إلى (الخوف) .. وتنكمش على نفسها ..
ومن يقرأ صحفنا يجد (سيلا) من اتهامات الآباء والإخوان بالتحرش واغتصاب الأبناء والبنات والأخوات!! وقد كانت (mbc fm) تبث برنامجا لدكتورين في علم النفس .. ومعظم المتصلين يتحدثون عن (زنا المحارم) .. وبتركيز يلفت النظر !! كان استماعي لذلك البرنامج قبل ما يدنو من عقد من الزمان ... وقد كتبت بعد ذلك كُليمة تحت عنوان (هل يمكن حل المشاكل دون إشاعة الفاحشة؟).
رابط المقالة : (http://www.atheer3.com/articles.php?action=show&id=413)
ننتقل إلى "الباقعة"الثانية .. وقد نقلت إلينا خبرها أختنا الأستاذة ميساء بنت العنزي .. ونشرت هذه"الباقعة"تحت عنوان (طفلة تبحث عما يخدش الحياء!) والحقيقة أن أختنا الكريمة لم تطلق "جرس إنذار"فقط بل "فجرت قنبلة" .. حين شاهدت – في مقهى للإنترنت – طفلة ربما تكون في السنة السادسة الابتدائية .. (كتبت هذه الطفلة بمحرك البحث : الجماع بصور متحركة ( والله ) أنني صُعقت من هكذا تفكير ومن هكذا طفولة ومن هكذا رقابة غائبة !){ الرسالة رقم 986}.
كما قالت أختنا الكاتبة .. (المواقع السيئة تصل للإنسان في كل مكان حتى لو لم يبحث عنها !).
"قنبلة"أختنا - التي لم يعلق عليها أحد،وكأنها لم تلفت نظر أحد .. على خطورتها !! – أعادت إلى الذهن بعض المواقف .. التي تشي بان المجتمع – بل العالم – يغرق في بحر من (الجنس) ..
لا زلت أتذكر بداية دخولي للشبكة .. وكنت عادة أدخل للبحث عن مقالة في جريدة،فأطالعها وأخرج .. إلى أن بحث ذات مرة،عن قصيدة لـ(الجواهري) فوجدتها .. ولكن مقدمة (الأشياء السيئة التي تأتي لمن لا يبحث عنها) كان صاعقة .. كلمات بذيئة .. وصور من نفس الباب .. فكان السؤال : هذا لمن لم يبحث عنها،فكيف بمن يبحث عنها؟!! ولماذا يقدم محرك البحث أشياء لا رابط بينها؟!!
ولعل من أبرز سلبيات انتشار الصور،والعبارات الخادشة للحياء أن الإنسان،مع تكرار مشاهدتها،يفقد القدرة على استنكارها .. وهذا هو الملمح الرئيس في النهي عن (إشاعة الفاحشة)إذ أن إشاعتها تسلب من الإنسان القدرة على الاستنكار، ثم القدرة على الإنكار .. وقد كنت شاهدا على إحدى المجموعات التي معظم أعضائها من الفضلاء .. وقد نُشرت بها صورة امرأة – مجرد صورة – فاستنكر ذلك،حتى أن ناشرها اعتذر واستغفر .. ثم نٌشرت صورة ثانية .. وثالثة .. حتى أن صورة لرئيس الوزراء البريطاني نُشرت .. والهدف منها إبراز (جورب رئيس الوزراء المهترئ) .. ولكن في الصور امرأة عارية الفخذين!!!!!! ولم يستنكر أحد!! بل يبدو أن انتشار الصور والمواقع السيئة .. أوجدا تعريفا جديدا لـ(الإباحية) !!
أحد زملاءنا في المجموعة،وهو كثير التركيز على قضية أو قضيتين،لا يكاد يتجاوزهما .. ثم أرسل تحذيرا من مواقع(المساج) وأن بها إعلانات غريبة،وكأنها تخفي خلفها نوعا (الدعارة) .. فحمدت له ذلك .. وقد أرسل مع الموضوع (رابطا) كتب فوقه (ليس موقعا إباحيا).. وحين فتحت الرابط .. وجدت .. صورة امرأة ترتدي (قطعتين) وتقوم بالمساج لرجل!!!!!!!!
وتحذير أخينا الكريم .. يمثل حالة أو مشكلة أخرى .. هي التحذير الذي قد يساعد على (الإشاعة) .. ومن أعجب ما وصلني ..رسالة تحذيرية .. من شخص محترم .. وكل رسائله طيبة .. وبعضها (دعوي) .. فجأة وصلتني منه رسالة تخبر عن مواقع إباحية .. مع رابط للرفع عنها إلى الجهات المختصة!!
ظننت في البداية أنها (دعابة) من دعابات النت التي لا تنتهي .. ولكن!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وبعد .. "القنبلة" التي فجرتها أختنا الأستاذة (ميساء) تحتاج إلى أن تناقش بصورة جدية .. سعيا لإيجاد (حل) .. قبل أن تأتي (أجيال) ترى أن ما استنكرته أختنا الكريمة .. شيء عادي!!!
أخي أبا أسامة .. وأنا أفكر في كتابة هذه الأسطر .. أو قل أنني كنت أنتظر أن يعلق أحد الزملاء أو الزميلات .. وصلتني رسالة بعنوان ( طريقة فعالة لتدمير المواقع الجنسية). وبما أنني لا (افقه) شيئا في أمور النت .. فإنني أرسلها لكم لعلها تكون مفيدة .. ولو في حدود (الخطابية التي في مقدمتها).
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدنية المنورة.
Mahmood-1380@hotmail.com