عن شو نكتب؟ مصطفى ابراهيم
عن فيديو إطلاق القناص الإسرائيلي النار على الشاب الفلسطيني على حدود غزة ونشوة الجنود الإسرائيليين في مشهد غير إنساني وفجور كذبة الجيش الأكثر اخلاقية في العالم، وتداولنا الفيديو ونحن نستمع لتصريحات قادة الإحتلال والدفاع عن جنودهم المجرمين والاشادة بهم، ونمصمص شفاهنا وغضبنا المكتوم. ولا عن مسيرة العودة الكبرى وسلميتها والخوف من إجهاضها وفشلها على الاقل في تحقيق بعض من أهدافها، وتشكيك حركة فتح والسلطة فيها وفِي أهدافها والقول ان حماس تستغلها للخروج من أزمتها، ولا عن قلق اسرائيل منها والتحريض عليها والقول ان حماس هي من تقودها لتسهل عليها قمعها بقوة والاجماع الاسرائيلي على التصدي لها لكي وعينا وتخويفنا. ولا عن الشهداء والجرحى والمعاقين الجدد، ولا عن وضع العبوات المتفجرة على الحدود شرق غزة وإفساد سلمية المسيرة، والرد الاسرائيلي ومحاولاته جر غزة لعدوان مؤجل إلى حسن وتخويف الناس من المشاركة في المسيرة الأسبوعية. ولا عن خطاب اسماعيل هنية من شرق غزة واستحضار رموز المقاومة السلمية ضد العنصرية في أمريكا وخطابه عن المقاومة السلمية واستحضار المقاومة المسلحة والتهديد بها، والجدل الذي اثير حول خطابه، وردوا على شروط أبو مازن العنجهيه والتعجيزية وتهديده بإمهال حماس شهرين وإلا سوف يعلن عن غزة كيان متمرد وفرض عقوبات جديدة، ولا عن الحكومة اللي خرجت عن دورها المهني والوظيفي وفي ادارة شأن الناس وزجت نفسها في الخلاف بين حركتي فتح وحماس وأصدرت بيان تهاجم فيه حماس.ولا نكتب عن انعقاد المجلس الوطني في رام الله نهاية الشهر الجاري لأسباب تخص أبو مازن واجراء تدوير وتعيين مسؤولين من حركة فتح في رئاسة المجلس واللجنة التنفيذية، ومن دون اجراء جردة حساب لما فات بعد الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وفتح الصراع على مصراعيه للسيطرة على ما تبقى من فلسطين. وعدم مشاركة حماس والجهاد الاسلامي ورفض الجبهة الشعبية المشاركة فيه لانعقاده بهذه الطريقة غير التوحيدية. ولا عن قطع الرواتب وطوابير الموظفين والمتقاعدين أمام البنوك على أمل نزول الرواتب في البنوك ومشهد وحياة الموظفين الني تدمي القلوب وفِي عيونهم أمل بنزول الراتب وجردوا من أدميتهم منذ 12 سنة وقلقهم ورعبهم الذي رافقهم ولا يزال يرافقهم بقطع رواتبهم. ولا عن الحصار والبطالة والفقر والسجون وافلاس تجار واوامر الحبس بعشرات الالاف والمرضى الذين يموتون في انتظار التصاريح الاسرائيلية والفحص الامني ونقص العلاج والدواء، ولا عن فتح معبر رفح المغلق لأسباب غير مقنعة ولا نستطيع اتهام مصر او حتى انتقادها، ولا عن طائرات الاستطلاع "الزنانات" واختراقها لخصوصيتنا وارهاق اعصابنا وتنشر الخوف والرعب كالغربان، ولا عن المية المالحة وغير صالحة للاستخدام الآدمي ولا عن اربع ساعات كهرباء تغتصب انسانيتنا وتنتهك كرامتنا، ولا عن صفقة القرن وفجور الإدارة الامريكية وموقفها الليكودية.ولا عن القمة العربية التي ستعقد ووجه الرئيس أبو مازن خطابه امام اللجنة المركزية رسالة للسعودية بالتحديد وطالب بتسمية القمة بقمة القدس. نحن لا ما نكتب نحن نلطم ونندب تمزقنا وحالنا المايل للسقوط .