السلام عليكم
سمعت اليوم في محطة البيبيسي عن كارثة جديدة من كوارث النت وهي المقامرة عبر انلت وقد خسرت امراة عربية بمبلغ وقدره 27000 دولار!!!!!
الا يكفي ان امولنا العربية هاجر قسم كبير منها الى الخارج ؟؟عير ماتسلل خفية؟


الى متى نسرق ونحن في عقردارنا ولانعي كيف يتسلل الينا الخطا؟ والشيطان بثوب الحداثة؟

اقدم هذا الملف عله يشرح جانبا من المصيبة!!


المقامرة ثقافة الهوس بالثراء.. هل تتحول البيوت الى كازينوهات للقمار؟


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ان تستيقظ صباحا و حتى تذهب الى الفراش فانك محاصر بالعديد من الاشياء التي تغريك، بل قد تجرك رغما عنك الى عالم اقل ما يقال عنه مثير، انها المقامرة: فما ان تفتح التلفاز حتى تتساقط على راسك المغريات بالمقامرة وكسب الاموال الطائلة باسهل الطرق، وما ان تفتح مجلة او جريدة حتى تتسابق عيناك لاخبار الذين كسبوا الملاين بضربة حظ واحدة.

اما اذا فتحت حاسبك الشخصي فلن تسلم ابدا من رسالة تصل الى بريدك الالكتروني تبشرك بانك ربحت الملاين دون ان تدري او تتصل باحد وما عليك الا الاتصال وارسال معلوماتك الشخصية او صورة جواز سفرك وفقط مبلغ زهيد هو عدة مئات من الدولارات اجور نقل ومحاماة وخلافة وهكذا قدتنطلي عليك اللعبة وتقع ضحية الاحتيال.او تصلك دعوة لقضاء وقت ممتع في كازينو قمار تلعبها وانت مسترخي في بيتك ووراء حاسبك الشخصي عبر الاف المواقع للمغامرة الالكترونية، بل لن تستغرب ان يكون ثلاث ارباع بريدك عبارة عن نشرات ودعوات واعلانات دعاية لعشرات الاشكال من انواع المقامرة.

بل لا تستغرب ابدا ان يتصل بك احدهم دون ان تعرفة ويدعوك لزيارة موقع مقامرة او يقدم لك عرضا مغري جدا كل هذا واكثر وانت لم تخرج من بيتك بعد. فما ان تخرج حتى تغرق حتى اذنيك بانواع المغريات المضيئة والملونة وصور الحسناوات يدعونك انت شخصيا بالتمتع بالمقامرة والفوز. وما ان تدخل اي محل صغير او كبير حتى تجد انواع يصعب حصرها من المقامرة في اوراق اليانصيب وارقام الحظ وبطاقات الحظ الملونة تكشطها فتربح وصور الكرات الملونة ذات الارقام السحرية التي توصلك لفردوس الغنى. ناهيك عن محلات مراهنات السباق على كل شيء من الخيول الى كرة القدم والسيارات و الكلاب وغيرها. ثم هناك وفي اغلب المحلات والمطاعم مكائن اللعب باشكالها التي لا تعد.

فقد قدرت المجلة الدولية للمقا مرة العامة مؤخرا ان هناك 4632 وسيلة مقامرة شرعية وان 603 نوع من اوراق اليانصيب الرسمية في 102 بلد في العالم والتي تزيد جوائزها عن ربع مليون دولار، كل هذا ولم تصل لساعات المساء حتى تفتح صالات القمار ابوابها فتعمر مؤائدها الخضراء با لعاب الورق وتدور دواليب الروليت على افرغ الجيوب من كل ما فيها من اموال بسهولة ويسر. وهناك ترى العجب العجاب من قصص المقامرة.فمدن مثل لاس فيكاس انشاءات خصيصا من اجل رجال المقامرة.

اما اذا ذهبت في سفرة سياحية فستجد نفسك حتما في مدن الملاهي وهناك يتفننون في اغرائك وانت مستسلم.

يقول( جون هاورد ) رئيس وزراء اوستراليا السابق في عام 1999 ان اكثر من 290,000 استرالي لديهم مشكلة المقامرة وهم مسؤولون عن خسارة اكثر من 3 مليار دولار سنويا، مما سبب مشاكل لمليون ونصف شخص تأثروا بهم بشكل مباشر نتيجة الافلاس والانتحار والطلاق ومشاكل العمل.

وتقدر الاحصاءات الصادرة عن قسم الادمان بكلية الطب في جامعة هارفرد ان هناك 7,5 مليون راشد امريكي و 7,9 مليون مراهق سنويا يعالجون من امراض المقامرة فيما اكدت اللجنة الوطنية لدراسة تأثير المقامرة في تقرير احيل الى الكونكرس الامريكي ان عدد الذين لديهم مشاكل المقامرة قد يصل الى ضعف العدد السابق.

ان مئات الملايين حول العالم لديهم وجهة نظر في المغامرة قد تختلف من بلد لاخر، فقد اظهراستطلاع تم في عام 1999 ان المقامرة لم تكن فعلا مشينا لدى ثلثي الامريكيين بل شكلا من اشكال التسلية غير المؤذية نسبيا والسبب هو النشوة التي يحققها الربح وساعات اللهو التي يقضوها في تلك الممارسة بالاضافة الى الاثارة التي تخرج الفرد من برودة الحياة المحيطة والوحدة الفردية التي يعيشها الكثير في البلدان المتفدمة مما دفع الامريكيين لانفاق ما يقدر بنحو 120 مليار دولار خلال عام 2005 على المقامرة المشروعة فقط في حين لم يتجاوز انفاقهم اكثر من 50 مليار عام 1998 وهذا اكثر مما انفقوا على تذاكر السينما والالعاب الرياضية بكل جمهورها العريض وتنوعها والموسيقى المسجلة ومدن الملاهي والعاب الفديو كلها مجتمعة.

اما في استراليا فقد قدرت دراسة حديثة عدد الذين قاموا بالمقامرة في سنة واحدةبنحو 80% من سكان اوستراليا لمرة واحدة على اقل تقدير، و40% قامروا كل اسبوع، ويقدر انفاق الفرد على المقامرة باكثر من 400 دولار سنويا. وهذا يفوق ما يصرفة الاوربيون او الامريكيون بنحو الضعف وبذلك يحتلون مركز الصدارة مما يجعلهم اكثر الناس ولعا بالمقامرة.

فيما يدمن سكان بعض البلدان على نوع معين من المقامرة ففي البرازيل يشترون بطاقات اليانصيب ويصرفون مايقدر بنحو 4 مليار دولار سنويا عليها رغم ما تعانيه من ضائقة مالية خانقة. كما في دول اوربا اذ بلغت قيمة الجائزة 180 مليون يورو لليانصيب الاوربي الموحد وللسحبة الواحدة، وفي بريطانيا تباع نحو12 مليون بطاقة يانصيب ولمرتين في الاسبوع الواحد مما اضاف اكثر من 2000 مليونير لقائمة اصحاب الملاين الانكليز منذ عام 1994. اما ايطاليا فتعد الرائدة في هذا المضمار اذ بدا اول يانصيب في العالم سنة 1530 اي قبل مايقارب من خمسة قرون.

وتنتشر الان دور المقامرة بشكل رسمي في دول الكتلة الشرقية فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي ونظام الحكومات الشيوعية سادت المقامرة تحت رعاية اعتى عصابات الاجرام والمافيات ومع عدم وجود احصائيات رسمية ولكن الواقع لكن يقول ان ملايين الدولارات تنفق هناك على امل الغنى والخروج من نفق النمط الاشتراكي الى اقتصاد السوق، مما حدا بالسلطات الصينية ان تسمح لاول مرة لشراء اوراق اليانصيب سنة1986 بعد الانفتاح الاقتصادي على الغرب ونسيان مبادىء العم ماو وثورتة الثقافية وعودة هونغ كونغ وهي مدينة المال والمقامرة وقد انضم فعلا اكثر من 1500 صيني الى قوائم ذو الملاين بعد فوزهم باليانصيب. كذلك يقبل الكثير من اليابانيين على لعبة ( الباتشينكو ) وينفقون مليارات الدولارات في المراهنة اثناء اللعب وهكذا الحال في جميع دول جنوب شرق اسيا تقريبا ففي تايون مثلا ورغم منع السلطات الرسمية للمقامرة والمراهنات ولكنها تمارس بشكل علني تقريبا وتحت عيون الشرطة المتسترة والمرتشية فقد القي القبض قبل اشهر على ضابط يتستر على صالة مقامرة مقابل رشوة تقدرة بمليون دولار شهريا وعلى هذا يقاس حجم الارباح والاموال التي تسكب على مناضد القمار.

وفي امريكا اعتقلت الشرطة أمينة سر مجمع العيادات الطبية في مدينة نيويورك بتهمة سرقة اكثر من 2,3 مليون دولار خلال ثلاث سنوات من حسابات الزبائن والاطباء، وقد اعترفت انها كانت تنفق حوالي 6 الآف دولار يوميا على شراء اوراق اليانصيب من اجل اشباع رغبتها الجنونية في المقامرة والتي لم تربح منها مع كل هذا الانفاق اكثر من 100 الف دولار فقط وقد صرحت للصحفيين بانها تعرف الحكم مقدما مابين 4 الى 12 سنة سجن وانها فرحه لانها ستترك المقامرة طيلت هذه السنوات.

ومن المفارقات ان يفوز احد ائمة المساجد في اسطنبول بجائزة اليانصيب والبالغة قيمتها ترليون ونصف الترليون ليرة تركية وحين سئل عن الجدل في حرمت اليانصيب قال انه حرام شرعا ولكن الديون التي تثقل كاهلة هي السبب.ورغم استشارة زوجته التي رفضت هذا الحرام الا انه احتفظ بباقي المبلغ بعد ان سدد ديونه مما حدا بالزوجة لهجره فتزوج بواحده تصغرها وترك الامامة.

ان تغيير النظرة تجاه المقامرة هو النتيجة الحتمية والمباشرة للوقوع تحت تأثير قوة وعنف الحملات الاعلانية التي تروج لها اذ كانت في ما مضى تعد آفة اجتماعية وأخلاقية لان تكون اليوم مجرد تسلية يقبلها المجتمع ويتمسك بممارستها رغم ما تسبب من اضرار صحية وخسارة الوظائف والاعانات المدفوعة للعاطلين والجرائم الناتجة عنه كالسرقة والاختلاس والانتحار والعنف الاسري،وقد قدرت دراسة حكومية في استراليا ان عدد الاشخاص الذين يمكن ان يؤثر فيهم كل مقامر ثأثيرا مباشر قد يصل الى العشرة واقربها ان تنتقل العدوى الى الابناء.

ويذكر تقرير اصدرته اللجنة الوطنية لدراسة تاثير المقامرة ان اولاد المقامرين القسريين يتورطون غالبا في السلوك الجانح مثل تعاطي المخدرات والشرب المفرط والتدخين وهم اكثر عرضة للوقوع في شرك المقامرة المرضية ويحذر التقرير من ان مواقع المقامرة على الوب يمكن ان تحوُل اي بيت فية كمبيوتر موصل بالانترنت الى كازينو حقيقي، ولايكلفها الايسيراً مما تدفعه لبناء مراكز جديدة للمقامرة. ففي سنة1995 كان هناك 25 موقع على النت اما في 2001 فبلغت 1200 موقع درت 2,2 مليار دولار اما الان فتقدر عدد المواقع اكثر من 2300 موقع فيم تقدر ارباحا الصافيه بنحو12 مليار دولارسنويا نصفها تقريبا من المقامرين الامريكيين.

وبالرغم من اقرار مجلس النواب الامريكي قبل اشهر قليلة مشروع قانون للقضاء على المقامرة الالكترونية عن طريق الانترنيت والذي قدم من قبل الحزب الجمهوري واعتبار قيام البنوك وشركات بطاقات الائتمان بدفع اي مبالغ لمواقع لعب القمار على الانترنت امر قانوني لكنه استثنى سباقات الخيول واليانصيب من هذا القانون. وكانت الحكومة الصينية قد سبقتها باصدار قرار بغلق كل مواقع المقامرة على الانترنت وانها ستخوض حربا لا هوادة فيها للقضاء على المقامرة المتفشية بين المديرين التنفيذين والمسؤولين الفاسدين ومع ذلك فان خبراء الاقتصاد يؤكدون ان تلك القرارات لا تاثير لها على صعيد الواقع في ظل اقتصاد العولمة وتساهل العديد من الدول على انتقال الاموال القذرة بكل سهولة ويسر.

ان ثقافة المقامرة امست اليوم ثقافة عالمية تنتشر بشكل مريع وطاغي حتى شملت كل الاجناس من البشر ومن كل الشرائح من اطفال المدارس وحتى العجائز والشيوخ وتضاف يوميا اعداد جديدة الى قوائم المقامرين الذين يعتقدون ان الحياة مجرد ضربة حظ والخطير ان تتحول هذه الثقافة الى هوس بمعناه السيكولوجي المرضي وان يتحول الادمان من شكل فردي الى ادمان جماعي.

وشخصية المقامر تحوي خليط غير متجانس وهي مركب معقد من الجنون والمرض والوهم لايمكن ان يحدد احد سببا مباشر واحد يكون الدافع وراء الولوج لعالم يعرف الجميع انه مؤذي على اقل تقدير.

*كاتب عراقي مقيم في بريطانيا