سَـلاَم


سَلامٌ للأحِـبَّةِ إنَّ قـَلـبي=لَدَيْهـم لا يَحُولُ و لا يَزولُ
يُبلِّغُهُ نَسيمُ الرَّوْضِ عَنِّي=وَ وَرْدٌ ما لِنَضْرَتهِ ذُبولُ
يصِحُّ كَصِحَّةِ الأشواقِ فِيهِمْ= يَرِقُّ لأنَّني فيهِمْ عَليلُ
وَ صادحةٌ على غصـنٍ رطيبٍ=أَحِنُّ أنا فـَتَـنْقُـلُ ما أقـولُ
وَ نَهرٌ يُشرِقُ الرَّضْراضُ فيهِ=كَمَا يَتَنَزَّهُ القلبُ النَّبيلُ
هل الحسنُ الَّذي تُحْيِينَ حَولي=أم اللهفى بك النَّهْرُ الجَميلُ ؟
تَسَاءَلَ هادراً بالشِّوْقِ مِثلي=أما اسْتَرعاكُمُو هذا الوُصولُ ؟
أيا قـَمَري لقدْ أحزنتَ قلبي=أحَقّاً سـَوفَ يُـدْرِكُـنا الأُفـولُ ؟
أ تَهْجُرُنـا و أنتَ لنا حَبـيبٌ=و تَـتَّهـمُ الـمُحِبَّ و لا دَليلُ ؟
أحبُّكِ كـم أسرَّ القـلبُ نَجْوى=و كَمْ أَقْصَرْتُ عن شَرْحٍ يطـولُ
وَ كمْ نهنهتُ قافيةً و شعراً= لَعَمْرُ هَواكِ شاعرُكِ الذُّهُولُ
وَ كَم حَدَّثـْتُ بـالآمالِ نَفسي=فهُذِّبَـتِ الرِّوايَةُ و الـفُـصُولُ
و طابَ السُّهدُ إذ تأوينَ طرفي=و أقبلَ بالسَّنا الطَّيْفُ الخَجُولُ
أُحبُّكِ لا أُذيعُ الآنَ سِرّاً=فقد فَطِنَ التَّطفُّلُ و الفُضُولُ
أجيئُكِ و الحنينُ يُضيئُ دربي=تُبارِكُني الحَدائقُ و الظَّليلُ
و تَسألُني المَقِيلَ و تحْتَفي بي =و كيفَ أُريحُ قَبلَكِ أوْ أَقِيلُ ؟
بطُهرِكِ طابَ مُغتَسلي و شِرْبي=و جانبَ صَفْويَ الوِرْدُ الوَبيلُ
فَما خَبَتِ المَحَبَّةُ في فُؤادي=وَ لَمْ يَرْدَعْهُ عَنْكِ المُسْتَحِيلُ
شعر

زياد بنجر