ضرورة البوح


دأبت على نظم القريض سكينة
وفي البوح لاضير السكينة أجمع

تمرّ بيَ الأيام تترى حثيثة
كأن الذي يمضي خيال فأجزعُ

فأكتب خوفا أن أفيق فجاءة
فألقى زماني وهْو أعجف أقطع

كأني إذاما قلت يوما قصيدة
ضمنت له بَقيا فلا أتضعضعُ

تهددني الأيام إلا قصيدة
أشد بها أزري وحبريَ يهمع

فما أنت يا دنيا أأحلام نائم
بربك أم طيف ببيداء يلمع

فمازال يسترعي انتباهي مرورها
وأخشى من الموت الذي سوف يطلع

لقد كنت ياقرض القريض ضرورة
على زمن بأساؤه تُتَوقّعُ

تقوّمني حتى كأنيَ كامل
فأقدم لا أخشى الخطوب فأشجُعُ

كذلك أحيا أنشد الشعر أتقي
به عثرات الدهر والدهر أبقع

أصاح تذكّرْ مامضى قبل فترة
أيرجع يوما؟صاح هيهات يرجع

لعلك إن أنشأت فيه قصيدة
تبدّى كحيٍّ وهْو ميْتٌ مُشَيّع

ترنّمْ على الذكرى بأندى قصيدة
لتظهر في قفري فلا أتلذّعُ

أيازمن الآلآم مالك حيلة
خلا أنني ألقى أذاك فأبدع

كما لقي المرء السياط ولم يزل
يئن متى اشتدّت عليه ويضرع

فلا عيش إلا بالجروح وإنما
نسلي قلوبا في ضلوع تقطّع

سلام على الإنسان في دهره ولا
عليك سلام دهر مادمت تفزع

أياصاح ماذا لو رأيتَك مرة
على مضجع مستلقيا تتوجّعُ

فأدركت حقا ثَمّ أنك ميّتٌ
فكيف إذن ياصاح والعين تدمع

فكيف إذن ياصاح والروح حشرجتْ
وأهلك من كل البلاد تجمعوا

سأبكيك شجوا في قريضك بعدما
عدمتك إلا في القريض فأفظعُ

16-2-08