من الأدب الهندي/ شازية عندليب
قصة قصيرة: (26) ثمـــــــــار العمـــــــــــل !
ترجمة : قحطـــــان فؤاد الخطيب/العراق
ذات يوم، امتلك رجل أعمال صبيا محبا للهو. وأراد الأب من ولده العمل بجد ومسؤولية، كما طلب منه إدراك قيمة العمل. ففي أحد الأيام استدعى ولده ثم قال له: "اليوم أريدك الخروج لكسب شيء ما. فإذا لم تفعل ذلك، سوف لن تتناول عشاءك الليلة".
وكان الصبي عديم الإحساس وخداعا. كمــا كـان غير معتاد على أي نوع من العمل. لقد أرعبه طلب أبيه من هذا النوع ، ثم مضى إلى أمه باكيا. وتفتت قلبها لمنظـر الدموع في عيني ولدها، حيث أضحت غير مرتاحة. ففي محاولة لمساعدته، أعطته قطعة نقود ذهبية. وفي المساء، وعندما سال الأب ابنه عما كسبه، قدم على الفور القطعة الذهبية. ثم طلب منه الأب رميها في البئر، ففعل كما أمر.
كان الأب رجل حكمة وخبرة، وعرف بان مصدر القطعة هو أم الصبي. وفي اليوم التالي أرسل الأم إلى مدينة والديها طالبا من ولده الذهاب وكسب شيء ما، مهددا بحرمانه من العشاء في حالة إخفاقه .
وفي هذه المرة ذهب إلى شقيقته التي تعاطفت معه وأعطته روبية من مدخراتها. وعندما سأله أبوه عما كسبه، قذف الولد بقطعة النقود نحوه. وطلب منه الأب رميها في البئر مرة ثانية. وقام الولد بذلك العمل بكل استعداد. وللمرة الثانية اخبر الأب الحكيم ابنه بان تلك القطعة لم يكسبها ابنه. ثم أرسل ابنته إلى بيت أقربائها.
ثم طلب من ابنه الخروج طلبا للكسب على خلفية التهديد بحرمانه من العشاء تلك الليلة. وفي هذه المرة، وحيث لم يبق احد يلجــأ إليه طلبا للمساعدة، اجبر الابن على الذهاب للسـوق بحثا عن عمل. واخبره احد أصحاب الدكاكين هناك بأنه سيدفع له روبيتين إذا حمل حقيبة ملابسه إلى بيته. ولم يتمكن ابن الرجل الثري رفض الطلب مما تسبب في تصببه بالعرق بعد انجاز المهمة. وكانت قدماه ترتجفان، فيما كانت رقبته وظهره تؤلمانه. وظهرت علامات طفح جلدي على ظهره. لقد عاد إلى المنزل وعرض الروبيتين أمام والده الذي طلب منه رميهما في البئر. وأوشك الطفل المرعوب على البكاء حيث لم يتمكن من تصور رمي النقود تلك التي حصل عليها بمشقة في البئر. وقال الابن وهو يتنهد: "أبتي، كل جسدي يتألم. وعلى ظهــري طفح جـلدي، وأنت تطلب مني رمي النقـــود في البئر!" عند ذلك ابتسم الرجل مخبرا ولده بأن المرء يشعر بالألم فقط عندما تضيع ثمار العمل. وفي المرتين السابقتين، تمت مساعدته من قبل الأم والأخت. لذلك لم يتألم أثناء رمي النقود في البئر. وهنا أدرك الابن قيمة العمل الشاق. وأقسم أن لا يكون كسولا، وأن يعتني بثروة أبيه. وقام الأب بتسليم ولده مفاتيح الدكان، واعدا إياه بمساعدته خلال بقية حياته .