صابر حجازى يحاور ألأديبة الأردنية ريما ريماوي -----------------------
جمعت الكاتبة ريما ريماوى في قصصها ما بين أسلوب التشويق والإثارة والحب والتمرد والحرية, فبحثت عن الحرية بين أحداث وشخصيات روايتها وتمردت على شعور بالكبت داخل المجتمعات العربية، فنعيش ونتعايش مع شخصياتها القصصيه ما بين التمرد على تقاليد المجتمع، و ما بين القدرة على المحافظة أمام التغيرات الإجتماعية المتسارعة والمنفتحة- ومن خلال كل ذلك وفي محاولة للتعارف عليها من قرب كان لنا معها الحوار التالي...
س :- كيف تقدمي نفسك للقارئ العربي ؟
انسانة عشت حياتي، وجدت عندي شيء ما ورسالة أريد أن ابوح بها من خلال قصصي التي أحرص أن يتوافر بها الهاءات الثلاث حسبما يوصي بها أساتيذنا الكبار وأولهم الأستاذ الكبير حسين ليشوري ألا وهي:
"هادئة، هادفة، وهادية"،
واتمنى أنجح في ذلك، وهدفي وطموحي ترك أثر مني يدل عني...
س:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة - وبعض النماذج من قصصك ؟
عندي فوق المائة وعشرة قصص منقسمة بين القصة القصيرة والقصيرة جدا غالبيتها قصص اجتماعية منوعة: كوميدية مضحكة، ورومانسية، ودراما حزينة، وبعضها عن الجرائم والمجرمين، وواحدة منهم عن الاشباح..
حرصت فيها ان تكون لغتها سهلة بسيطة لتصل إلى أكبر شرائح المجتمع
..وهذة بعض من القصص:-
ليالي الشتاء الباردة
-------------------------
تجلس وحيدة على أريكتها الوثيرة ..
يداعبها دفء ذكرى، حين ذات شهوة،
التفت مع زوجها بغطاء واحد،
وشرعا يتناولان المثلجات المجمدة...
من نفس العلبة....!
******************************************
** بين يديّ الرحمن **
--------------------------
رافعا يديّ إلى السماء: "يا إلهي أنقذنا..."
- يا للمصيبة لقد فقدت السيطرة على الشاحنة...
هتفت مخاطبا الشاب صاحب هذه الشاحنة الضخمة، والذي يجلس قربي...
منذ بضعة دقائق تركت سيارتي في منتصف الشارع الشديد الانحدار، واستلمت قيادة الشاحنة صعودا إلى أعلى التلّة، بقصد تجربتها قبل شرائها، كي نستخدمها في توصيل البضاعة التي يتم تجهيزها في المصنع خاصتنا...
"لقد أوهمني اللعين بأنها بحالة جيدة."
- أستاذ يوجد فيها مشكلة بسيطة فقط ( بالبريك ) ..
"أتقول مشكلة بسيطة؟! قبحك الله، كلها مشاكل يا أخو الــــــــ ... " فكرت في نفسي،
حتى ذراع تغيير السرعة لا يتجاوب بسهولة، آآخ.. لقد توقف المحرك عن الدوران، يا للهول.. رغم أنني أدوس دعسة الكابح إلا أنه لا يتجاوب وتعطل أيضا...
- ما العمل الآن؟ بدأت الشاحنة تتقهقر إلى الخلف بسرعة مخيفة ومتسارعة. مددت يدي الى ذراع الفرامل اليدوية أسحبه فانكسر في يدي خارجا من مكانه، كسيف دون كيشوت من غمده... صرخت:
- ويلاااااااه.. رحنا فيها وانتهى أمرنا.
رميته فزعا وقد اجتاحني شعور عارم بالغضب، التفت باتجاه الشاب أرغب في صفعه.. وإذا به مكوم على أرض الشاحنة يرتعد خوفا... من العبث التحدث معه الآن ...
ما زالت الشاحنة تتراجع بسرعة، يقولون في اللحظات الحرجة يرى الشخص حياته تمر أمامه، أنا لا.. بل انصب كل تفكيري على كيفية إيقاف آلة الموت تلك،
"الله يستر، اللهم أبعد المشاة والسيارات عن طريق هذه المجنونة، يا للهول أسمع بوق سيارة تحاول تنبيهي، عذرا يا صاحبي أنت من عليه الهرب من طريقي."
أخرجت رأسي من النافذة لأرى ما الذي أستطيع فعله.
أحد جانبي الشارع يطل على هاوية، وفي الجانب الآخر محال تجارية أمامها سيارات متوقفة على جانب الرصيف.
- يا الله ارحمنا، ستخرج عناوين الجرائد بخبر حادث مؤسف.
"يجب عليّ السيطرة على الموقف، ها هي سيارتي وابني ينتظرني قربها، ماذا؟ إنه يحمل سيجارة، تبا له، ليس وقته الآن بل يجب التركّز على وضعي المنيّل حاليّا."
نظرت إليه يرمي السيجارة وينظر حائرأ، من الواضح أنه لم يفهم مصابي: "لن أسمح للموت بالتمكن مني، لم يحن وقتي بعد".
هنالك فراغ بين السيارات قرب الرصيف.. هذه فرصتي الوحيدة وعليّ أن استغلها، سأدخل الشاحنة عرضيا بينهما باستعمال المقود...
توقفت الشاحنة بين السيارتين بالضبط دون أن تصطدم بأيهما ولكنها اصطدمت بعنف بطرف الرصيف العالي.. المكان الوحيد بالشارع الذي يعلو فيه الرصيف إلى هذا الحد، وكأن العناية الإلهية جهزته لإنقاذنا.
وأخيرا توقفت الشاحنة، دون خسائر.. قفزت منها على الفور غير مصدق أن قد كتبت لي النجاة.
ناداني الشاب بعد جلوسه في مقعد السائق ونجح في تشغيلها:
- هيا اركب يا عمي كي أوصلك إلى سيارتك.
- تبا لك أيها الجاهل انصرف وشاحنتك المهلهلة عن وجهي.
وصلت سيارتي ماشيا متقطع الأنفاس، أفكّر في أمر تدخين ابني، وأمه المريضة.
أخرجت مشطي الصغير لأرتب شعري المنكوش المنفوش، نظرت في المرآة فأذهلتني رؤية شعري الأسود قد تحول إلى اللون الرمادي ولقد غزا الشيب مفرقي....!
مشيت في جوّ مكفهّر، على طرف رصيف
مبلول زلق بعد عاصفة مطر ...
هنالك رأيتها أمي الضئيلة ..
ملصقة وجهها بين أصابع السور الحديدي ..
تنظر في الأفق البعيد، قبّلتُ رأسها المبلل ..
لم تلتفت، قالت:
أينه .. والدك؟! لم يأتني بعد وما زلت أنتظر!
س:- من هم الادباء والكتاب الذين تاثرت بهم ؟وكانوا كقدوة ومثال لك ؟
معظم قراءاتي كانت وأنا طفلة صغيرة من مكتبة جدي، لهذا غالبية الكتاب الذين أحببتهم من القدامى خصوصا يوسف السباعي ونجيب محفوظ من العرب، ومارك توين وارنست همنغواي وفيكنور هيغو من الأجانب..
قرأت لكثيرين غيرهم سواء بالعربية عموما، وأيضا بعض الكتب بالإنجليزية.
أحب السيرة الذاتية لانطوان تشيخوف، وأرى أن الذي يجيد الكتابة حقا هو المؤلف كثير الأسفار والترحال الذي يخالط الشعوب، وجميع فئات المجتمع.
اؤمن أن من عمق حجم الألم والمعاناة يأتي الإبداع.
لكن لا توجدعندي قدوة محددة أحذو حذوها.. انما أكتب بتلقائيتي وعلى السليقة.
س :- أيهما اصدق في كتابة الادب بشكل عام الرجل أم المراه ؟
لا يوجد فرق بالنسبة لي ولم أحاول التمييز بيتهما، أعتقدهما كليهما يكتبان تأثرا بعصف ذهني إلى درجة تصديقه، لكن الكاتبة حظوظها بالشهرة أقل من الرجل، لعظم المسؤوليات الملقاة على عاتقها تجاه أولادها وبيتها، ولم أك محظوظة بالقراءة إلا لعدد محدود منهن أهمهن أغاثا كريستي وحين اوستن.
في المسابقات التي بدون أسماء.. أستطيع أحيانا التفريق بين الكاتب الرجل والأنثى، خصوصا في القصص العاطفية، هو يصف الجسد حسيا بينما هي عاطفية تصف الأحاسيس والمشاعر...
س:- المشهد الثقافي الادبي الحالي في الاردن - كيف هو ؟
أنا بطبيعتي خجولة غير اجتماعية، لكن اعرف أن بعض الأديبات يعقدن صالونات ثقافية في بيوتهن، ويالإضاقة للأدب يهمهن واقع الأردن السياسي والاجتماعي. وحركة النشلر نشطة عندنا لحضور الكثير من الكتاب العراقيين لتنفيذ ذلك عندنا.
علما بأن الأردني إنسان مثقف واع على جميع الأصعدة إذ هو أغلى ما نملك.
س:- أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية
تقديم التواصل بين الاديب والمتلقي ؟
نعم أكيد أصلا لم أبدأ في الكتابة إلا من خلال المنتديات وأخص بالذكر ملتقى الأدباء والمبدعين العرب، ولم تتطور ملكتي الأدبية إلا من خلال النقد والتوجيه في المنتديات الأدبية المختلفة ومن خلال صداقاتي بالفيسبوك. أما التشجيع فكان من خلال المنتديات الاجتماعية.
يمكن التواصل معي عبرالشبكة العنكبوتية من خلال الروابط التالية:-
س :- هل ترى أن حركة النقد علي الساحة الادبية - مواكبة للإبداع ؟
كلا، حركة النقد ضعيفة جدا بالنسبة للكتابة، والكثير من النقاد يستنكفون عن إبداء رأيهم النقدي الهام قبل نشر التصوص ورقيا، بسبب عدم رغبتهم في إضاعة وقتهم.
هذا الأمر يثير حيرتي ما الفائدة من نقد وتشريح نص تمت طباعته على الورق، ألم يكن الأحرى نقده وإبراز عيوبه وتلافي أخطائه قبل الطبع؟
س :- كيف يمكن ان يكون الادب قادر على المساهمة في صناعة رأي عام في ظل الاحداث الجارية
في الوطن العربي تحت مسمي (الربيع العربي )؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، نحن الشعوب العربية تعودنا العيش بغوغائية، وعاطفية، وسريعي التأثر.
بعد إحباطات ما بعد الثورات صار صعبا على الأدب التأثير بالشعوب، إذ صارت هواية المطالعة نفسها بطريقها للإنقراض، طبعا رأيي ينطبق على هذه الفترة بالذات.
لكن هذا لا يمنع الكاتب من الاستمرار بالكتابة الهادية الهادفة الهادية.. التنويرية (العيار الي ما يصيب يطرطش).
س :- مشروعك المستقبلي - كيف تحلمي بة - وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة ؟
ما زلت أكتب القصص الجديدة مع تطوير أسلوبي وتحسينه.
أتمنى أجد الناشر الذي يؤمن بموهبتي ويدعمني ويتولى النشر لي.
وكلما توفر الوقت.. أعود إلى نصوصي القديمة المهمة وأعيد صياغتها وتحسينها وتنقيحها وتطويرها.
أما هدفي الأسمى وكما قلت سابقا "ترك أثر مني ينم عني."
س :- هل تستقي موضيع كتاباتك من رصد الاخرين - أم أنك لجأت بالأحرى إلى تجاربك الخاصة كي تنسجي عالم قصصك؟
أستقي مواضيعي من الحياة نفسها سواء تجاربي الخاصة او تجارب الآخرين، أو من قراءاتي المتعددةـ أو حوادث سمعت بها من الناس او الأخبار أو التلفاز، حتى قد أستقيها من أحلامي أيضا.
س : - خيارك السردي مثير للاهتمام: على الرغم من أن كل قصة تعبر عن وجهة نظر مختلفه حيث انك تستخدمي ضمير المتكلم حينا وضمير هو حينا اخر . هل هذا قد ينتج وقعاً مختلفاً ؟
على حسب موضوع القصة التي أتناولها، قد يكون الراوي أنا أو هو لا فرق، إلا بقناعتي الشخصية الخاصة بالأقوى تأثيرا على المتلقي.
لكن نفسيا لا أرتاح ولا ألجأ للسرد على لساني في حالة كون البطل مجرما.
س :- حين تكتبين، أي جمهور قراء تتخيلينه لكتابك؟ثم انتوقف قليلا امام نماذج اخرى من كتاباتك القصصية
أحب أن يقرأني الجميع بغض النظر عن ثقافاتهم وتعليمهم، لهذا أستعمل اللغة البسيطة المتداولة...
واليك تلك القصص :-
** قارورة عطر **
-------------------------
مندهشة الأم.. تشمُّ شذى ورود اصطناعية،
لكنها لم تنتبه على طفلتها، تقبضها
فارغة في يدها، وتبتسم..!
-----------------------------
اختلاط
----------
اخترقت الرواق الطويل إلى مؤخرة الطائرة الضخمة.. تسحب حقيبة سفر صغيرة تبحث عن مقعدها بالنظر إلى الأرقام المثبتة أعلى المقاعد. أخيرا وجدته بالوسط بين مقعدين مشغولين.. قرب النافذة يجلس رجل ملتحي وعلى الطرف الآخر رجل نحيل.
حاولت توسيع مكان لوضع حقيبتها مع الحقائب الموضوعة بعشوائية على الرف فوق المقاعد لكنها لم تستطع زحزحتها... نظرت في عينيهما ترجوهما، فهبّا على الفور يساعدانها دون تلكؤ أمام سحرها وأنوثتها الطاغية، بدآ في مبادلتها الابتسامات العذبة وهذا غمرها بدفء الطمأنينة، في أول رحلة جوية لها بمفردها بين القارات.
عندما استقرت في مقعدها بادرها الملتحي الحديث بلغته فلم تفهم منه شيئا.. فعاد يخاطبها بالإنجليزية المكسرة:
- الرحلة طويلة وسنمضي الساعات في الجو.. ما رأيك في التعارف وتبادل أطراف الحديث.. هذا يساعد في قضاء الوقت دون ملل. قال مبتسما في تودد.
علا محياها ابتسامة عذبة:
- نعم، صحيح.. اسمي "غزالة" من الشرق من بلد الشمس والسماء الزرقاء...
- أعتقد إنني سمعت بها، هل حقا تربون الجِمال داخل منازلكم؟
رنت ضحكتها الموسيقية العذبة، قائلة:
- شخصيّا لم أرَ الجِمال إلاّ في الأماكن السياحية، بلدي بلد الحضارة والعراقة والأصالة، تاريخه طويل وقد مرت عليه الحضارات المتعاقبة. وأبناء وطني مثاليون يقدّسون القيم والأخلاق الحسنة...
- أهلا بك.. وببلدك الجميل لقد شجعتني على زيارته مستقبلا، اسمي "مارك"، أنا من مدينة الثلج والضباب والسحاب والمطر.. بلد الزهور والورود والحريّات المطلقة...
سكت قليلا ثم أردف قائلا:
- أعمل بحارا في سفينة كبيرة، خضنا البحار لمدة ستة أشهر كاملة، والآن في طريق العودة إلى ديارنا بعدما تركنا السفينة حيث ترسو، لقضاء الإجازة السنوية... أضاف:
- كل الصفوف الخلفية هنا كما ترين مشغولة أيضا بزملائنا من طاقم السفينة.
- أوه الأمر طريف حقا، أول مرة أسمع عن هذا العدد من البحارة يمخرون عباب الجو لا البحر.. ! صفقت بيديها ضاحكة، وتابعت:
- أف.. من المفروض عليي البقاء عدة ساعات في مطار بلدكم، لحين موعد الرحلة التالية إذ أنا في طريقي لزيارة أخي حيث يسكن في بلاد الغربة.
- ما أنعم صوتك وما أجمل ضحكتك كدقات البيانو، قال الرجل النحيل الجالس إلى يسارها، يحملق فيها يكاد يأكلها بنظراته.
- أعذرينا.. بالحقيقة لم نشاهد أنثى مذ ركبنا البحر من نصف عام... علّق مارك موضحا.
- هيّا اقتربي مني يا جميلتي... قال النحيل متوددا يلمس يدها وبعض أجزاء جسدها..
بينما بدأ رجل أصلع يجلس خلفها في مداعبة شعرها البني الطويل المربوط ذيل فرس ويشدّها منه، واكتفى مارك بنظرات الإعجاب وقد سحره جمالها الشرقي; عيناها العسليتان الدعجاوتان، لونها النحاسي الملوّح بشمس بلادها الحارة، فمها المكتنز المصبوغ بالأحمر كحبة فراولة طازجة شهية.
ذهبت إلى مضيف الطائرة الأجنبي وعلامات الضيق تكسو وجهها ترجوه حلا:
- من فضلك.. أجلس بين بحارة يزعجونني، فهلا وجدت لي مكانا آخر بعيدا عنهم.
- لا.. لا أستطيع الطائرة ممتلئة ولا يوجد أي مقعد شاغر.. ارجعي مكانك من فضلك، لأننا بصدد تقديم الطعام، أجابها آمرا يرمقها بنظرة دونيّة كأنها مخلوق فضائي غريب.
"يا الله ما العمل الآن إنهم يرعبونني، يسكرون ويتمسحون بي" .. فكرت قلقة.
- هييي.. يا رجل استيقظ وابتعد عني كتفي ليس وسادة لك.. هتفت متأففة، وقد تملكها الغضب.
" أفٍّ يا لأنفاسه هذا الثمل، هذه أوّل مرة أرى الخمرة وأشمّها، لم أتعوّد في حياتي أن يلمسني غريب عنّي." فكرت.
نعم.. ينطبق عليها المثل الشعبي ( ما باس* تمها غير أمها) ..
استمرت تفكر في مشكلتها، تحمد الله على إنها تلبس بنطالا من (الجينز) السميك، ولم يكن النحيل ليفوّت فرصة في تحسس فخذها.
"مارك البحار لا يشبههم، يبدو أنه تفهم شعوري بالضيق، سررت عندما خاطب زميله فابتعد عني.. على الأرجح هو الأعلى رتبة فيهما" ..
تقطب جبينها تواصل حوارها مع نفسها:
"صحيح انه مثلهم يشرب الخمر لكنه لم يفقد السيطرة، على الأرجح هو قادرعلى التحكم بنفسه، أو ربما عائلته - التي أطلعني على صورها سابقا - السبب في شده بعيدا عني.. مهما كان، من الأفضل أعتصم الصمت لحين انتهاء الرحلة."
"الحمد لله.. ها هو قائد الطائرة يعلن الوصول، سأحرص على البقاء بين الناس وأنا في الانتظار، هؤلاء البحارة لا يؤتمن جانبهم..."
تقدم مارك نحوها منشرح الأسارير:
- أهلا غزالتي الشرقية أعرف إنه ما زال لديك الوقت الكافي، ولأنك أعجبتني حقّا.. فلنذهب إلى البار كي نحتسِ كأسا، ثم أختلي بك مكانا قصّيا لأعلمك فنون الحب.. غمز بعينه يشجعها.
" حتى أنت... " بصعوبة منعت نفسها من أن تنهال عليه بصفعة مدويّة، واكتفت بالرفض، ثم مضت في طريقها ترفع رأسها بأنفة ، وهو ينظر إليها مشدوها: تلك أول فتاة ترفض عرضه على الرغم من وسامته ورجولته.
أسرعت نحو رقم بوابة المغادرة، جلست تضم ساقيها مدة خمس ساعات أخرى.. تنتظر.
*******************
- صديقي "جوزيف" (يوسف) أود أن أعرفك على أختي الجميلة "غزالة" القادمة من الشرق بهدف الزيارة... ولا يوجد عندي أي مانع إن أحببت الخروج معها، فهي ليست مرتبطة ..... !
س :- بعد ان تنشرى نصوصك للقارئ - هل يكون لديك وجهة نظر مختلفة تجاهها؟
غالبية نصوصي واضحة لكنني أفرح إن أولت في غير اتجاه، الا ما يخص القصص التي تتناول أهلي مثلا ويـأولونها بمعنى شرير.
أما التعديل عليها فإنه لا يقف وأستمر أعدل عليها طيلة الوقت وأنقحها وأحب أتعلم مباشرة من خلال التحاور بخصوصها مع القراء.
س :- ألا تظنين بأن وضع المرأة العربيه تطور؟
أنا محجبة وأعرف ربي وديني والحمد لله، لكن وضع المرأة سابقا كان أحسن بكثير من الوضع الحالي عندنا بالعالم العربي، لا يعجبني مثلا أن المرأة السعودية لم يسمح لها بقيادة السيارة بصورة رسمية حتى الآن وهذه من أبسط الأمور.
هذا لا يمنع أن هتالك نساء كثيرات متطورات متعلمات ويشغلن مناصب متقدمة والحمد لله، لكن المهم نتطور بتفكيرنا أيضا ونتوقف عن نعت المرأة بأنها عورة.
ومع التطور التكنولوجي بإمكانها القيام بكل الأعمال لافرق بينها وبين الرجل أبدا، وهي تتميز بذكائها وجلدها بالعمل وبإمكانها أن تتبوأ أعلى المراكز.
س :- واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقوليها في ختام هذة المقابلة ؟
إن شاء الله يا رب أكون خفيفة على القراء... واتمنى أن تتحسن الظروف والأحوال عندنا بالاردن وفي جميع العالم العربي، وان تعطي الثورات العربية أكلها الصحيح...
أشكرك الأستاذ الكريم صابر حجازي على هذه الاستضافة، دمت بخير صحة وعافية.
********************************************
كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية
ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة. لهذا السبب كانت هذة هي الحلقة التاسعة من السلسلة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء