أرمق الأمس البعيد و فلول الذكريات
وأتابع التحول المستديم و التجدد
أطل على الأمس من نوافذ كثيرة
لأقدر التغيرات
صغيرنا الجديد نافذة
و الحزن نافذة أخرى
و الحنين الى الوطن هو البعد الثالث
هنالك على الشاطئ خميرتيالأولى
هنالك تفاعلتني الحياة
و أعطتني السيرة الذاتية
فهنالك ولدت قرب بيوض الأسماك
تحت أعشاش النوارس النائحة
تحت سندان الشمس
فوق مهاد السلاحف الدفينة
كالخمرة المعتقة
لا تزال خطى والدي العميقة هناك
حيث كان يحملني معه فوق الرمال
هنالك سقتني الشمس
أطل من هذه النافذة مع صغيري الجديد
عندما نكون معا على الشاطئ
************
دموع الطفل كندى الصباح
عندما يبكي على لعبة
لكنها أشواك الأكليل
اذا ما عرفت الحزن
الحزن في الصغر أنقع من السم في الوريد
و انا للحزن في بيتي خواب و جرار
و نخلة و زيتونة
وحقل قمح صغير
و جدول و ساقية
الحزن بهر حياتي
انه عطري الوحيد
داويته بكل أنواع الفنون
فجعل مني فيلسوفا
************
أمنا الأرض وأمنا الجدة و أمنا الوالدة
كل هذه أمهاتي
غمر الفيضان أمي الأولى ثم سلبها الغزو وعرب الحدود
و أمي الجدة ماتت
و أمي الوالدة تعاتب غربتي
فلمن أكون
معلق بين الأرض و السماء
سائح في بلاد غريبة
أزرع فيحصد الآخرون
و أبني فيسكن الغرباء
و لا مكان للغريب في أرض غريبة
فأحلى أعناق النساء
أسوأ سكنة للؤلؤ الخليج
و هي غربته البعيد عن الأعماق
سلبني الغزو حبيبتي
و كذلك أمهاتي
فلمن أكون
حولي لطاحونة هواء
تحارب الريح بلا رجاء
لكن بر الى المنتهى
دائما هنالك يد على كتفي
تفتح الأبواب و تعطي العزاء
فهل أصبر الى المنتهى