صديقتي " الكاتبة و الأديبة " / الأُستاذة . ريمه الخاني .
مساء الخير.
***
رحم الله المفكر و الأُستاذ الكبير د. نصر حامد أبو زيد ،فهو من القلائل الذين قد تمكنوا من الوقوف بحزم قلَّ نظيره، في وجه موجة الإسلام السياسي و أنصاره من أنظمة البيروقراطيات العربية،و غيرهم من ثيوقراطيات هذا الشرق – كما في إيران – لقد حاول د. نصر جاهداً أن يشير للناس إلى الدرب الصحيح لفهم الإسلام كدين يتسم بروحانيَّةٍ قلَّ نظيرها،و لكن من لهم مصلحة في فكر التلقين ،و أتباع ذوي الأغراض الدنيوية، كانوا له بالمرصاد،و على رأسهم السيد د. عبد الصبور شاهين المتزاوج مع السلطات المستبدة في مصر، و مع شركات مشبوهة مسَّ أبو زيد مصالحهم جميعا فلجئوا إلى علة التكفير لأجل حجب ترقيته من أستاذ مساعد إلى أُستاذ في كلية الآداب بجامعة القاهرة،و من ثمَّة نقلَ "عبد الصبور شاهين" بكلِّ نذالة معركته مع الراحل د. نصر إلى الشارع العام المصري عبر خطبٍ رنانة ،لا تسمن و لا تغني من جوع،بهدف إقصاء د. نصر عن المجتمع المصري و إنهاء نهجه الإبداعي إلى الأبد بإخراسه نهائياً.
و رغم كلّ هذا فهم لم يتمكنوا من أن يجعلوا من المفكر الكبير عدماً،بل لقد ازداد – مع ازدياد التحديات ألقاً – حتى باتت كلّ الأنظمة البيروقراطية العربية تخشاه و تحسب ألف حساب لفكره المنفتح على النهج التنويري في الإسلام،و هذه هي مأساة الرجل التي سيذكرها التاريخ يوماً على أنَّها من أكثر الخدمات التي أُسديت إلى الإسلام جلالة،بحيث جعلت الناس على تنوعهم و على تنوع جنسياتهم يرون في الإسلام – من خلال فكر الراحل الكبير – ديناً جديراً أن يعتنق،و أنَّهُ لو لم يتم تحريفه على يد من لهم مصالح دنيوية في ذلك، لكان الناس قد التزموه منذ أمد بعيد،من هنا نرى كم كانت كتب الراحل العظيم ذات أهمية في إلقاء الضوء ساطعاً على المغزى الحقيقي للإسلام الصحيح إسلام أُناس يتفكرون ،كما قد ورد تكراراً في القرآن الكريم.
و من الطريف أن نجد الكثير ممن يدعون الثقافة ،و هم لم يعلموا بعد أن تهمة التكفير، التي حاول لصقها بمفكرنا العظيم أصحاب نهج الإسلام السلطوي الدنيوي،تلك التهمة قد اعتبرها تجمع علماء الأزهر باطلة و ليست صحيحة إثر و فاة الراحل الكبير د. نصر الذي لم يكن يوماً سوى مفكر إسلامي من النمط التنويري، كما هي أساساً تعاليم الرِّسالة الأساس، حيث الإسلام غير السياسي الصحيح، القادر على استيعاب حركة التطور، بما ينسجم و تطورات الفكر و الحياة معاً.
احترامي و تقديري .
"كلّ عامٍ و أنتِ بخير ريمه"
برهان محمَّد سيفو.
\
\
\