الطين
كان الطين دميته في صباه..
حين حرمته الأقدار من سواها
كان يعود كل مساء وقد..
غطى جبينه التراب
وتوسخت بالطين يداه..
فتلوم الأم وتندب لساعات حظها
وذات يوم كعادته...
عاد في المساء.....
نظرت إليه الأم فزعة
صاحت وناحت..وهي
تندب حظها من جديد
التم الأهل حولها،
وبلهفة المفزوع ماذا بكِ أماه..؟
ردت بدموع تنهمر كمطر آذار
أخوكم عليل..أصابته عين حسود
التفت الجميع إليه..
إذا بوجهه مشرق مهموم
وشفتاه تعلوها ابتسامة وانكسار
لكن أماه ما به شيء
لعله أرق أو حزن أصابه
قالت كيف ..ألا ترون...
قد عاد اليوم دون تراب..
حتى يداه انظروا إليهما
بيضاء نظيفتان...
اقترب الصبي منها
وارتمى في حضنها
أماه اجتاحتني اليوم ..
تساؤلات وأفكار..
هذا الطين هل له لسان ينطق به..؟
كيف هو صوته..ولماذا هو صامت هكذا..؟
في أي زمان كان..وجد...؟
أنفاسه لماذا لاأسمعها...؟
أماه صدقت أنا عليل....
خشيت أني أؤذيه......
فعدت مسرعا لأعرف إذا ما كنت
مذنبا بحقه..أم لا....؟