استنساخ هولاكو ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
أنا يا بغداد في حضنك قد أصبحت نخلا
رطبي للفقراء الفاقدين اليوم أهلا
رطبي
للجميلات اللواتي خلعت تحت سياط
الذل للمحتل ليلا
ودمائي سوف أذروها لتسقي فيك
يا بغداد حقلا
جئت كي أغسل الذل عن العينين
يا بغداد حتى ترى
بغداد أحلى
جئت
بعد الانتخابات التي بالزور
بدّلت بالصقر نذلا
جئت حتى أجد (النور)
ظلاما
وأرى بابل سهلا !!
كي أرى (مالك) بغداد ذليلا
يمسح الجوخ
ويلعق للمحتل نعلا !!
***
مالنا في عالم العربان
نجعل الكرسي ربا
ونطوف الكعبة البيضاء
لا كعبة إبارهيم التي ربي أحبا !
رسن في رأس زعيم القوم
وعلى الظهر حلوسا
وبها القش تخبى !!
يلصق الحاكم عظم الظهر
والساقين
بالكرسي
كلما قد شاخ شبا !
فتراه قد بنى سجنا مكان
المسجد الأقصى وعلاّ
***
لا نرى الحاكم يمضي
دونما نار انقلاب !!
أو يواريه التراب !
فهو مضمون النجاحات
لدى كل انتخاب
لا يرى فينا سوى
بعض الكلاب
أو قطيعا من نعاج
أو ذباب !!
وهو ربانا على قول نعم
فغدونا كقطيع من غنم
والذي يرفع رأسا
أو عقالا فله السوط
ومستشفى الفاقد عقلا !
فهو ربانا على الذل شبابا
وغذانا به طفلا فطفلا
وهو أسقانا حليب الذل
حتى لا يسمع كلا ّّ
***
وهو أسقانا نشيدا فيه نركع
فيه نخضع
وإلى غير خطابات
زعيم الذل لا
نصغي ونسمع !!
فهو قد صار لنا
في القهر ربا !
وهم من ينزل غيثا
وهو من ينبت حبا !!
وهو من يأمر نبت الأرض كي
تغدو يبابا
ما إذا استعملت عقلا !!
وهو من يرسل ريح الموت
إن أشحذ نصلا !
فهو من أوحى إلى النخل لكي يغدو
نخيلا !
وهو من يرسل همس الريح
صبحا وأصيلا !
***
وهو من يأمر شمس الصبح تشرق
وبموج الشفق الغربي
في البحر إذا ما شاء تغرق !
وهو يبني لكل الشعب حصونا
وسجون !!
وملفات لمن قد مات
أم من لم يزل جوف البطون
وهو يحيي ويميت الكل
إن قال لنا كن
قلنا نكون !!
وهم من يحجب عنا
لو تململنا المطر !
وهو من يأمر أشجار حقول الشعب
لا تأتي الثمر !!
وهو إن شاء لنا مسخا
مـُسخنا كالقرود
وغدونا نحن أشباه البشر !!
وهو من يسمح للنسوة بالحمل
إذا ما شئن حملا ؟
وهو يسقينا إذا ما هب
بعض العز ذلا !!
***
فهو قد علمنا منذ القدم
أننا بعض الغنم
وهو قد قال لنا في خطابات الوفاء
أننا من غيره هباء في هباء
وهو نبع الذل لكن
ذلنا في كبرياء !!!!!
هو قد قال مرارا :
إن أمرت الأرض
إن أُغضبت تجدبْ
أو أمرت النوق
منع الضرع يحلبْ
فأنا قد صرت لكم ربا
وإن تنفستم غير هوائي
سوف أغضب !!
فخذوا مني نسيمي
ودعوني وحريمي
ودعوني أصنع التاريخ من
بعض نياشيني
وشعاعات نجومي
وانتصاراتي على الأعداء في
كل حروبي في سنيني
فأنا من حطم
أساطيل الغزاة
ومحا آثار ما خط العداة
وأنا من جاء بالأسرى
من الروم ودولاب
الطواحين !!
وأنا ما دمت والكرسي
تحتي سوف تأتيكم غيومي
ورغيف الخبز ما دمتم
حميري أو بهيمي !!
***
فدعوني فوق أشلاء شباب الشعب
أخطو خطواتي
كي أراهم في جنان الخلد
من بعد الممات
وأنا من يفتح أبواب جنان
الشهداء
وأنا أجعلهم في الفردوس
إن شئت كما رب السماء
شرطي الأول والآخر
أنني أبقى عليكم راكبا
دون انتهاء !!
فأنا لن تجدوا في سجنكم
أو جلدكم ، أو شبحكم
عني بديلا
فأنا أحيي العظام النخره
وأنا ألعب بالأقدار والأسعار
والأعمار وأنا صغت لكل
قدره !
وأنا أهديتكم في عشق
صورتي السبيلا !!!
وأنا بادلتكم بالوصل وصلا
***
وأنا أعرفكم أنتم
ملوك في النفاق
وأنا أعرف أن الجبن
يسري في عروق الناس
خوفا من فراقي !!
وأنا أعرف من يهتف
صدقا إن رآني
وأنا أعرف من يبصق
إن تلفازه يوما حواني
كلكم عندي بلا استثناء
كالفأر الجبان
ولذا أعددت حراسي
وزنزانات تعذيبي
لأبناء الزواني !
كل من لا يلهج حبا
كل من لا يعشقني سوف
في سجني يعاني !
أنتمو من ألهني
وتمنى أن يرى لو حذوة
رجل حصاني
أنتمو من فرش الخد
كسجاد لنعلي
وارتمى للرجل نعلا
وتمنى أن يكون اليوم بغلا
علني أركبه لو لحظة
يختال نبلا
ثم يمضي كي يباهي
أنني أركبه دون البغال
ويرى صورته صارت
كأبهى من غزال !!
***
ألهوني كيفما شئتم
فقد ألهتموا قبلي هبل
وعبدتم بعل واللات
وأحجار الجبل
وسواعا ومناة
ويغوثا قد عبدتم وسجدتم
عند أقدام يعوق
وعلى أعتابهم
نـُثرت قبل !
فلماذا وأنا أفضل لستم تعبدوني !؟
وأنا أرزقكم ثم أستجدي لكم
خبزا لذيذا تكرهوني ؟
بايعوني بعد موتي أنكم لن تحرقوني
بايعوني أنني أبقى
لكم من بعد موتي حاكما
إن تدفنوني
فأنا قررت أن أبقى لكم
صنما كل الزمان
ومن القبر سأوحي للذي يأتي
ورائي كيف حفظ الصولجان
وإذا ما حاد يوما
عن طريقي لو قليلا
سوف أصليه جحيمي وعذابي المستحيلا !!