فاطمة خادمة إندونيسية . وهي زوجة السائق الخاص لإحدى العائلات
كنت أشاهدها عند صديق لي . ودائما أراها متعبة وتعمل بتباطؤ . فقد بلغت من العمر
الخامسة والخمسين . ثم أصيبت بمرض السكري .
• سألت صديقي مرة
• أما آن لهذه المسكينة أن ترتاح ؟؟
• أجاب أولادها بالجامعة كان الله في عونها . آخر مرة سألت عن فاطمة ابتسم صديقي وقال : فاطمة ارتاحت وجلست في منزلها ...قلت يحق لها فقد تعبت كثيرا ً
لمعت عينا صديقي ببريق غريب تفاجأت منه . وابتسم ابتسامة أغرب .
قلت : ماوراءك ؟
قال : فاطمة حققت هدفها فهدأ بالها واطمأنت نفسها فتوقفت عن العمل .

قلت : وما كان هدفها ؟ تعليم أولادها ؟ هل تخرجوا ؟
ذهب إلى أحد الأدراج وأخرج منه صورة مسجد جميل أنيق صغير كتب على حَجَر رخامي كبير في مقدمته عبارة بالخط الأسود ((مسجد فاطمة ))
قلت : ما هذا ؟
قال : هذا هو هدف فاطمة الذي حققته لقد كان هدفها أن تبني مسجدا ً من تعبها وعرقها ليكون صدقة جارية لها وبركة في حياتها وبعد مماتها .
عندما سمعت الخبر دارت بي الدنيا ولفت .
وصغرت نفسي أمام عيني أحسست...
أنني قزم أمام عملاق : اسمه فاطمة الخادمة ...
الآن أتساءل : إذا كان هذا هو هدف خادمة أعجميه غير عربية .
فما هي أهدافنا نحن العرب الذين نقرأ القرآن بمهارة ونفهم مافيه نحن الذين تعلمنا؟؟