أتظن غير زهور سحرك


في فؤادي تبرعمت؟


أتظن إنّ عيوني تلمح غير نجمٍ


في سماك وأجفلت ؟


أتظن تلك الفلك تبحر نحو غيرك


واستساغت خبز بعدك واكتفت ؟


لا بل ولا سرب النجوم هناك أوهنا


تلهي شعرة خافقي


ها قد تكالبت السجاف على ليالٍ


كنت عرش ضيائها وطرائقي


فتحلق الأحلام حولك كالفراش


وأنت ابعد من غروب مشارقي


هل لي بلمس يديك رب الروح


تحتضن الحياة على يديك


أو رب نورك يكسو ثوب الليل


بالفرح المديد


في جفن ليلك يحلو لي


سفر التسهد يا رفيق السؤدد


لا لا تظن بي الظنون فإنني


ورد تفتح في حدائق شعرك


لا لا تظن بي الظنون


فإنني..


ركن قصي لا تراوغه العيون


إذ إنني لبّيت في السراء..


والضراء صوتك ملهمي..


أملا تفتق من حرائر نثرك


تهفو النجوم إلي طالبة للفتة نظرتي


لكنني أرمي إليها حصى المنون


لا لا تظن بي الظنون ..


حتى وان ودعتني


وتركتني ..


حتى وإن غادرت مملكتي التي


نصبتك سيد قومها وشعوبها


وصلبت صوتي على الصدى


أتظن إنّ الصمت برهان على نسيانك ؟


أو ما قرأت خريطة الروح التي


هتفت باسمك وامتطت


صحو الصباح وانزوت

عن رؤية الكون الفسيح؟


إلا من أثلام البريق بمقلتيك


ها قد تكحلت العيون برؤيتك


نامت على هدبيك واشتعلت


بذاكرة القصائد ذكرياتي.. وأنشدت


ونأت بي وتقربت


مالت على أغصان حزني وغردت


ثق يا أنا


ما كان بيننا لا يزال


يحرك الأمواج في بحر الجنون


لا لا تظن بي الظنون.