نخب (لسان العرب)
انْتَخَبَ الشيءَ: اختارَه.
والنُّخْبَةُ ما اختاره، منه.
ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم: خِـيارُهم. قال الأَصمعي: يقال هم نُخَبة القوم، بضم النون وفتح الخاءِ. قال أَبو منصور وغيره: يقال نُخْبة، بإِسكان الخاءِ، واللغة الجيدة ما اختاره الأَصمعي.
ويقال: جاءَ في نُخَبِ أَصحابه أَي في خيارهم.
ونَخَبْتُه أَنْخُبه إِذا نَزَعْتَه.
والنَّخْبُ النَّزْعُ.
والانْتِخابُ: الانتِزاع.
النخبة في المصطلح لابد من الاقرار به, ولكنني ارى النخبة هي التي قرات فأجادت وخبرت ثم صارت نخبة المجتمع العلا ,ولا اؤمن بمن انخرط
بالنخبوية من تلقاء ذاته بالنخبوية.
والنخبة بالمعنى الذي أفهمه ,ضرورية للمجتمع ,وهي رائدة لكل عملية نهضوية ينتظرها المجتمع ,وعليها تقوم الحركة الدائبة ,ولكن عندما تكون النخبة غير جديرة ,او من تصنيع السلطات ,تفقد قيمتها ودورها, وعلى السلطات أن تعطي
المجال واسعا للنخبة حتى لا تتحول إلى مرض.
وما يشهده المجتمع العربي اليوم من تحركات محقة وفوضى اسهمت النخبة فيها بشكل سلبي.[1]
هل ثقافة الصورة هو من قدم لنا النخبة بحلة جديدة وهل هي صوت لمن يحتاج صوتا ويحتاج من يمسعه؟
أظن ان الجواب لا بالطبع..
يقول الاستاذ "سعد المحارب في جريدة الشرق الاوسط:
* ثمة حديث متكرر في الكتاب عن سقوط النخب وتراجع دورها القيادي نتيجة لثقافة الصورة، ثم تأكيد على أن انتفاء كون المثقف صوتا للأمة هو الاكتشاف، بمعنى انه كان دائما بعيداً عن تمثيل الآخرين.. فهل النخبة المثقفة منذ البدء لم تكن ذات دور مؤثر والذي جد هو اكتشافها لذلك؟[2]
ولو عدنا للنخب التي قدمت لنا صورة مشرقة ومشرفة لفكرنا وحضارتنا وقدمت آراء بناءة بقوة امثال : مارون عبود ومالك بن نبي الخ.. هل طبق شيء مما قدموا؟ الجواب لا بالطبع.
الحقيقة ان دورها بات تابعا وليس حرا ,نعم تلك الحقيقة املرة ومن يملك ناصية الحرية يجد قيوجا كثيرة تكبل رأيه وتمنعه من ممارسته الحرية بنفس مستوى الراي :
يقول المختار ولد محمد موسى
النخبة كلمة تعني فيما تعنيه التميز و التفوق فإن كان ذلك التفوق يعود إلى شرف الأرومة وكرم المحتد إلى النسب والحسب وإلى مكانة الإنسان في قومه دل ذلك على أن الفرد المتفوق ينتمي إلى النخب التقليدية. تلك النخب التي تولت قيادة – الجماعات الإنسانية في مرحلة من مراحل التاريخ البشري وقد انتهى دورها في كثير من المجتمعات ( ما يسمى بالمجتمعات المتقدمة ) وبدأ يتراجع وينحسر في المجتمعات النامية.[3]
****
مختصر القول ان الرأي الحر نادر الوجود, وإن وجد فسوف يجد مائة عائق وعائق, الإعلام له جنوده الخفية ومنظموه الذين لا نراهم عيانا, وأصحاب الفكر العميق والذين يملكون بعض
أدوات قوية تجعلها اهلا للتحليل ,قلة أيضا ذلك أن المفكر في بلادنا العربية يجد من يسكته يمسكه يمنعه من ممارسة دوره البناء بحال, فبينما نهضت المانيا واليابان بداية من الفكر والتخطيط واستمعت لفكر النخبة نستمر نحن في تكبيل كل من يمارس الدور البناء لأنه سيمنع الطبقة المنتفعة من مالئة من يضع تلك الحواجز من فتح الطريق لها وبالتالي تبقى آراءها حبيسة صدرها وإن ظهر ففي كتب لا تجد من يقرأها...
لذا نبارك لامتنا دهورا من الظلام سيبقى وتبقى ونخشى ان نقول: ماذا يعني قوله تعالى : :كنتم خير امة اخرجت للناس؟؟
كنتم وليس انتم...والدليل ان الشورى لم تمارس مرة واحدة بصدق وقوة...وإذن؟
والله اعلم. لذا لن نحابي من يملك نظرة تفاؤلية لا محل لها من الإعراب, والدليل اننا لا نملك وكالة أنباء ولا صحافة حقة فأين نجد مخرجات النخبة؟
وهناك من يملك رايا حرا لدرجة ما لكن ربما بساطته تجعله عرضة لكي تنطلي عليه أفكارا مسمومة ويخترقه المخترقون لتمرير ثاراتهم من خلاله...
فمتى نملك نخبة قوية ودعما حقيقيا سوف نجدها تنتشي وتزهر ..ولكن عرف الغرب كيف يسرقها ويجريها لحسابه, أما لو سألنا ما لحل؟
سيبقى للأسف فرديا بحال إلى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
لكن هذا لا يعني ان على النخبة فقط تقع مسؤولية حمل مستقبل الامة فكرا وتخطيطا يقول مصطفى النحال:
واحد من بين المفاهيم التي تدخل الأحكام عليْها في باب ما يُعرف ب» الحسّ المُشترك» هو مفهوم النّخبة المثقّفة. ولعلّ المتتبع لعدد من الأحكام التي تُطلق، أو تُكتب هنا وهناك، سيتبيّن له أنّ هناك مبالغة أحيانا في تحْميل مسؤولية الوعي والتعبير والتنديد والمشاركة بل والتغيير للمثقف.[4]
ماذا يمكننا القول اخيرا؟
الخلاصة سننتظرها من قارئنا الكريم فربما لديه رايها ووجهة نظر أخرى.
الخميس 11-4-2013
[1] من لقاء مع الصحفي والاديب :اسماعيل مروة مجلة المعرفة العدد594
ص 270
[2]http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=9532&article=292732#.UWYvGTf_j ct
[3] راجع الرابط:
http://moctar.maktoobblog.com/1516625/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AE%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1/
[4] راجع الرابط:
http://www.alittihad.press.ma/def.asp?codelangue=29&id_info=160762&date_ar=2012-11-4