عمـّـِقي الجرح ، لم تعودي بنفسي
واغرزي الهجر في كنانة قوسي
لم أعد فيك مثل ليلى وقيس
كلّ تبٍّ لعاشق مثل ِ قيس
وخيالي الذي جعلتِ كسيحا
يتشظى في لهفة عند همس
بـِـعـْـتـِهِ إخوةً ليوسف حتى
يـُرْهـِنوه بـِعـُشر معشار فلس
وحصاني الذي إليك تهادى
عـُـفـْتـُه تاجرا بخيلا ببخس
قد غرست الأعناب فيك ولكن
أثمرت حنظلا ببستان نحسي
لاتعودي فقد مللت ضياعي
ملّ كل الحروب سيفي وترسي
لا تعودي فبعد كل لقاء
أرتوى علقما بتنكيد نفسي
نحن لسنا في ساحة الحرب حتى
تجعليني ما بين روم وفرس
نكد كنت أرتويه مريرا
مالئ الجام من ثمالة رجس
فاتركيني أصاحب الذئب فيه
قد أرى للوفاء سطرا بطرسي
واتركي حية تداعب روحي
ربما سمها تداواه رأسي
سوف أمضي القفار قفرا فقفراي
كي أعيش الصفاء وحدي وعنسي
وأعد النجوم في ليل قهري
وأنادي الغيلان من كل جنس
كي أراها تراقص الخوف مني
ظلم أنثى يفوق غولي ومسي
ودعيني مسافرا دون خبز
واثقبي لي السقاء قد مات حسي
لم أعد أرتوي من الخدّ خمرا
وأرى في الرضاب سـُكري وكأسي
وانتهى الصبر كي يكون فراقا
وتصير الحروف خرسا بخرس
وأحبي من شئت بعدي فإني
لو جفتني يدي لقطــّـعت خمسي
وانس ِ حبي كما فعلت قديما
فمرور الأيام لا شك ينسي
سوف أمضي فالشنفرى في انتظاري
وأرى اليوم مشبها بعض أمسي
وأرى في القفار كل ربيع
ناضر الخد تحت لافح شمس
وأرى أرقطا صديق حياتي
وأرى في الذئاب أمني وأنسي
وإذ اما عوى الذئاب بقفري
نمت أمنا والرعب إن صات إنسي