نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


أحضان حلب


أقل ما أسطر به شكري الجزيل وامتناني المبين لأهل حلب الأكارم الرائعين ..
ما زرت سورية من قبل ، وحين أذن لي ربي في زيارتها حمدت الله كثيرا
أن جعل مدخلي إليها من حلب ؛ على رمل احتضان فرشه لي أعزتي وأحبتي من أهلها
الذين لم أرهم من ذي قبل ، فلما لقيتهم أشعروني إلفا ودفئا
لم يتفق لي لدى كثيرين ممن أعرف هاهنا ..
وإنما سميت هذا القصيد أحضان حلب
إشارة إلى مبلغ الصدق والوفاء والصفاء الذي عاملتموني به أيها الأحبة ،
فجزاكم الله خير الجزاء ، وأجزل لكم المثوبة والعطاء .

رُقْيَا الْمَوَاجِعِ أَنْتُمُ




سَكَنٌ تَفَجَّرَ بَلْسَماً




وَيَدٌ مِنَ الرَّحَمَاتِ تُطْعِمُنِي الْهَنَاءْ




وَيَدٌ تُفَجِّرُ مُهْجَتِي




فَتُسِيلُهَا




نِيلَ اشْتِهَاءْ ..




وَيَدٌ تُسَرِّبً أَمْنِي




مِنْ بَيْنِ عَصْفٍ مَاحِقٍ




بَلَعَ الْهَوَاءْ ..




وَيَدٌ تُحَلِّقُ حَوْلِي




تَطْوِي لِعَيْنَيَّ الْمَدَى




فَأَجوبُ ثَمَّ رَوَابِيَ احْتَضَنَتْ غَدِي




بَجَسَتْ مَشَاعِرَ شَلَّهَا شَبَحُ الْفَنَاءْ ..




مِنْ فَجْرِ مَوْعِدَتِي انْسَكَبَتْ




أَلْطَافَ فَتْحٍ حَفَّهَا قُدْسُ السَّمَاءْ




أَعْيَادَ عِشْقٍ مُخْلَصٍ




سَحَرَ الْبُدُورْ




وَسَبَى السُّهَى




مَدَّ السُّرُورَ مُعَلَّقَاتٍ مِنْ صَفَاءْ




وَعُيُونُ حُبٍّ أَشْرَقَتْ




بِالْوَصْلِ




تَحْتَلُّنِي




وَتُطِيعُنِي




وَهَبَتْ لِعَيْنَيَّ الضِّيَاءْ




ضَمَّتْ يَدِي




غَمَرَتْ غَدِي




مَسَحَتْ غُيُومَ تَنَهُّدِي




هَرَعَتْ تُنَاوِلُنِي الرِّواءْ




وَأَنَا أُمِيطُ تَحَزُّنِي




بَيْنَ السَّحَابِ وَسَلْوَتِي




مَرِحاً يُدَلِّلُنِي الْقَضَاءْ ..




ظَمَئِي اسْتَحَالَ دُخَاناً




يَلْهُو الْهَوَاءُ بِهِ




يُغْرِي بِهِ عَصْفَ الْهَبَاءْ ..






يَا شِرْبَ سَعْدِي الْمُسْتَدِيرِ سِوَاراً




يُلْقِي الْغَرَى




حَوْلَ الْجِنَانِ الْحَاضِنَاتِ قَصْرَ الْهَنَاءْ




أَسْكِنْ جَنَانِي بَيْنَ نَبْعِكَ وَاكْفِهِ




حَرَّ اللُّجُوءِ وَوَحْشَةً




سَحَبَتْ مُنَايَ وَأَبْعَدَتْ عَنِّي الْفَضَاءْ




عبد الرزاق أبو عامر
حلب
8/12/2010