أنغام وأحلام:

عنوان الموضوع، قد يدفع القارئ للتساؤل، بإن مثل هكذامواضيع، محلهاالساحة الأدبية أوغيرها، فماعلاقة الساحة العامة، بالأنغام والطرب ثم الحلم فالعجب؟؟

ولكن كيف نتصورالإسلام داخلا، في كل زاوية من حياة الإنسان، ونحن نستبعد حاجة فطرية عنده في ميله للصوت الحسن وأحلامه اللانهائية، في جنان الخلد والحورالعين؟؟

لذلك إن فهمناالإسلام كحياة!!فإذن هوداخل في كل شئ من حياتنا.!!

من قبل أن يعي الأنسان لكيانه كمخلوق يفكرويحلل فيستنتج، والصوت الرخيم العذب يجذبه بشكل فطري، ليجعله يميل بشكل لاإرادي إلى محاكات الأصوات المغردة والنبرات المرددة، لذلك جاء في المأثورمن الحديث:

رجع في القرآن صوتك فإن الله يحب الصوت الحسن!

فالحلاوة المنطقية التي نجدهافي الآية الكريمة (ونفس وماسواها* فألهمها فجورهاوطغواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها*) يزداد تذوقهاإثارة والتفكيرفيها إنارة!! لوجودت بصوت هزارطروب وأرجعت بنغم محبوب.

وأماالحلم الإسلامي بالنعيم الدائم في العالم القادم! فياسلام وألف سلام!! وحدث ولاحرج !! وأمامنا واقعنا المزري العفن، والذي خذلنابمنازلة أحقروأجبن أمةعرفهاالتاريخ وهي أمة صهيون!!

وكيف تتشوق المسلمة الفلسطينية المجاهدة، لفلذة كبدهاالشهادة، فتقدمه وكأنها تزفه لليلة عرسه على الحورالعين!! وقبل إقباله على الشهادة بنفس مطمئنة راضية مرضية، لتدخل جنة عالية!! ومن ثم نسمع الخبرالعجب، وكلناطرب، بإن الشهيد البطل قدهزكيان الشيطان الصهيوني في فلسطين أوالجنوب اللبناني!!

وتتعددالنغمات الجاذبة والتصورات القادمة لتأخذ أشكالا وأنواعا، في النفس الإنسانية الحالمة!!

وما يهمنا في ساحات الحوارهوالنغمة المذهبية، حيث تجذب النغمة المذهبية عادة المحاور الإسلامي ، أياكان إتجاهه!! فيصيخ لها ويستمع بكل جوارحه، وكأنهامقامات بديع الزمان الهمذاني، أو صوت الراحلة أم كلثوم، وهي تغني ألف ليلة وليلة.

لماذا؟؟ وماهو سبب هذاالشوق الجارف للجدال المذهبي ؟؟ وماهي الأحلام الوردية التي يتخيلها المحاور مذهبيا من حواره؟؟ هل أفحام الطرف المقابل وتسجيل إنتصارعليه يعطي الغالب ميزة الثواب والإبعاد عن العقاب؟؟ أم إن الغالب حواريا سيتسلم القيادة ليقود ويسوس المغلوب فعليا على صعيد الواقع؟؟ أولاهذا ولا ذاك بل هوشعور فطري متغلغل في الجانب الحيواني من الأنسان والذي يصورالغلبة والأنتصار على الخصم نوع من التغطية على شعور بالنقص دفين في النفس الإنسانية الحيوانية.؟؟

عادة المبشرون والدعاة من شهود يهوة Jehovah Witnesses وبخلاف كل بقية الدعوات، في الشمال الأمريكي يدورون من دار لدار ومن شقة لشقة ليوزعوا الكتب والملصقات الملونة يدعون فيها لمذهبهم. ويجهدون لوسمح لهم صاحب الدار بالدخول وحوارهم عن المسيح، والدمار الذي سيحل في العالم إلى أن ينزل المنقذ المسيح ليخلصهم من العذاب ألدنيوي ويخلدهم في الراحة الأبدية في العالم الآخر.

نعود لنسأل لماذا؟؟ وماهي الفكرة ؟؟ وماهو المردود والنفع الدنيوي من وراء تلك الجهود المضنية التي تبذل في الدعوة لفكرة يقتنع بها شخص، ومن ثم يجهد في الدعوة لها؟؟؟؟؟؟؟