في ذكرى رحيله .. فريد الأطرش قيثارة بلا حدود



شؤون ثقا فية
الجمعة 28/12/2007
بشار الفاعوري

الربيع أفضل ما غنى فريد الاطرش, باعترافه هو شخصياً , لما لاقت من استحسان وصدىً جماهير واسع, فباتت تحفةً شرقية لم يستطع إلى الآن فنانُ عربي ان يقدم مثلها,

فاعتبرت بحسب آراء النقاد والمتتبعين من الاغاني الخالدة التي استمرت كأطول أغنية في تاريخ الغناء العربي من حيث عدد السنين, وما يضفي عليها أصالتها وجماليتها تقاسيم فريد الفريدة على العود, بحق إنها أغنية بل مدرسة تستحق منا الوقوف للحظات لنكمل الحديث عنها, وليجعلها فريد عيداً تغنى في كل عام مرة, هذه ليست كل حكاية الربيع, وإليكم حكايتها من بدايتها.‏

لعل القدر لم يقف مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم, حينما خرج مأمون الشناوي مبتدع كلمات الربيع غضباناً آسفاً , جراء تدخلها في تغيير بعضٍ من كلماتها , ليجد في طريقه الملحن الناشئ ذائع الصيت آنذاك فريد الاطرش, الذي لم يتوان لحظةً واحدةً لتلحينها بعد إعجابه الشديد بكلمات الربيع, ومالبثت ان جاءت الفرصة ذاتها على قدمي أم كلثوم, وقدمت على طبق ملحنةً منمقةً,فآبت أن تغنيها لاسباب مازلنا نجهلها حتى الآن,فما كان من فريد إلا أن قدمها وغناها على طريقة الأوبريت السينمائي الذي ابتدعه ,وذلك في فيلم عفريتة هانم آواخر الاربعينات , فكانت إحدى أهم العلامات الموسيقية الشرقية الخالدة في موسيقانا العربية, فلم يخلُ فنان عربي إلا وامتدح فيها, ونذكر على سبيل المثال ( أنَّ المذيع طارق حبيب سأل عبد الحليم حافظ في برنامجه ( أوتغراف ) تحب تغني إيه, فقال حليم: أحب أغني الربيع لفريد الاطرش).‏

أغنية الربيع هي معشوقة فريد ونبضه ونفسه وأسمهانه, حيث كان الناس على موعد في كل عام وبالتحديدفي الثالث والعشرين من نيسان لاستقبال حفل شمّ النسيم, ومنذ انطلاقته وحتى وفاة فريد كانت الربيع إحدى أهم فقراته الغنائية حتى إنَّ الناس أطلقت عليه حفل الربيع, لتغنى على مدار خمسةٍ وعشرين عاماً دون انقطاع.‏

جريدة الثورة