يخوض غمار الأعمال الشبابية.. إيـــاد نحـــــاس:
الدراما السورية تحتاج إلى موضوعات جديدة في مجالات مختلفة مِلده شويكاني

ارتباط المكان بالأحداث الدرامية يحقق نجاح العملرغم شراء الأعمال من قبل المحطات العربية نبقى نعاني أزمة تسويق
> تمثل المخرج إياد نحاس مسار طارق بن زياد الذي حرق جميع سفنه وقطع كل الطرق المؤدية إلى العودة ومضى لتحقيق حلمه فلم يمنعه نجاحه في البيئة الشامية "الشام العدية" وتعامله مع كبار نجوم الدراما السورية وتقديم عدة أعمال في الدراما العربية والمحلية إضافةً إلى عمله بالأفلام التلفزيونية القصيرة من خوض مغامرة الدراما الشبابية ، التي أحبها المشاهدون ورأوا فيها خطوطاً درامية بعيدة عن المألوف ، تعبّرعن هموم الشباب وتطلعاتهم. وحالياً يحضر للعمل الدرامي "فتت لعبت " الذي يأتي ضمن سلسلة الأعمال الشبابية ،لكنه يطرح فيه مشكلات أكثر عمقاً وتاثيراً، ومازال نحاس ينتظر الفرصة المناسبة لتحقيق حلمه بتقديم سينما جماهيرية، البعث التقت الفنان إياد نحاس وكان هذا الحوار:
< بعد نجاح مغامرتك في "أيام الدراسة ج1" تبدأ الآن بـ "فتت لعبت " فماذا عنه ؟
<< ينتمي" فتت لعبت "إلى سلسلة أعمال الدراما الشبابية ،التي بدأتُها في أيام الدراسة ج1 ،كتب السيناريو طلال مارديني لكن في هذا العمل ستكون المشكلات أعمق وأكثر تأثيراً لأن المرحلة العمرية اختلفت وبدأ الشباب بخوض غمار الحياة عبر الدراسة الأكاديمية ، وسنتطرق إلى الكثير من المشكلات الاجتماعية والعاطفية والمادية وبالتأكيد لن يكون الطرح واقعياً 100% إذ لابد من وجود مساحة للخيال الدرامي سواء على صعيد المعالجة أو طرح الحلول .-وكما قلتِ -العنوان ملفت "فتت لعبت" وهو لعبة شدة ، تخضع للربح والخسارة كدورة الأيام المتعاقبة التي تحمل لنا الكثير من المفاجآت غير المتوقعة والدائرة بين قطبي الربح والخسارة، وهكذا حال الشباب الآن الذين يخوضون الحياة كلعبة شدة ، فاللاعب يسجل نقاطاً .وفي النهاية قد يربح وقد يخسر أو يخرج من اللعبة .أما فيما يتعلق بالمراهنة على النجاح والمغامرة فلابد في العمل الدرامي من المغامرة بنصّ أوبممثل أوبمؤثرات فنية أو بأسلوبية إخراجية ، المهم بالنسبة لي إقناع المشاهد لاسيما أننا نعتمد على الممثلين ذاتهم الذين قدموا شخصيات أيام الدراسة ، لكن هنا سيظهرون بشخصيات مختلفة ،والمغامرة تكمن في مدى قدرتهم على إقناع المشاهدين بأدوارهم الجديدة، وأنوّه هنا أن "فتت لعبت" ليس الجزء الثالث من أيام الدراسة وأنفي ما تردد حول وجود جزء ثالث منه ، وبرأيي يجب ألا يقارن العمل بأيام الدراسة ربما يتقاطعان وتوجد بينهما نقاط تشابه ،لكنهما مختلفان بالطرح والأسلوبية والأداء .
< إلى أي حدّ يؤدي المكان والمؤثرات الفنية المتنوعة دوراً في إنجاح العمل ؟
<< أيّ مخرج يحتاج حتى ينجح إلى هوية بصرية لروح العمل تتعلق بجميع الخطوط الدرامية الفنية كالإضاءة والموسيقا والديكور والأزياء ، وللمكان تأثير قوي لأنه ذاكرة العمل ،وفي "فتت لعبت" ستصوّر أغلب المشاهد في الجامعة لنوضح من خلالها علاقة الشباب مع أساتذتهم وعلاقتهم مع بعضهم ،وننتقل إلى مناحٍ أخرى ترتبط بخطوط المجتمع ككل عبر المشاهد الخارجية التي تقدم صورة عن حياتهم الشخصية مع أُسرهم، وبقدر ارتباط المكان بالأحداث الدرامية وبالمشروع الأساسي بقدر ما يحقق العمل نجاحاً ومصداقية، وكذلك الموسيقا التصويرية ينجح المؤلف الموسيقي في مهمته بإيجاد لحن يقارب الحدث الدرامي شريطة أن يجد صيغة تفاهم مشترك مع المخرج يستطيعان من خلالها تقديم صيغة تخدم العمل، وهذا الأمر ينطبق على الإضاءة وكل المفاصل الأخرى ، و بالتأكيد مهمة المخرج لاتقتصر على فن إدارة الكاميرا والإشراف على أداء الممثل فقط بل مسؤوليته الالمام بكل مكونات العمل ، ففي مشاهد معينة تكون الموسيقا التصويرية هي البطل الأول وتتفوق على الممثل وأحياناً الإضاءة، وأحياناً الرؤية الإخراجية أو أداء الممثل حسب المشهد والحالة الدرامية ،وهذا يخلق منافسة تخدم العمل.
< برأيك هل يتقاطع "فتت لعبت" مع مسلسل "روزنامة" الذي يخرجه وسيم السيد وبماذا هذا التقاطع يخدم المشاهد؟
<< يتقاطع العملان بالبيئة ذاتها وبمشكلات وتطلعات الشريحة العمرية ذاتها (شباب الجامعة) فقط لأن روزنامة من نوع سيت كوم لوحات متصلة –منفصلة في كل حلقة شيء مختلف ،وبرأيي طرح عدة أعمال من بيئة واحدة تخدم المشاهد بتوفير الخيارات المتعددة ،لاسيما أن المشاهد العربي والسوري تحديداً مثقف درامياً ويدرك تماماً مواضع الخطأ ويقيم تقييماً صحيحاً .
< لاحظنا ارتباطك مع طلال مارديني فهل أنت مع الشراكة الفنية ؟
<< أنا مع الشراكة الفنية لكن ضد الشللية ،ففي أية مهنة يجب أن نتعاون مع أشخاص نحبهم ونتفاهم معهم لأن الصداقة تختصر المسافات وتقرب الأرواح وتخلق جواً من التآلف والتقارب نحقق من خلالهما ما نريد، وبالتأكيد هذا لايعني أن أفضل نصاً ضعيفاً لكاتب تجمعني به صداقة ما على نص أفضل لكاتب بعيد عني.
< ما رأيك بظاهرة تعدد الأجزاء التي تزداد اتساعاً مع بداية دراما 2013؟
<< أعتقد أن المشكلة ليست بتعدد الأجزاء الأمر الهام أن نطرح شيئاً جديداً ونقدم طروحات مختلفة وألا نتكئ على نجاح الجزء الأول فتأتي بقية الأجزاء استهلاكاً له، وهذا لاينطبق على أيام الدراسة وإنما على كل الأعمال.
< صرحت َسابقاً بأنك لم تسعَ لتقدم عملاً يشبه باب الحارة فكيف تنظر إلى تجربتك في البيئة الشامية ؟
<< البيئة الشامية مثلها مثل أية بيئة أخرى سواء أكانت تاريخية أم مودرن أم اجتماعية ،المفروض أن يقدم فيها كل مخرج طرحاً مختلفاً يعبّرفيه عن هويته وأفكاره التي توضع ضمن هذه البيئة التي لاتعبّر عن البيئة الشامية الحقيقية، وإنما تنبعث من بيئة افتراضية تمت بصلة إلى الشامية وقد أسس لها المخرج الكبير علاء الدين كوكش وحققت الجماهيرية الكبيرة من خلال أعمال المخرج بسام الملا .أنا قدمتُ "الشام العدية" من وجهة نظري ولم أعمل على استنساخ طرح بسام الملا بل كانت لديّ هوية بصرية خاصة أحبها الناس ،ولكل عمل حالته الخاصة ويخضع للنجاح والفشل. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كثرة الأعمال الشامية ، وهذا يعود إلى إقبال شركات الإنتاج على إنتاجها لأنها مطلوبة عربياً ،وكل محطة عربية تخصص مساحة لعمل شامي للعرض في رمضان ،وبرأيي كثرة هذه الأعمال أضرّ بها ولم تعدّ متابعة في الداخل مثل السابق ،كذلك يجب ألا ننكر أن هذه الأعمال ساعدت الدراما السورية على الانتشار ونجحت مغامرة بسام الملا ،فلماذا لانغامر بطروحات مختلفة وأفكار جديدة في مجالات أخرى .
< خضتَ تجربة الأفلام التلفزيونية القصيرة بـ "ما بتخلص حكايتنا "هل تتوقع نجاحها بعدما اعتاد المشاهد العربي على أعمال الثلاثين حلقة ؟
<< “ما بتخلص حكايتنا" مجموعة أفلام تلفزيونية مأخوذة عن روايات من الأدب العالمي ، وبعضها الآخر كتبها كتّاب سوريون تتعلق بالماورائيات والجريمة وقضايا اجتماعية مختلفة ،كل قصة تُعرض في حلقة أوحلقتين اشتغلتها مع المخرج ناجي طعمي ورامي حنا وتامراسحق .أما فيما يتعلق بنجاحها فلولم أكن متأكداً من نجاحها لما عملت بها ،وهذا النوع من الدراما ليس جديداً إذ قُدم سابقاً عمل مشابه لكنه لم يحقق جماهيرية ، والفكرة الإيجابية في العمل مجموعة كتّاب ومخرجين في إنجازه وهذا يخلق مناخاً للمنافسة ،والأهم من ذلك أننا نقدم الدراما التلفزيونية بطريقة سينمائية .
< ما رأيك بمستقبل الدراما السورية بعدما تخطت الأزمة ونجحت ؟
<< نحن نتعرض لصعوبات أكثر أمام الصناعة الفنية الدرامية أهمها الإنتاج والتسويق، كان عدد الأعمال قليلاً وكلما ازداد ت الأعمال تكبر الفرصة لظهور أعمال نوعية .نتمنى أن يعود الأمان إلى البلد وتحل مشكلات التسويق .وبرأيي رغم شراء الأعمال من قبل المحطات العربية نبقى نعاني أزمة تسويق، صحيح إن القنوات الفضائية السورية حلت المشكلة بعرض الأعمال ،لكن هذا لايكفي لابد من إيجاد محطات محلية خاصة تحصل على الإعلانات من قبل المعلن العربي مباشرة بعيداً عن شركات الانتاج حتى يتوجه خطّ الإنتاج نحوها و هذا لايتحقق إلا إذا حصلت على نسبة متابعة كبيرة ،ولمناسبة الحديث فإن محطاتنا المحلية تفوقت بالدراما ،لكنها مازالت ضعيفة بالبرامج ،وإذا عدنا إلى تاريخ المحطات العربية نجد أنها اعتمدت على الأعمال السورية لتحقق الانتشار الواسع إضافة إلى برامجها ونستطيع أن نقدم برامج متطورة ومتنوعة حينما تُدار المحطات بطريقة مؤسسة خاصة بعيدة عن التقليدية والخطّ البيروقراطي .
< حققت نجاحات كثيرة فهل وصلت إلى حلمك المنشود ؟
<< لكل مرحلة حلم نعيشه ،لكن حلمي الذي أنتظره أن أقدم سينما ذات مستوى عالِ جداً، سينما لا تخصص للجوائز فقط وتعرض بالمهرجانات ،وإنما تكون موجهةً للناس تلامس أوجاعهم وهمومهم، وهذا يحتاج إلى دعم شركات الإنتاج وأن تفكر بأسلوب جديد وتساهم في صنع سينما جماهيرية .




http://www.albaath.news.sy/user/?id=1591&a=136775