| المدارس النظامية .... فخر المدارس الاسلاميه [ 2 ] |


قرر نظام الملك البدء بإنشاء سلسلة من المدارس التي تعلم الدين حسب تعاليم مذهب السنة، وبشكل أكثر خصوصاً المذهب الشافعي بسبب كون نظام الملك نفسه شافعياً، فبدأ بتأسيس أولى هذه المدارس في مدينة بغداد عام 457هـ، وانتهى بناؤها في شهر ذي القعدة عام 459هـ، وحضرها جمع عظيم من سكان بغداد عند افتتاحها، وقد كلف بالتدريس بها أبو إسحاق الشيرازي....

اماكن تواجد هذه المدارس :

وقد كانت مواقع إنشاء أولى المدارس النظامية كما يقول السبكي عن نظام الملك: إنه بنى مدرسة ببغداد ومدرسة ببلخ، ومدرسة بنيسابور، ومدرسة بهراة، ومدرسة بأصفهان، ومدرسة بالبصرة، ومدرسة بمرو، ومدرسة بآمل طبرستان ومدرسة بالموصل.أ هـ هذه إذن هي أمهات المدارس النظامية التي أُنشئت في المشرق الإسلامي ...

إختيار المدرس بعناية :

وإلى جانب إختيار الطالب لأماكن المدارس النظامية فإنه تم اختيار أساتذتها بعناية تامة بحيث كانوا أعلام عصرهم في علوم الشريعة، ويشير العماد الأصفهاني إلى دقة نظام الملك في هذه الناحية فيقول عنه:
وكان بابه مجمع الفضلاء، وملجأ العلماء، وكان نافذا بصيراً ينقب عن أحوال كل منهم، فمن تفرّس فيه صلاحية الولاية ولاّه.. ومن رأى الانتفاع بعلمه أغناه، ورتّب له ما يكفيه حتى ينقطع إلى إفادة العلم ونشره وتدريسه، وربما سيره إلى إقليم خالٍ من العلم ليحلِّي به عاطله، ويحيي به حقه، ويميت به باطله. وفي كثير من الأحيان كان نظام الملك لا يعيّن الواحد منهم إلاّ بعد أن يستمع إليه ويثق في كفاءته, وحدث ذلك مع الإمام الغزالي الذي كان يتفقه على إمام الحرمين في نظامية نيسابور ...

طبقات المدرسين في المدارس :

ضمت المدرسة النظامية مدرسون على ثلاث طبقات، هم المدرسون وكان لكل واحد منهم نائبان، ثم المعيدون الذين يعيدون الدرس، والوعاظ. وكان الأساتذة يعينون بها نظير مرتبات تدفع لهم، وبذلك كانت النظامية أول معهد علمي يتقاضى معلموه أجرا على تعليم العلوم. وكان لكل مدرس على الأقل مساعد، وإلى جانب أعضاء هيئة التدريس كان يوجد عدد من الكتبة والخدم، فضلا عن أمين المكتبة ومسجل وإمام لمصلى المدرسة.


مكانة العلماء والمدرسين العلمية :

وكان المدرسون والمعيدون والوعاظ وأمناء المكتبة من أكابر علماء عهدهم، فمن العلماء الذين درسوا في النظامية الإمام قطب الدين الشيرازي وهو أول من درس فيها، والإمام الغزالي ودرس بها أربع سنوات ما بين عام 484هـ / 1095 م. إلى 488هـ / 1099 م. والإمام الجويني، وأبو نصر الصباغ، وأبو القاسم الدبوسي، وأبو سعيد النيسابوري، والسهروردي، وابن البرهان، وأبو يعقوب الهمداني، وابن الجوزي، وأبو الحسن علي بن محمد الطبري الشهير بإلكياهراسي. ومن المعيدين محمد السلماسي، وابن رافع الأسدي المعروف بابن شداد. وكان يميز علماء النظامية الزي الإسلامي الذي انفرد باللونين الأسود والأزرق، وكان مرتدي هذا الزي يحظون بقدر كبير من الاحترام من العامة.

توفير كل ما يلزم الطالب :

صرف نظام الملك مبالغ هائلة في المدارس، وحرص على أن توفر راحة كاملة للطلاب، فخصص سكناً للمدارس لكي يُقيم به طلابها، وأعطى كل واحد منهم أربعة أرطال من الخبز كل يوم لإعالته، وبنى في كل مدرسة مكتبة ضخمة تشبع اهتمامات الطلاب، وقيل إن تكاليف بعض هذه المدارس وصلت إلى 10 آلاف دينار، وعدد طلابها وصل إلى 300 طالب.

المكتبه :

ألحق بمبنى المدرسة النظامية بناء خاص بالمكتبة عرف باسم دار الكتب أعطاها نظام الملك الوزير السلجوقي مؤسس المدرسة اهتماما خاصا، زودها بكل غريب ونادر وقد كتب هو بنفسه كتابا في الحديث أودعه عند زيارته الأولى لها عام 479هـ / 1087 م. ولقد كانت المدرسة ومكتبتها من الأشياء القليلة التي نجت من الخراب والدمار الذي اجتاح بغداد على يد المغول سنة 656هـ / 1258 هـ. ولقد ضمت المكتبة أكثر من عشرة آلاف مجلد في موضوعات شتى إلا أنه غلب عليها الفقه والسنة واللغة والأدب وعلم الكلام

الاجازة :

وعندما كان يُنهي الطلاب تعلمهم في المدارس كانوا يُقدمون طلباً للحصول على "الإجازة"، وهي وثيقة تشبه الشهادة تثبت أنهم درسوا وتعلموا في هذه المدارس، والتي تتيح لهم لاحقاً الالتحاق بوظائف مثل القضاء ولإفتاء والتدريس وغيرها.

____________________

- دولة السلاجقه الصلابي
- طبقات الشافعيه
- التاريخ السياسي والفكري
- الإدارة التربويه للمدارس
- المنتظم
- تاريخ آل سلجوق
- شرح اللمع

____________________

لمتابعه المشاركه الاولي

| المدارس النظامية .... فخر المدارس الاسلاميه [ 1 ] |
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي