زهرة ... تكتب التاريخ.

جنود الاحتلالْ..
لم يتركوا المدينة ْ.
يأتون في الصباحْ.
وزهرةُ حبيبةْ ْ.
في قبضة الحديدِ والرياح والجراحْ.
تدس راحتيها في جرة الزمنْ.
لتلمس الحنين من رطوبة الثرى
تطاول الهواءْ ، تعانق الصفاءْ.
تغالب الغبار والحصار، والردى.
تلملم الندى.
توزع الأريج في الشفاه والمدى.ْ.
وتعشق الحياة.

جنود الاحتلالْ..
لم يتركوا المدينة ْ.
يأتون في الظهيرة ْ.

تمتد مئذنةْ.
تطل خلفها ،بهية الشموسْ،
زيتونة وضيئة ْ.
, ونورها حنونْ ،
من زيت أمها
الطاهر العفيف ْ
تبوح بالحقيقة ْ.
لجوقة السنابلْ.
وتسكب الحنان في الرغيفْ.
وترضِعُ الصغارْ..
من حكاياها العجيبةْ..
وتسقىَ الطيورْ ..
من قلبها الهتون.
وما أحنت جباهْ.

جنود الاحتلالْ..
لم يتركوا المدينة ْ.
يأتون في المساءْ.

ونجمتي الأسيرةْ. …
في كوة التاريخ كالعروسْ.
لا تعرف العبوسْ.
يزفها السحاب والهضاب والقمرْ.
وترسم المروجْ.
تفجر العيون بالدعاء في غلالة السَحَرْ.
تناطح الظلال ، والرصاص،
، والضجيجْ.
توزع الزكاة في مواسم النضوجْ.
وتغسل الهموم والدماء عن براءة الشجرْ.
تضم راحتيها لقلبها البتولْ
وتشكر الإله.

قطيعُ الاحتلالْ ..
لا يعرفُ المدينة ْ.

فعندما يضوعُ في رواقها الأذانْ.
يفرُّ من فزعْ.
وزهرة نبيلة ٌ.
تدس راحتيها في
في صفحة الضياءْ.
تهدهد الرضيعْ.
وتطرد العناء والشقاء والوجعْ.
وتكتب التاريخ.