( فلسطين الحبيبة ))
(
فِلَسطينُ الحبيبة ُ لا نَحيدُ = شهيدٌ سوفَ يتبعهُ شهيدُ
ومهما قَدّم الأبطال مَهْما = فأعـلى ما نـُقدّمهُ زهــيدُ
وما كان اليهودُ لِيَغـْصِبوها = لأنَّ الجُبْنَ وَصْفُهُمُ الفريدُ
بِِعُبّادِ الصليبِ سَطـَوْا عليها = وكان الظُلْم فينا والجُحودُ
بـِحَبْل ِ الله عوقبْـنـا لـنصحو = وحبـلِ الناس نـَبّأنا الودودُ
أمغضوب ٌ عليهِمْ أخرجونا؟ = إذَنْ لابُدّ جُوِوزَتِ الحدودُ
وإمِّا قَدْ تساوَيْنا ذنوباً = وَرُبَّ ذنوبـِنا عنهم تزيدُ
إلهَ الكونِ لا تغضبْ علينا = بـمـا فعل الأذلّة والعبيدُ
مدائننا من الدنيا ثلاث ٌ = قلوبُ المؤمنين لهـا تَميدُ
تُشَدُّ رحـالـنـا دوماً إليها = يـَبـيـد ُ المسلمون ولا تَبيدُ
هو البيتُ الحرامُ فَخَيْرُ بَيْتٍ = وَشُيِّدَ بعدهُ الأقصى العَتيدُ
وَمَسْجِدُ خَيْر ِخَلْق ِالله جَمْعاً = دموعُ المسلمينَ به تجودُ
بقاعٌ لَيْسَ تَعْدِلُها بقاعٌ = يَطيبُ الدَّفْنُ فيها واللّحودُ
كريمُ الأصْلِ يصحبُهُ كرامٌ = وَأُسْدُ الغابِ تصحبها أسودُ
وَكَمْ طمع الأعادي في بلادي = وكم سُرِقـَتْ وخلّصها الفهودُ
عروسٌ يطمحونَ لها ولكن = هو الإسلامُ ترضاه الوحيدُ
فلسطينُ الحبيبة ُ قَدْ نُكِبْنا = وَذُقْنا المُرَّ واللهُ الشَّهيدُ
وَحَلَّ بِأهلنا هَوْلٌ عظيمٌ = يَشيبُ لِوَقْعه ِ الطِفْلُ الوليدُ
وضاقَ الصَبْرُ مِمّا قَدْ صَبَرْنا = وشعبٌ صابرٌ فله الخلودُ
وَلَوْ شَعْبٌ أُصيبَ بما أصبنا = لَذَوَّبَهُمْ وما بقي الجليدُ
فَهُبّوا أمَّة َ الإسلام هبوا = فليس بغيركم يوما تعودُ
ويا مَسْرى الحبيبِ علاك نورٌ = وفوق رباك قد تَمَّ الصُّعودُ
قلوبُ المؤمنين إليكِ ترنو = ويوم الفتح ِ نَصْرٌ ثُمَّ عيدُ
فلسطين الحبيبة كيف أنسى = حـكـايات ٍ يـُحدثها الجُدودُ
ولا أنسى جمالك لا يُضاهى = وَأَجْمل منك في الدنيا بعيدُ
وَقُدْسُكِ بارك الرحمن فيها = وفي الأقصى يَطيبُ به السُّجودُ
وَطُهْرُ الأنبياءِ على ثراها = وَمِن ْ صَحْبِ الرسول بها العديدُ
ومريمُ فَوْق تُرْبتها تَرَبَّتْ = بذاك الطُّهْرِ ما عَرَفَ الوُجودُ
بلادُ الطُّهْرِ تَصْرُخُ يا غُيارى = أنا العذراءُ راودَني القُرودُ
فهلْ مِنْ غيرة بَقيت لديكُمْ = وهل من نخوة أو من يذودُ
ألا دِينٌ يـُحـرككم لِصَوْني = فكيفَ شعورُكُمْ هذا البليدُ
فإنّي أسْتغيثُ ولا مُجيبٌ = كأنَّ القومَ مَوْتى أو رُقودُ
سأصبر لا أُفَرِّطُ قـَطُّ يومَاً = بتقوى الله ِ تنكَسِرُ القيودُ
بتقوى الله يَسْهُلُ كُلّ ُ صعبٍ = وتنفتحُ المعابِر والسدودُ
فَصبراً قُدْسَنا صبراً جميلاً = فَبَعْدَ ظلامِنا فَجْرٌ جديدُ
فها هُمْ جُنْدُ أحمدَ قَدْ تنادَوْا = بتكبيرٍ وَرَفـْرَفَـتِ البنودُ
بكاءُ القُدْسِ أشْعَلَهُمْ لهيباً = وفَجَّرَهُمْ وَقُطِّعَتْ الكبودُ
َوجَيْشُ الكفرِ قد جَمَعوا لحربٍ = وإنَّ الله يفعلُ ما يريدُ
فوعدُ الله ذو أجلٍ مُسمّى = ويُعْرَفُ مَنْ شقيٌ أو سعيدُ
لجـنـدِ الله وَعْــدُ الله آت ٍ = وَجَيْشُ الكفرِ يأتيهِ الوعيدُ
فلسطينُ الحبيبة ُ لَنْ تُراعي = قُبَيْلَ الغيْثِ بَرقٌ أو رعودُ
رياحُ النصرِ قد هَبَّتْ ولكنْ = يُسَيِّرُها متى شاء المَجيدُ
فنصرُ الله تُبْعِدُهُ الخطايا = وتُقْرِبُهُ العبادةُ والصمودُ
دَعوا كُلَّ الذنوب حَذار ِ منها = وأولُها التَفَرُّقُ والصّـدودُ
وَشَرُّ ذنوبنا شِرْكٌ خَفِيٌّ = وَخَوْنٌ للحبيبة أو نكيدُ
وعِشْقٌ للمناصب والكراسي = رئيسٌ أو وزيرٌ أوْ عميدُ
فإنَّ اللهَ يُبْغُضُ كُــلّ عـَبْدٍ = لغير ِ الله يعملُ أو يريدُ
عـَـدُوّ الله يَقـْوى ثم يَقـْوى = وليس يَفُلُّهُ إلا الحديدُ
أعِدُّوا ما استطعتُمْ واستعدُّوا = وتقوى الله أقوى يا جُنودُ
ومهما قـُـوَّةُ الكُـّفـارِ كانتْ = بضربةِ قادر إذ ْهم حصيدُ
سلامٌ يُــدَّعى لا خير فيهِ = هباءً ضاعَ وانْقضتْ الجُهْودُ
متى كان السلام معَ احتلالٍ = هو الثعبان ليس له عُهودُ
كما إبليسُ أصلُ الشرِ جِنٌ= فأصْلُ الشر في الإنس اليهودُ
فهل يوما تعود القدس سِلـْماً = مُحالٌ بلْ جِهادُ يَسْتـَعيدُ
متى القدسُ الشريفُ أُعيدَ سِلْماً = أهذا عندكم قول سَديدُ
سَلوا الفاروقَ كيف أتى إليها = وجيش المسلمين بها يَصيدُ
وحــاصـرهــا لأيامٍ طِــوال ٍ = وعامرُ حينها هوَ منْ يَقودُ
وجيشٌ للصّليبِ بَغى عليها = وَحَلَّ بأهلها ظلمٌ شَديدُ
فهلْ عُـقِـدَ السلامُ به أُعيدتْ = فعند صَلاحِنا الخبرُ الأكيدُ
وَبَشَّرَنا الــرسـولُ لها بفتح ٍ = وَوَعْدُ الله آتٍ لا يَحيدُ
دُخولُ الفاتحينَ بفضل رَبّي = ودينُ الله يعلو بل يَسودُ
وَقـُدسُ المسلمين بها احتفالٌ = وعاد لها المُغـَرَّبُ والشّريدُ
وفي أرجائها القران يُتـْلى = وذكرُ اللهِ في الأقصى نشيدُ
وَصَوْتُ اللهُ اكبرُ قد علاها =وَكُلٌ رُكَّعٌ أوْ هُمْ سُجودُ
لــقــدْ عــادتْ حبيبتـُنا إلينا = سَنـُخْبـِرُهــا بــمـا فعل اليهودُ
وَمَنْ قد خانَها أو مَنْ تَخـَلّى = وَمَنْ شهداؤنا فهمُ الشُهودُ
خُذوا ثأري تنادي القدسُ هَيّا = عَــدُوُّ اللهِ شـيطانٌ مَــريدُ
ومن أهل النفاق ِ فهم يهود = لقد خانوا وما منهم رَشيدُ
فـَحَلَّ القتلُ بالأشْرار عدلاً = ومنهم فـَرَّ ليس له وُجودُ
فذو حقٍّ ينالُ الحقَّ يوماً = إذا لم يَنْسَهُ وَلهُ يَجْودُ
وَمَنْ قـَضّى مِنَ الأحزا ن ِدَهراً = سَيأتي بعده دَهْرٌ رَغيدُ
فـَبَعْدَ العُسْرِ يُسْرٌ عَنْ يَقين ٍ = وفي القـُرْانِ سَطّرَهُ الحَميدُ