يا وطناً
له رائحة الغار
و عبق الياسمين والسمـّاق ....
تسكن فيك
رائحة الطفولة ..
وتفوح في حدائقك
رائحة اشتياق المطر ....

يا وطنا ً مكتظاً
برائحة حليب الأمهات
مشرّباً بعبق الفجر ورحمة السماء ..
يا مهرجان الشمس
وزخرف النجوم ..
ويا فضة القمر .....

رسمتك على دفاتري ...
خطاً كوفيا ً ..
وحصاناً عربياً أصيلاً ...
ومئذنة ..وسجادة صلاة ..وبرج حمام ...
وكنت دفتري السري ّ...
دوّنت عليه ..نوتات أحزاني ..
ومقامات قصائدي المجهولة ....

ارتديتك عباءة مزركشة
بالبروكار الدمشقي ...
وسرت على دروبك ..
تساقطت مني ...
الحنطة ..
والرياحين ....
والقرفة واليانسون ....
وعبق زهر البرتقال والليمون ..

أين أنت يا تاريخ الحرف ...
يا دموع الشعر ..يا حكمة الكلمات ...
يا رنة العود ..ويا بحة الناي ....
ويا أجمل القصائد المغناة ...؟

أبحث عنك الآن ...
وأنا سرب سنونوات حنين
و انت اليوم ...
كتيبة مدججة بالنار ...
ووطن عصافير مغتالة ....
وميناء سفن محروقة ...
ومنارة موت ....وقلعة مدماة .....
أين أنت ...؟؟؟

مريانا سواس ـ حلب
قصيدة يا وطنا ً من كتابي قصائد من زمن الحرب