مناخ المربع عام 1249 هجري (توثيق تاريخي)

أكتب لكم الان عن مناخ المربع المشهور والذي كتب عن الكثير ولكن الان أكتبه ، لما كشفت لي بعض الاحداث الغامضة ، وهي مؤرخة تاريخيا ، وأول ما أبدء به ما ذكره ، مقبل العبدالعزيز الذكير ، صاحب مخطوطة (تاريخ نجد) ، يقول الذكير :-

وقعة المربع - أو كما يسميها أهل نجد مناخ المربع

وهي من أكبر الوقعات التي جرت بين القبائل ولطول المدة التي أستغرقتها مما لم يحدث مثله في الازمان المتأخره والغريب فيها أن القبيلة الواحدة تنقسم الى شطرين ينضم أحدها الى فريقين متحاربين - وينضم الاخر الى الفريق الثاني - وكان الخلاف الاصلي بين عنزة ومطير وكان المقوم لهذا الامر زيد بن مغيلث بن هذال . وقبل أن تأتي على خبر هذه الوقعة. نذكر كل فريق ومن معه من الحلفاء.

عنزة وحلفائهم :-
زيد بن مغيلث ومعه بعض من قبيلته أل حبلان.
قاعد بن مجلاد وقبيلته من الدهامشة.
الغضاورة من ولد سليمان.
أبن وضيحان وقبيلته من الصقور.
صحن بن الدريعي بن شعلان وقبائله من الروله.

هؤلاء هم عنزة ، ومعهم غيرهم .

بنو علي من حرب ورئيسهم الفرم.
البرزان من مطير ورئيسهم حسين أبو شويربات.
عدوان بن طواله وقبيلته من شمر.

هؤلاء عنزة وحلفائهم أجتمعوا قبالة ضدهم ويشربون من الثليماء الماء المعروف قرب المذنب.

مطير وحلفائهم :-

محمد بن فيصل الدويش المكنى أبو عمر وأخوة الحميدي وأتباعهم من علوى وليس معهم أحد من قبايل مطير الاخرى.

ومعهم :-

بنو سالم من حرب وقائدهم ذياب بن غانم.
سلطان بن ربيعان وأتباعه من الروقه عتيبة.
غازي بن ضبيان وأتباعه من الدهامشة من عنزة.
مزيد بن مهلهل بن هذال معه قطعة من أل حبلان من عنزة.

هؤلاء مطير وحلفائهم مقابلون لضدهم ويشربون من عين الصوينع المعروفة في السر .

فوقع الحرب بينهم وتصادمت الجنود والفرسان أياما عديده وعقلوا أبلهم حتى أكلت الدمن ونفد ما عندهم من الطعام وأرتفعت أقيامه لديهم أرتفاعا فاحشا وأستمر ذلك المناخ نحو أربعين يوما وهم متصافون للقتال يغادونه ويراوحونه دون أن تربح كفة على أخرى ففي ذلك اليوم أجتمع رؤساء مطير وعقدوا مجلسا يتشاورون فيه على أتخاذ تدابير أخرى فقرروا أن ينتخبوا أربعمائة فارس مدرعين يقفون خارج هذا القتال ولا يشتركون فيه الا أذا حمى الوطيس وأن يقرنوا الابل فيجعلوها كراديس يسوقونها أمامهم في الهجوم على العدو فنظموا خطتهم فلما كان الغد ناشبوهم القتال أول النهار فلما حمى الوطيس طلعت عليهم فرقة الفرسان بعدما كلوا وأشتركوا في القتال ثم ساقوا عليهم الابل القرنه ففرقت صفوفهم فلما أحست عنزة بالهزيمة أهربوا أبلهم وبعض أغنامهم ثم أنهزموا لا يلوي منهم أحد على أحد وأستولى مطير على محلتهم وبعض الغنم وما تبقى من الابل وقتل من الطرفين عدد كبير المشهور من مطير مطلق بن ضويحي الدويش وولده أسماعيل الدويش. أنتهى ما ذكرة الذكير في المخطوطة ، عن مناخ المربع سنة 1249 هجري ، في صفحة 39 . وقد ذكر هذا المناخ الكثير من المؤرخين مثل الفاخري الذي ذكر سنته فقط وأبن بشر الذي ذكر أن عنزة هربت بعض أبلها ليلا لما حسوا ببوادر الهزيمة ، وأبن بسام وأبن عيسى وغيرهم الكثير ، وأيضا الكثير من الاخوة المهتمين يعرفون هذا المناخ وأظنهم مستغربين كيف أذكرة وهو مكرر ، وهذا لآنه حذف عندما طور المنتدى في السابق ، وأيضا لظهور فوائد جديدة بالموضوع ، والان مع هذة الوقفة :-

يستغرب الجميع ويسأل عن أسباب هذة المناخ ، وقد أورد الاستاذ البدراني ، أنه بسبب دسائس الاتراك ، وأن أظنه قال ذلك بسبب الخلاف بين أبن مضيان والفرم من قبيلة حرب الكريمة بما أنه حربي ، أما أنا فأتوقع أنه بسبب وفاة الامير فيصل بن وطبان الدويش ، حيث يذكر التاريخ أنه مات في سنة 1248 هجري أي قبل المناخ بسنة وهو الذي فعل الافاعيل مع عنزة ، وقد خلف محمد والحميدي ، وأنقسام مطير في هذا المناخ فقد ذكر الذكير أن في الطرف الاول علوى فقط ، والطرف الثاني البرزان ، ويبدوا أنه خلاف قديم حصل بينهم ، أما برية فلم تشارك قد يكون للآن أمامهم بني عمومتهم البرزان ولكنهم شاركوا بقيادة المريخي بعد المعركة حيث لحقوا فلول عنزة وأقاموا مذبحة كبيرة سميت بعرق المظهور ، وهو فضيحة كبيرة عليهم ، أما عنزة فقد كانت محتشدة بمعظم قبائلها من عمارات ورولة وضنا عبيد ، أما الفئة الصغيرة التي شاركت مع مطير وهي قطعة من الحبلان وقطعة من الدهامشة ، فهم دخلوا على الدويش لحمايتهم من قبيلتهم الذين كانوا على خلاف معهم ، فتكفل الدويش بحمايتهم ، مما يوحي لهذا القول ما ذكر في كتاب أصول الخيل ، تحقيق حمد الجاسر ، الذي ألف قبل 150 سنة تقريبا من أحد الاتراك ، في حديث ضويحي بن كنعان الدويش في صفحة 354 و355 ، يقول في حديث طويل عن الخيل ، ما يمنا ما ذكر عن هذة الاشارة (فأما الحمراء الاولى بنت ربدان فقد أتت مهرة صفراء أبوها كحيلان خالها ، وقد دفعتها الى مزيد بن هذال من دية بدر بن هذال الذي قتلته) ، هنا يتضح لدينا بالدليل القاطع ، أن مزيد بن هذال ومعه قطعه صغيرة من جماعتة كانوا في حمى الدويش وحينما قتل أحد الدوشان واحد من الهذال ، ليس أمامه الى قبول الدية فقط ، أتمنى أن أكون قد وضحت سبب الانقسامات في هذا المناخ الشهير ، وهو أخر مناويخ مطير ضد عنزة في وسط نجد ، الذين جلوا عنها ، وحصل بعدها مناويخ في الشرق والشمال أي في الصمان وقرب الوفرة ، ويبقى حتى يكتمل التوثيق الحديث عن عرق المظهور الذي حصل بعد المناخ ، أتمنى من أحد الاخوة ذكره بالتفصيل ، تقبلوا تحياتي.

منتديات مطير التاريخية