((آخر الزمان))


زَمَنُ العجائبِ والغَرائِب والهمومْ =زمنُ المرارة ِ والبشاعةِ والغُمومْ

زمن الأراذلِ والرذائلِ والهَوى = زمن العَواصِفِ والقَواصِفِ والغُيومْ

زمن المعاصي والذنوبِ جميعِها = قَدْ قَلَّ مَنْ يَنْهى ويَغْضَبُ أو يلومْ

زمن الجرائمِ والمجازرِ والأسى = هذي وسائِلُ كُلِّ مُحْتَلٍ غَشومْ

زمن الهزائم والخيانةِ جَهْرةً = ذُلٌ يُخَيِّمُ في البلادِ على العُمومْ

زمن الركونِ إلى العدو نذالَةً = مَنْ صاحبَ الأفْعى سَتَقْتُلُهُ السُّمومْ

زمن القيامة فيه مِنْ أشْراطِها = أمْرُ القيامةِ للعليمِ متى تَقومْ

يا عالماً فينا وفي أحْوالِنا = هَمٌّ عظيمٌ لَمْ يُزِلْهُ سوى العظيمْ

يا رَبِّ أنْتَ ملاذُنا ومُرادُنا = وقُلوبُنا ملأى بِحُبِّكَ يا حليمْ

رَبّاهُ حالُ المسلمين مُرَوِّعٌ = يبدو عليلَ الجسم تُثْخِنُهُ الكُلومْ

هومُظْلِمٌ بَلْ في الحضيضِ مَقامُهُ = قد كان نجماً عالياً فَوْقَ النجومْ

في أرضِ إسراءِ الحبيبِ مذابِحٌ = في كُلِّ يَوْمٍ موطني بدمٍ يعومْ

فَبَنادِقُ المحتلِّ تَحْصُدُ شعبَنا = والعُرْبُ خُرْسٌ مِثْلُ شيطانٍ رجيمْ

حكامنا مَعَ علمهم بعنائنا = قسما أصَمُّ من النعامة والظليم

لم تَلْقَ مِنْهُمْ نخوةً وشهامَةً = لا لَيْسَ فيهِمْ مِنْ رشيدٍ أوْ كريم

هُمْ والشعوبُ كأنَّهُمْ اعداؤهُمْ = أما العَدوّ حليفُهُمْ بَلْ والنديمْ

فجرائمُ الأعرابِ مِنْ حُكّامِنا = تربو قساوةَ ظُلْمِ مُحْتلٍ لئيمْ

حُكّامُنا نارٌ لِكُلِّ مُبَلِّغٍ = القتلُ والتنكيلُ كَيْ يَبْقى زعيمْ

يتفاخَرُ الحكامُ إن سَفَكوا دماً = مِنْ مسلم يبغي الصراطَ المستقيمْ

قَدْ ألصقوا الإرهابَ في إسلامِنا = وحقيقةُ الإرهاب في الحُكْمِ السقيمْ

في كل أرْضٍ للعروبَةِ قصة ٌ= تخطيطُ غَرْبٍ أو يهوديِّ ظَلومْ

في كُلِّ أرْض الله فينا نَكْبَةٌ = دمويةٌ تحكي عَنْ الكيْدِ الأليمْ

هذي المجازرُ شوهدتْ في عالمٍ =قد سانَدَ الإرْهابَ أو غَصْبَ الحريمْ

هُمْ يَدَّعون حضارَةً خَدّاعَةً = ترعى الحقوقَ وما لَهُمْ قَلْبٌ سليمْ

ظلموكَ يا ديني وقالوا مُرْهِبٌ = عجباً فكيفَ يَذُمُّ ذا الحسنِ الدميمْ

إسألِ عن الإسلامِ أوْ عَنْ حُكْمِهِ = ما أرْحَمَ الإسلامَ كالأمّ الرؤومْ

العدلُ والإنْصافُ مِنْ أحْكامهِِ = مَنْ ذَمَّ دين َالحقّ كَذّابٌ زنيمْ

الدين حقا كالربيعِ إذا أتى = إنْ غابَ زالَتْ كُلُّ آثارِ النعيمْ

الدينُ للكونِ الكبيرِ مُعَمِّرٌ = إنْ غابَ أضْحى الكَوْنُ بوراً أو عقيمْ

الدين خَيْرٌ كُلَّهُ وتراحُمٌ = بغيابِهِ فالخيرُ في الدنيا عديمْ

الدين ماءٌ أو هواء ٌللورى = بغيابِهِ فالموتُ يأتي أو يَحومْ

فالظلمُ والإرهابُ في فُقدانِهِ = إنْ غابَ هذا الدينُ فالبَلْوى تَدومْ

فالعَيْبُ فيهم ليس في إسلامِنا = عَرَبٌ وغَرْبٌ أو يَهودِي ذميمْ

أحبابُنا فَتَأهَّبوا لجهادِهِمْ = إنَّ الجهادَ مُكَرَّمٌ عِنْدَ الكريمْ

يَغْزو الأعادِي جَمْعَنا في دارِنا = فمتى سنبدَأُ نَحْنُ في شَنِّ الهُجومْ

ترجو انتصاراً والذنوبُ كثيرَةٌ = تُبْ نادماً يَرْحَمْكَ رحمنٌ رحيمْ

كُنْ ناصراً لله وانْصُرْ شَرْعَهُ = كي ترجِعَ الأمجادُ كانت مِنْ قديمْ

إنْ لَمْ تقوموا أو تكونوا جُنْدَهُ = يَخْتَرْ إلهي غيرَكُمْ حتى يقومْ

يا إخْوَتي لا تَيْأسوا بَلْ أبْشروا = بالنصرِ لكن عِلْمُهُ عِنْدَ العليمْ

تلك العواصِفُ سَوْفَ تهدأ فَتْرَةً = لا بُدَّ يوماً فيه تَنْقَشِعُ الغيومْ

زمن المرارةِ سَوف يذهبُ مُرُّهُ = في لحظةٍ ويعودُ في أحْلى الطعومْ

زمن المجازِرِ سوف يوقَف نَزْفُهُ = صبراً قليلاً يَنْجَلي الليلُ البهيمْ

صبراً قليلاً للطغاةِ نهايَةٌ = ظَلماءُ في الدنيا وفي الأخْرى الجحيمْ

بُشْرى لَكُمْ يا مسلمينَ سعادَةٌ = العِزُّ في الدنيا وفي الأخرى النعيمْ