كان يُراقبني عند مروري في المنزل .. ، يُسرعُ نحو المطبخ .. ، يمكثُ حتى أخرجَ للعمل ،
فيخرج يبحثُ في الأشياء بعينِ المُسْتكشف .. ،
يوم الجمعة لم أخرج كالمعتاد ، وفي الموعد اليوميّ أراد ممارسة الحرية كعادته .. ،
لكن كُنْتُ _ مُصادفةً _ أغلقتُ البابَ عليهِ ونِمْتُ .. ، فقرر شيئاً ما .. مرَّت ساعاتٌ ،
فاستيقظْتُ على صرخةُ بردٍ مِنْ ثُقْبٍ في شباك الحجرة لم أعهده من قبلُ .. ،
ذَهَبْتُ لأُحضرَ إفطاراً ، فَلَمَحْتُ الثقبَ بباب المطبخ ..،
قلَّبْتُ المنزل أبحثُ عن ذاكَ الفأر الثاقب.. لكنَّ البحثَ بلا جدوى ..
أدْركْتُ الواجب أن أنشرَ حول البيت وكل منافذ حجرات الشلرع حبات القمح لكي تقتل فئران الخارج قبل شروعي في عمليات الإصلاح من الداخل في العطلات الرسمية ...
أعْلنتُ الفكرة في الأسرة .. ، سَكَتَ الإخوةُ وانسحب الأبناءُ ولم أسمعْ إلا زوجة جاري تُدخلُ صوتَ البقرة في يدها شُرْطيٌ يحملُ أوراقاً تُثبتُ أن القمح المزعوم يُهدِّدُ أمن القطةَ " بوسي " ، مما مَكَّنَ جاري من طردي بالحكم الصادر من جهة عُلْيا ... ، رُفع الضغطُ ..، تصلَّب عِرْقي .. ،
فأشار الفأرُ بغمزة عينيه ولم تبرحْ صورته حتى وقَّعْت على أمْرِ التنفيذ ..،
قرأتُ " البقرةَ " و" الزخرف " ... ،
دَخَلَتْ " بوسي" ... ، فُتِح البابُ الأزرق .

تمَّتْ .. وتقديري للجميع