الدعوة إلى الغاء المذاهب دعوة باطلة
السلام عليكم جميعا
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118 هود﴾
تصلني رسائل عجيبة وغريبة من مجموعات تطالب بالغاء المذاهب
لا أدري أي جنون أَصْأَبَ عقل الإنسان العربي والمسلم
فهل المذاهب قانون يجب بإلغائه ...؟
ماذا يقصدون بإلغاء المذاهب ...؟
هل يقصدون ابادة الناس وقتلهم لأنهم على خلاف مع الآخر
حقيقة لم أفهم هذه الدعوة
هذا ردي وارجو عدم اقحامي في نقاش لاني مشغول في كتابي ولا وقت لدي
بعد انتهاء من اعداد وتجهيز الكتاب ساكون مستعدا للحوار حتى مع الشيطان نفسه
بداية ، من يريد مناقشة قضية تتعلق بالإسلام ، عليه أولا التفريق بين الإسلام وبين مجموعة أو مجموعات تدعي الإسلام
حين نناقش أي قضية علينا العودة إلى القرآن الكريم لنرى رأي الإسلام فيها حتى لا ننسب رأياً لا علاقة له بالإسلام ، هذا الاسلوب في نسب الآراء الشخصية إلى الإسلام هو تجديف على الإسلام
وهذا لا يعني إن الإسلام يصادر الحريات ، وانما التفريق بين الرأي الشرعي المستند إلى القرآن الكريم وبين الآراء العامة
يقول الله جل وعلا في هذه القضية :
فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴿66 آل عمران﴾
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨ هود﴾
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ﴿157 النساء﴾
وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿119 الأنعام﴾
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿144 الأنعام﴾
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ﴿47 هود﴾
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴿36 الإسراء﴾
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿3 الحج﴾
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى ﴿8 الحج﴾
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿٦ لقمان﴾
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى ﴿٢٠ لقمان﴾
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ ﴿١٠٧ النساء﴾
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ ﴿٦٩ غافر﴾
وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿٣٥ الشورى﴾
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴿٢١ الأنعام﴾
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴿٩٣ الأنعام﴾
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿١٤٤ الأنعام﴾
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴿٣٧ الأعراف﴾
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ﴿١٧ يونس﴾
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴿١٨ هود﴾
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿١٥ الكهف﴾
تَتَضَمَّنُ تِلْكَ الآيَاتُ الْكَرِيمةُ مِنَ الْكِتَابِ الْمُبِينِ حَقَائِقَ الافْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ، أو مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
أما الإسلام فهو دين الله :
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴿١٩ آل عمران﴾
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴿٨٥ آل عمران﴾
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴿٣ المائدة﴾
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ﴿٧ الصف﴾
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴿١٢٥ الأنعام﴾
هذا الإسلام للناس كافة
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴿٢٨ سبإ﴾
ولا أحد وصي على هذا الدين غير الله عز وجل
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩ الحجر﴾
أما المذاهب في الإسلام فهي اجتهادات فقهيه ولا أدري كيف يمكن الغاء ركن من أهم أركان الإسلام وهو الاجتهاد وتلك المذاهب هي ثمار اجتهاد وبحث ودليل على مدى غِنَى وثراء هذا الدين العظيم ، وهذا التنوع ظاهرة حضارية وتطور للفكر الإنساني والإسلام دين متجدد في ذاته ، والمذاهب هي انعكاس لهذا الثراء والتجدد والتطور وهذا الانعكاس لاَ غِنَى عَنْهُ في ثراء هذا الدين العظيم ، إذن، الدعوة إلى الغاء المذاهب دعوة باطلة ودعوة إلى الجمود والتحجر تخدم التكفيرين أهل الشيطان ، التكفير هو الوباء الذي انهك الجسد الإسلامي منذ اغتيال عثمان بن عفان
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴿٤٨ المائدة﴾
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ﴿93 النحل﴾
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ ﴿34 الحج﴾
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴿67 الحج﴾
وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ ﴿33 الزخرف﴾
تفاصيل هذا الموضوع في كتابي تحرير الله الذي يحتوي على مواضيع مهمة وهي
الْمُحْتَوَيات :
الإِهْدَاء –
السِّيرَةُ الذَّاتِيَّةُ-
الْمُقَدِّمَةُ
قَضَايا عَالَمِيَّة :
* الأَدْيانُ، الْأُصولُ وَالقِيَمُ
* مَفْهُومُ الْمَوْتِ فِي الأَدْيانِ وَالفَلْسَفَةِ
* الرُّوحُ وَالخُلُودُ فِي الأَدْيانِ
* الإِلْحَاد
* الإِرْهَاب
* اِنْدِثارُ الْحَضارةِ
قَضَايا إِسْلَامُيّة ٌ:
- بِدَايةُ القَدَرِ الإِنْسَانيّ
- الْمَكَانَةُ الْمَرْمُوقَةُ لِلإِنْسَانِ، أَسْبَابهَا وَمَسْؤُولِيَّتهَا
- الحَقُّ الإِنْسَانيّ الأَوَّل وَالمُقَدِّس
- الأَمْر الْإِلَهِيّ الأَوَّل
- مَفْهُومُ الجِهَاد فِي الْإِسْلَامِ
- مَفْهُومُ الْعِلْمِ اللَّدُنِّيّ فِي الْإِسْلَامِ وَالفَلْسَفَةِ
- الْإِسْلَامُ، الشُمُوليَّةُ وَالاكْتِمَالُ
- المَذَاهِبُ بَيْنَ الثَّراءِ وَالتَكْفيرِ
مَفاهِيمٌ إِسْلَامُيّةٌ بِحاجَةٍ إِلَى مُرَاجَعَة :
* إشكاليَّة تَأَويل النَّصّ الْقُرْآنيّ
* مَفْهُومُ الخَوْف مِنَ اللهِ
* الْمُوبِقَات السَّبْع
* مَفْهُومُ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ
* مَفْهُومُ دَوْلَة الخِلاَفَةِ، الأُسُس وَالْأَسَالِيب
المسلمون سوف يرثون الأرض كما وعد الله عز وجل حين يتم القضاء على الإرهابيين
و التكفيرين واِسْتِئْصَال جذور الجهل والتطرف والتعصب
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥ الأنبياء﴾
ولكم مني السلام والمحبة
منير مزيد