إليك ....مع السلام عليكأناديك روحا والوداع قد اختبى
...
بصدر تبنـَّى من أعاصيره الغضبى
وعاشته أسراب الفواجع فانبرى
إلى جبهة التاريخ من خطوةٍ ضربا
وليلا لجدران الصروف تعيدني
يتامى، ستارَ الخوف لم تستطع نقبا
وشعري كفيف السطر يحتاج دفترا
وعكازتي نجم وعينين من قربى
وما اسطعتُ تجريم السكوت ولا يدي
تواري بشق البوح ما يرهق الشَّطبا
فمن أين لي جدوى وطيشٌ يزجـُّني
بطيش ولا يـُلقي على غاربي الشهبا
على ظهر عدوى اللوم حزَّمتُ حيرتي
وطارت بها الأشداق تعلو النوى حربا
ليبقى ارتكاب الصمت أقسى جريمة
بعصر تخطـَّى الغل كي يزرع الحبا
وصوتٍ تربَّى بعد أن عقـَّه الصدى
بذي صرخةٍ آلت إلى صامت حجبا
يدسُّ الحروف الخضر في جيب يومه
ويجتـَرُّ ما يذكيه من لؤمه ذئبا
ولولا انحسار النفس عن شجب مقلتي
لداست جفون اللوم ما طالها كسبا
ولو جاذبتني للندامى مطيـَّة
فلا أخـَّرَتْ كأسا ولا قدَّمَتْ نخبا
******
أناديك من أقصى الرقاب لأحزبا
لك الأعين الثكلى تشقُّ المدى كربا
تعذَّرتُ بالصبر المعوق بيانـُهُ
فأطلقت مهرَ الوجد كي يأسر الدَّربا
لعصر تدَمـَّى بالحروف ونارُه
لسانُ امرئ أشقت مباسمُه القلبا
كأنَّ اختزالَ العيش في نكبةٍ لها
قرونُ سيحيا من بلادته رعبا
يجوس النوايا من أساطير غلـِّه
إلى قصة ألقت هشيم الجوى نهبا
لمَ اليأسُ أعوادُ الملام يحيلها
ترابا ولا يسعى إلى عقدها عتبى؟
ويحلو شتات البؤس في لون حرفه
حديثا، يشبُّ الحزن من قاعه شبـَّا
وهل يُسْتـَسَاغُ النَّزفُ فكرا ومنهجا
أم الجهلُ شيطانٌ يجيـِّشنـُا غصبا؟
هلامُ الحكاياتِ استساغته أمة
فأضحى صعيد الطين من يابس رطبا
وقد أسندت للسافيات زمانها
فماذا ستبقي الريح من حصدهم حبـَّا؟
ونحن تأخـَّرنا عن الجهل أمة
ومازال سهل النور من غيمنا جدبا
فمهلا أحاديث الشقاوات لم تحد
عن المكر مقدارين من مشجب كذبا
******
أواسيكَ بيْ مـْيـْتـَا ولي فيكَ مأتمٌ
وحزني عليك اليوم ينعى الورى هدبا
وألقي على وجه المسافات وجهتي
لعلي بوجه الحق ألقى الرضا حزبا
وأعزو انكساري للوجوه كليلة
ووجهي يغض الثار عن حسرتي خطبا
على متن أنـَّات الصغار عويلـُها
سيبقى وما أُغـْنـِيْك ِ يا حسرة شجبا
وأمـَّا من استغنى عن الذنب توبة ً
فلا شكَّ يُهدي من حدائقها (أبـَّا)
ولي فيك يا مهوى المعاني خميلة
من الطهر تبكينا فينمو الهدى عشبا
وما كنت إذ يلقون بالجب ذنبهم
لديهم، وإن عاصرتَ من غيظهم جـُبـَّا
أتوك برجم الغدر... عطشى عيونهم
ويبكون من أظموه من ظلمهم كذبا
فما أطفئوا نارا.. تهيب بجمرهم
وما أشعلوا غير الدمار بهم جنبا
تسامى عن الأرض المعنـَّى ترابُها
إلى سدرة تهمي.. على لحده قربى
وها قد توارى النزف مني بأضلعي
وقد أورق الإنسان من نبضه حـُبـَّا
أ جـَدِّيْ ، نضحت الماء عذبا لأمة
وكنت بذات الروض تستنزف القلبا
أموت فداء للتراب.... وكربتي
لكي تعشب الأعذار ترضى : لك العتبى
وأسفرت عن حبٍّ لآل محمد
له الوجه أبدى من مشارقهم شهبا
أعاني بأسراي الهموم ...وينجلي
فؤادي إذا ما كان في رحلهم قربا
أيا ليتني أخفيك بالروح لحظة
وأسمو بك العلياء كي أعرف الدربا
إلي بأنواع المجرَّاتِ ...أرتقي
كواكبَ ما دارت بعين الورى ربـَّا
ــــــــــــــــــــــ
الكويت : 18/من شهر ذي الحجة 1429ـ الموافق لـ:16/12/2008