كثيرون هم الذين يبحثون عن أخطاء الآخرين لا ليأخذوا بأيديهم الى جادة الصواب انما ليفضحوهم وليشوهوا سمعتهم خاصة اذا كان لهم حضور جيد في مجالات عديدة فينسون حسناتهم وينشرون عيوبهم --
وهذا أهم عيب من عيوب الوسط الثقافي في زماننا هذا، تراه يجلس معك ويحادثك حديث الود والحب - ظاهرا - وهو بداخله ينتظر سقطة لك ليتاجر بها وينشرها ليفضحك --
واذا قرأ لك مادة يقرؤها لا ليفيد منها انما ليعثر لك على هفوة لينقدك غيرة وحسدا، ويظن نفسه ناقدا في عصر لانقاد فيه، بل أكاد أن أجزم أن كثيرا ممن يحسبون على المثقفين لايقرؤون ماينتقدونه -
المصيبة أن هؤلاء كثيرون ويحسبون أنهم يفهمون كل شيئ -
فيا أيها المثقفون ويا أشباه المثقفين عودوا الى رشدكم --فمن منا كان نبيا معصوما- ؟
الثقافة بحاجة الى الأدب وأدبنا بحاجة الى الأخلاق -
اغنوا مجالسكم بفائدة علمية أيا كان نوعها ولاتقتلوا أوقاتكم بشهوة الكلام الذي لا جدوى منه -