تلخيص ما دار في محاضرتي التي قدمتها الأربعاء 4 / 5 / 2016

[د.أنس تللو]

أصدقائي :
طلب إلي العديد من الأصدقاء تلخيص ما دار في محاضرتي التي قدمتها الأربعاء 4 / 5 / 2016 في النادي العربي بدمشق ، والتي كان عنوانها ( ظرفاء دمشق في القرن العشرين ) .
ونظراً لصعوبة التلخيص لأن الحديث عن الأشخاص لا يمكن اختزاله فإنني سأكتفي هنا بثلاثة أمور :
1 ـــ إن جملتي الوحيدة التي يمكن ان أختصر فيها محاضرتي هي أنني استمتعت جداً بأني تحدثت عن ظرفاء قدامى أمام ظرفاء جدد .
2 ـــ سأورد ما قدمته في بداية المحاضرة ونهايتها عن فوائد الضحك . . .
3 ـــ ٍأقوم بنشر الصور التي وصلتني عن المحاضرة والتي أخذتها عن الأستاذ بسام الأيوبي المحترم ، والآنسة خلود الريحاني المحترمة .
بسام الأيوبي Khulud B AL-rihani
المقدمة والخاتمة عن فوائد الضحك .
الناس ، كل الناس ، يحبون الوجه الضاحك ، وينفرون من الوجه العابس .
الضحك يضفي على وجه صاحبه كثيراً من الجمال ، ويمنحه الكثير الكثير من الإشراق ، بينما العبوس يقبِّح الوجه الجميل . . .
وقد كان الفيلسوف الساخر برنارد شو يقول : إن الابتسامة هي أصغر رشوة يمكن أن تقدمها إلى من تحتاج إليهم في أمر ما .
إن الابتسامة تعطي إيحاءً بالسعادة للشخص الذي يبتسم وإلى من حوله ، وإن مجرد توجيه الإيحاء إلى الجسم بشعور السعادة كفيل بأن يجعل حواس الإنسان كلها تعمل بشكل مضاعف ، لا بل إن هذا الإيحاء بالسعادة يمنح الجسم طاقة هائلة من المناعة ، تجعله ينهض من كبوته بشكل متواصل ، وتقوده نحو التقدم والنشاط بما يؤمن له حيوية متدفقة من شأنها أن تحرِّض كل طاقات الجسم على العمل بنشاط ومتعة ، وأن تحيي كل الخلايا الجسدية النائمة ، وأن تفتِّح الوعي الدماغي وتنشِّط خلاياه بشكل كبير .
هناك أناس تراهم فيدخل إلى قلبك السرور وينتعش صدرك ، وتحس للقياهم وكأنك تطير من فرط السعادة في الهواء ، لأنهم دوماً يذكرونك بلحظات السعادة . . . وهناك أناس تلمحهم فتشعر بالهم والغم ، وتنسى الدنيا وما فيها ، ولا تصدق متى تبتعد عنهم .
طبعاً الأمر ليس مجرد ابتسامة . . . لا إن الأمر أعمق من هذا بكثير . . . رسم الابتسامة أمر سهل غالباً ، لكن الابتسامة القلبية هي المشكلة . . .
كيف تبتسم في وجه أخيك ضمن إطار من التسامح والتآلف والمودة الخالصة .
الضحك صفة خص الله بها الإنسان وحده ، والضحك هو الشمس التي تزيل الشتاء من وجه الإنسان ، وهو أجمل لغات العالم ، لغة عالمية تفهمها كل شعوب الأرض .
ومن الوجهة العلمية ؛ فإن الضحك يساعد على إفراز أنواع عديدة من الهورمونات مثل الأدرينالين وغيره ، تلك الهرمونات التي تسري مع الدم ، وتتوزع على أعضاء الجسم كافة ، فتنشطها ، وتحدث هذا الأثر الضاحك ، عن طريق تنبيه الغدد والأوعية الدموية والقلبية والرئتين .
والضحك هو العلاج السحري للروح والجسد ، وهو أحد أهم الوسائل لوقاية الإنسان من أمراض القلب . . . ومن فوائده أنه يهدئ الأعصاب ، ويقوي عضلة القلب ، وهو أيضاً رياضة لعضلات الوجه ، لأن الضحك العميق تشترك فيه جميع عضلات الوجه والقلب والرئتين .
ويؤكد الأطباء أن الضحكة التي تخرج من القلب تعادل بمفعولها أكثر من مائة حبة مهدئة .
لذلك فإني بعد هذه المحاضرة أرجو أن نشعر جميعاً بأن نفوسنا قد تغيرت وأن ماضينا إن كان فيه شيء قاتم ، قد خلفناه وراء ظهرنا ، وأن الحياة جميلة جميلة ، ويكفيها الابتسامة الحقيقية لتكون كذلك .
ولا يفوتني أن أشكر الأساتذة الذين تعلمت منهم واقتبست عنهم الكثير من مراجع هذا الموضوع ، وهم الأستاذ القدير نصر الدين البحرة ، والأستاذ شمس الدين العجلاني ، وأترحم على الأستاذ عبد الغني العطري والرحالة عدنان تللو .
أرجو أن تكونوا قد خرجتم بعد هذه المحاضرة متفائلين بنفس جديدة ، ومشبعين بروح عالية من الفكاهة والمرح .
أشكر لكم ظرافتكم الفاتنة التي حبيتموني بها في أثناء هذه المحاضرة ، كما أشكر إدارة النادي العربي لما حباني به من حفاوة .
شكراً لكم جميعاً وإلى اللقاء .