جدث سوء تفاهم بسيط جداً بيني وبين إحدى قريباتي . . . وقد يكون الحق معها ؛ إلا أن حساسيتي الفائقة في تقبل الأمور ، ومبالغتي الهائلة في تفسير الأمور أوصلتني إلى هذا الكلام . . . لذا فإنني أرجو ممن سيحمِّل نفسه عناء قراءة الكلام أدناه ألا يُتعب نفسه في التفكير ، إذ لعل الكلام من باب النسج الأدبي ليس إلا . . . إلا أنني أؤكد أنه حقيقي ؛ وقد كتبته عن ألم . . . وكما قيل العتاب على قدر المحبة ، والصمت بداية الانسحاب . . . وهاأنذا لا أصمت وأتكلم .لأنني فقير ودرويش وآدمي أحياناً ؛ فإنه لا يحق لي أن أنزعج من أحد ، بل أنا الذي أطلب رضا الجميع وأسعى إليه وهم غاضبون علي غالباً .
ولأنني فقير ودرويش فإنه ليس من حقي أن أدقق إلى كلام احد ، ولا يجوز لي أن يلفت نظري شيء ، في حين أن الجميع يحاسبني على كل حرف .
ولأنني فقير ودرويش فإنني يجب أن أغض الطرف عن كل كلمة مسيئة وكل عمل مسيء ، ولا يحق لي أن أشير إلا ذلك ولا أن ألمِّح ؛ وإلا فإن أفواه كثيرة وأقلام سوف تتقاوى علي . . . وإذا تطاولت أكثر فقد تنفجر في وجهي . ولأنني فقير ودرويش فإن رأيي لا ينظر إليه مهما كان جديراً بالتطبيق . ولأنني فقير فإنه لا يجوز لي ان أشارك في نقاش مهم جداً . . . بل تكفيني الأحاديث الضئيلة التي تناسب فكري البسيط وعقلي الصغير . . .
كان علي أن أدرك منذ زمن بعيد أن إفناء نفسي في خدمة الناس سوف تفنيني في نظرهم . . .
كان علي أن أتعلم منذ زمن أن المبالغة في أداء الواجب كالمغالاة في إهماله تماماً .