سبحانك ماأكتر خلقك:
يحكى ان أهل الشام قديما كانوا يتباهون بطبخهم ولايأكلون في المطاعم إلا نادرا جدا,ولا يدعون أحدا إلا على أطباق منزلية.
وكان أحد المتعيشين نصب حلة كبيرة في زاوية الطريق , يطبخ فيها الكوسا المحشي ذلك الطبق الشهير في سوريا, ويبقى يحفر فيها كل صباح ويهئها ليضع فيها قليلا من الارز ويكمل إعادة اللب فيها.
ورغم ان الطبخة كانت سيئة جدا ,لكنها كانت تفرغ آخر النهار وتباع عن آخرها مع رغيف خبز طازج...وساخن.
لذا كان يكرر بسعادة :
سبحانك ماأكثر خلقك...
لكن عراكا جرى في ساحة المرجة يوما ما , سقط على إثرها حذاء أحدهم وقد كان يوضع في مؤخرة النعال حينها بقايا بطانة دولاب السيارات المهترئة,ليبدو أسودا شديد السواد.
وفجاء حضر أحد زبائنه من حوران إثر سقوطه , وكانوا يشتهرون بالعناد:
-إلا هاذي أريدها..سودا وكبيرة..بيتنجانة حلوة وكبيرة..
-ياعمي ماستوت لسا..
فكان البائع بدفع الحذاء للأسفل خشية الفضيحة,وبقي على هذا الحال حتى تجدد الخلاف من جديد وعاد تبادل الأحذية...
ومازال البائع ينادي :
-سبحانك مااُكثر خلقك...

20-3-2013