إهدا إلى .... .....

ثبت منظاره على منخاره و تأمل سيارة الإسعاف التي وصلت لتوها الفناء تطلب الإسراع لإستلام الحالة ، ألقى لفافة تبغه متأففا و مضى خطوات هادئة نحو المريض ،وجهه الشاحب و فحصه الأولي جعله يأمر بدخوله غرفة العناية المركزة ، و التقارير التي وصلت له جعلته يأمر بتجهيز غرفة العمليات لأجراء جراحة قلبية .
شق على قلبه ، رجع إلى الوراء بعينين واسعتين ، تقدم مرة أخرى ، حك جبهته ، لم يصدق ما رأه ، نظر إلى جهاز – عارض نبضات القلب – ليجده يعمل بانتظام ، حاول تكذيب عيناه بلمسه للصخرة التي وجدها مكان القلب ،ليجدها فعلا كذلك !!! .
جن جنونه ، لم ترد عليه حالة كتلك ، تعلم أن القلب دائما عبارة عن كتلة من الشرايين تُكون كومة لحمية دموية في الجانب الأيسر من الصدر ،أما ما يراه الآن يستدعي وجود أساتذته ، الذين وقفوا حائريين أمام تلك الحالة ، لكنهم أجمعوا أنها تحتاج لنقل قلب ، فلم يعد القلب الموجود صالحا للحياة فدقاته متوقفة منذ زمن بعيد و أن مايظهر على الجهاز هو محض إشارات كهربائية ليعمل الجسد بشكل طبيعي .......
تركهم في حيرتهم ، و خرج ليشعل لفافة تبغ أخرى منتبها إلى رجل الأمن الذي فتح البوابة لسيارة الإسعاف القادمة بأقصى سرعة ، هرول الممرضون بالنقالة يحملون فتاة في العقد الثالث ، أشار التقرير المبدئي لفحصه لها إلى عدم إستقرار حالة القلب ، و الوجه الشاحب و الإشارات السريعة على الشاشة السوداء بذلك الصوت المزعج أكدت له ضرورة إجراء جراحة قلبية .
الكنسولتوا الملتف حول الشاب أكد أن حالة الفتاه تسمح بنقل قلبها للشاب و لن يؤثر ذلك على حياتها بل سيكون مفيدا جدااااا لحالتها .
لم يتمالك الطبيب ذهوله عندما جاءته الأوراق ليوقعها بأنه الطبيب المسئول عن الحالتين و علم منها أنهم زوجان ، وقع الأوراق لكنه أضافة ملحوظة لأعفاءه من مهام عمله بعد إنتهائه من الحالتين ، ليعلم متى يمكن أن يمنح شخص قلبه لأخر و يكون ذلك مفيدا جدا له؟! .

السويس 18 آب اغسطس 2011