النص للأستاذة جوانا إحسان أبلحد


وفقراء تلوكُ الحَصى
تسّتلذ طعم الطحالب
ومابَرِحتْ مساءاتها الحزينة
تواصل إقناع ملاكها الصغير
إمكانية التحليق ..
بجناح ٍ واحد رَث الزَغبْ
لسموات الغد الجميل

الشاعرية موهبة وهي مضمون يسكن الشعر كما يسكن النثر

والوزن لباس إن ارتدته الشاعرية استحقت أن تدعى قصيدة .

بين النثر الشاعري وقصيدة التفعيلة خطوة قصيرة تدعى الوزن وهو يكتسب بالعروض.

مع دعوة لدراسة الرقمي أتمنى أن يعجبك نصك بعد لمسات خفيفة .



فقراء يلوكون بعض الحصى = 1 3 1 3 2 3 2 3
يستلذون طعم الطحالبْ = 2 3 2 3 2 3 2
والمساءات ما برحت في أسا...(م).= 2 3 2 3 1 3 2 3
.....ها تواصل إقناع طفل صغير = 2 3 1 3 2 3 2 3 ه
قمْ فإنك تسطيع حتما تطير = 2 3 1 3 2 3 2 3 ه
ذا جناحك رثّ الزغبْ = 2 3 1 3 2 3
طر به نحو ما لا يطيق العربْ = 2 3 2 3 2 3 2 3
أفقِ حلمٍ فإن المعاد اقتربْ= 2 3 2 3 2 3 2 3


والله يرعاك.

--------------

التعليق التالي للأستاذ هيثم الريماوي

القدير خشان
لتسمح لي يا صديقي ، بهذه المداخلة المتواضعة ، وبعد الاستئذان - طبعا - من صاحبة البيت القديرة جوانا
كل الشكر لكثير جهدكم ، وإصراركم عل إثبات وجهة نظركم الأمر الذي نقدره كثيرا
اسمح لي أن أنطلق من مقولتكم : ((الأصوات تتدرج على شريط ممتد من الضوضاء إلى الانتظام الإيقاعي. أين يقع كلام معين على هذا الشريط أمر يرجع تقديره لكل شخص ))
وأيضا من مقولة ابن سنان الخفاجي عندما يتحدث عن حدود الوزن ((والذوق مقدم على العروض. فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه))

لأفترض عدة افتراضات و تساؤلات :
1 موسيقا الكلام مسألة تذوقية أساسا ، قد تتفق أو تخرج عن عروض الخليل ، بالتالي وبافتراض صحة المقولتين أعلاه ، يمكن للاستنتاج المنطقي أن يحدد أن عروض الخليل هو وصف لحالة معينة من موسيقا الكلام ، وليس كل موسيقا الكلام ، بافتراض أن التذوق هو المقياس الأشمل والأوسع من تخصصية العروض

2 بافتراض اتفاقنا – مبدئيا – على أن شاعرية الكلام (شكليا ) هي حدود موسيقا الكلام ، فإن شاعرية الكلام حدودها هي التذوق والعروض حالة متخصصة منها ، ولا تعني التخصصية – طبعا – الرفعة بالضرورة وإنما تعني تحديد حالة خاصة بالتعريف

3 أتفق معكم كثيرا على أن الوزن العروضي هو أحد الحدود الفاصلة بين النثر الشاعري وقصيدة التفعلية ، وأختلف معكم كثيرا عند قولكم ( خطوة قصيرة ) بما يوحي بأن النثر الشاعري (قصيدة النثر ) هي عبارة عن قصيدة تفعيلة ناقصة تحتاج إلى الوزن لتكتمل ، والواقع بأنه ، أولا : هنالك اختلافات كبيرة على الصعيد المعنوي والبنيوي ، ثانيا : إن الخروج عن الوزن الخليلي في النثر الشاعري (قصيدة النثر ) مبني على تأسيس مفهومي للشعر وليس على افتراض منطقة ما دون الشعر للكتابة لافتراض خطوة قصيرة نحو الشعر (القصيدة )

4 عبر التحدث حول المفهوم الموسيقي للكلا م – عموما – نجد أن انضباط الإيقاع الذي يقابله الضوضاء بحسب إشارتكم ، هو عدم التنشيز بحسب التعريف الموسيقي وليس الترتيب بالضرورة وهذا تحديدا - في رأيي – ما دعى ابن سنان الخفاجي للقول بأن (( الذوق مقدم على العروض )) ، والمعنى أن أي قول خارج عن الترتيب الخليلي ، ومقبول تذوقيا أي ليس نشازا على أذن المتلقي ، فإنه يندرج تحت الموزون ، أعتقد هنا أن ابن سنان الخفاجي يوسّع دائرة الموزون من الاشتراط العروضي إلى الاشتراط الموسيقي ، أعتقد هنا مسألة مهمة جدا ومفصلية ، لتحديد مفهوم الشعر ، وبالتالي تحديد مفهوم القصيدة ، لأنه إذا كانت حدود الإنضباط الإيقاعي هي الذائقة كما يرى أستاذنا خشان بقوله ((يرجع تقديره لكل شخص )) وهي ذاتها – أي الذائقة - حدود الموزون كما يرى ابن سنان ، إذا يكون الانضباط الإيقاعي = الوزن ، لتطابق اشتراطهما القبول التذوقي ، فلو بحثنا في التعريف العميق للتنشيز –أي ما هو ضد الانضباط الإيقاعي - ، نجد أنه مرتبط بمدى انسجام الشيء من الأشياء الأخرى وليس بالضرورة أن يكون اللاترتيب نشازا ، بل على العكس فإن تحقيق الانضباط الإيقاعي خارج الراتبة ودون تنشيز هو مسألة إبداعية أكبر وأصعب على القياس من تحقيقها ضمن الرتيب ونوضح بمثال رياضي بسيط

1،1،1،1،2،1،1،1 ......نعلم هنا وبوضوح نشوز وشذوذ الرقم 2 لعدم توافقه مع تكرار رقم واحد
1,18،5،12،25،78،90،102....يمكن للمتفحص هنا أن يدرك أن رقم 18 قد حقق نشوزا لأنه لا يتوافق مع التعداد التنازلي للأرقام من 102 إلى 1
بهذا نعلم أن الخروج عن الانضباط الإيقاعي لا يعني بالضرورة الخروج عن ترتيب محدد وإنما هو خروج عن الانسجام ، وأي انسجام لا نشاز فيه هو انضباط إيقاعي بالضرورة


بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة


لي عودة قريبة إن شاء الله


محبتي
هيثم الريماوي


-----

أخي وأستاذي الكريم هيثم الريماوي
من أمتع المتع عندي المحاورة في اختلاف وجهة النظر مع ذي لب. وقد استمتعت بما تفضلت به وأظن حوارنا سيكون ممتعا فأنت ذو لب وأي لب.


القدير خشان
لتسمح لي يا صديقي ، بهذه المداخلة المتواضعة ، وبعد الاستئذان - طبعا - من صاحبة البيت القديرة جوانا
كل الشكر لكثير جهدكم ، وإصراركم عل إثبات وجهة نظركم الأمر الذي نقدره كثيرا
اسمح لي أن أنطلق من مقولتكم : ((الأصوات تتدرج على شريط ممتد من الضوضاء إلى الانتظام الإيقاعي. أين يقع كلام معين على هذا الشريط أمر يرجع تقديره لكل شخص ))
وأيضا من مقولة ابن سنان الخفاجي عندما يتحدث عن حدود الوزن ((والذوق مقدم على العروض. فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه))

استعملت تعبير الانتظام الإيقاعي ليكون مرنا فيفسره كل حسب رأيه.
وعندما يقول ابن سنان " أن الذوق مقدم على العروض " فهو لا شك يتحدث عن ذوق خاص بشخص أو فئة فيما العروض يوصف متطلبات ذوق عام معرف. ولحسن الحظ فهناك مجموعة من الأذواق لعدد من العروضيين والشعراء الذين استنبط كل منهم بحرا أو بحورا جديدة مما يطيب في ذوقه. ولا شك أن كلا منهم يجد في كلام ابن سنان سندا، بل كل من هب ودب له الحق في هذه الحالة ووفقا لابن سنان ومن منظوره الخاص أن يحكم ذوقه فيما يستطيب. وإليك هذا الرابط الذي أرجو أن ترجع إليه لترى أمثلة عدة يستطيب ذوق كل من أضاف ( بحرا جديدا ) ما أضاف.
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah
قول ابن سنان له وجهان
1- وجه شخصي خاص بكل مبدع أو مبتدع من وجهة نظرة
2- وجه جمعي لا بد فيه من تحديد معايير للذوق، ويأتي العروض في هذا الإطار ليكون المعيار العربي الجامع. ولكن من يريد أن يتخذ من ذوق مجموعة ما معيارا جديدا فعلية تحديد هذه المجموعة وشيئا إن لم يكن معيارا فكالمعيار يميز ذوقها عن ذوق غيرها من المجموعات
3- ولا وجه هنا للقول أن ما يقبله الذوق العربي العام خارج عروض الخليل مقبول، ذلك أن عربا ينقضون مرجعية استمرت قرونا سيتبعون مرجعيات شتى ولن يتفقوا على مرجعية إلا إذا انتسبوا لذات بعينها مخالفة لذاتهم لتملي عليهم مرجعية بعينها، كما حصل مع من بقي من العرب في الأندلس.


ولقائل أن يقول: ولماذا ينبغي أن تكون هناك مرجعية للأمة في وزن الشعر؟ وهنا يتوقف الأدبي ليبدأ الفكري. وعندها لا يتوقف الحديث عند مرجعية الوزن بل تكون هذه المرجعية والدعوة إلى هدمها في سياق هدم مرجعيات شتى لا شك أنك تعلمها.




لأفترض عدة افتراضات و تساؤلات :
1 موسيقا الكلام مسألة تذوقية أساسا ، قد تتفق أو تخرج عن عروض الخليل ، بالتالي وبافتراض صحة المقولتين أعلاه ، يمكن للاستنتاج المنطقي أن يحدد أن عروض الخليل هو وصف لحالة معينة من موسيقا الكلام ، وليس كل موسيقا الكلام ، بافتراض أن التذوق هو المقياس الأشمل والأوسع من تخصصية العروض

موسيقى الكلام تذوقية وعروض الخليل يصف الذائقة العربية الأصيلة التي في سبيل الحفاظ عليها في العروض كما في النحو وضع الخليل العروض والنحو.
وفي الحديث عن موسيقى الكلام، يرتكز عروض الخليل على قاعدة هي أوسع من قوانين العروض ( هرم الأوزان ، التخاب ) ومن خلالهما أمكنني استنباط أوزان جديدة أستسيغها لكن هذا حكمي الشخصي وهي عندي دون بحور الخليل جمالا. ولا أدعو ذلك شعرا بل اقترحت أن أسميه ((الموزون)) تمييزا عن الشعر، ويستوي في ذلك – حسب اقتراحي مع كل ( بحر جديد !!) لا يعجبني. وإذن فليقل من يشاء ما يشاء وليقل إنه أفضل من بحور الشعر ولكن ليحدد ما هي مرجعيته ومن يشاركه فيها.
على أن كل ما تقدم مختص بما أخذ شكل الشعر.
على أن هناك موسيقى في النثر وكتب عن ذلك الكثير، كما ـن وصف العرب للقرآن الكريم ووقعه على أسماعهم بل وما يخالط مشاعر كل منا حين الاستماع إليه لشاهد على ثرائه في هذا الباب. وقد استعمل د. إبراهيم أنيس عبارة النسيج لوصف الةقع القرآني واستعمل الدكتور أحمد كشك عبارة الإيقاع في وصف ذلك.

أنواع موسيقى الكلام كثيرة، ولا تتوقف على الوزن بل مع الوزن تدخل اعتبارات كثيرة في موسيقى الكلام منها انسجام الحروف وتنافرها والقوافي وتناسب التراكيب وغير ذلك، والشعر صنف منها محكوم في حده الأدنى بقوانين الخليل.
فهل كل كلام فيه موسيقى شعر ؟
ولا شك أن كل هذا مختص بالقالب وليس بالمضمون. فللمضمون مقامه ولكن الموضوعية تقتضي التمييز بين المضمون والقالب.


2 بافتراض اتفاقنا – مبدئيا – على أن شاعرية الكلام (شكليا ) هي حدود موسيقا الكلام ، فإن شاعرية الكلام حدودها هي التذوق والعروض حالة متخصصة منها ، ولا تعني التخصصية – طبعا – الرفعة بالضرورة وإنما تعني تحديد حالة خاصة بالتعريف

هنا أمران مطلق ونسبي
أتفق معك في المطلق
وأما الرفعة وضدها فنسبية تعود لمقياس الشخص الذي يصدر الحكم، وفي غياب مرجعية متفق عليها فلكل رأيه ولكل أصحاب مرجعية يتفقون عليها رأيهم

3 أتفق معكم كثيرا على أن الوزن العروضي هو أحد الحدود الفاصلة بين النثر الشاعري وقصيدة التفعلية ، وأختلف معكم كثيرا عند قولكم ( خطوة قصيرة ) بما يوحي بأن النثر الشاعري (قصيدة النثر ) هي عبارة عن قصيدة تفعيلة ناقصة تحتاج إلى الوزن لتكتمل ،

هنا أمران:
حقوقي يستند إلى الأدلة والبراهين ولا حق معك فيه، فهذه الخطوة ليست بالضرورة للأعلى أو الأسفل بل حسب النص هي لليمين أو اليسار. كالقول بأن الانتقال من حي إلى آخر لا يأخذ إلا بضع دقائق بالسيارة
وحساب على النوايا أنت فيه محق. ولا أظن أن استقراءك لنيتي قائم على مجرد الحدس، إذ إن استعمال عبارة ( قصيدة النثر ) فيه إيحاء بسمو الشعر على النثر،. كقولك إن فلانة فيها كرم الرجال، فهذا إيحاء بأن الرجال أعلى مقاما من النساء، وهذا لا يعني بالضرورة أن الإيحاء صحيح. ولكنه مشوب بهزيمة نفسية

والواقع بأنه ، أولا : هنالك اختلافات كبيرة على الصعيد المعنوي والبنيوي ،
صحيح
ثانيا : إن الخروج عن الوزن الخليلي في النثر الشاعري (قصيدة النثر ) مبني على تأسيس مفهومي للشعر وليس على افتراض منطقة ما دون الشعر للكتابة لافتراض خطوة قصيرة نحو الشعر (القصيدة )
أفهم ( تأسيس مفهومي للشعر ) على أنه رديف لكلمة (المرجعية) فإن كان كذلك فأنا أتفق معك فيه.
قل لي ما مرجعيتك أفهم رأيك وأتوقع موقفك

4 عبر التحدث حول المفهوم الموسيقي للكلا م – عموما – نجد أن انضباط الإيقاع الذي يقابله الضوضاء بحسب إشارتكم ، هو عدم التنشيز بحسب التعريف الموسيقي وليس الترتيب بالضرورة وهذا تحديدا - في رأيي – ما دعى ابن سنان الخفاجي للقول بأن (( الذوق مقدم على العروض )) ( أي ذوق ؟ ) ، والمعنى أن أي قول خارج عن الترتيب الخليلي ، ومقبول تذوقيا أي ليس نشازا على أذن المتلقي ( أي متلق ، وماذا إذا اختلف متلقيان؟ ) ، فإنه يندرج تحت الموزون ( يسرني أنني وفقت لهذا التعبير لدلالة محددة قبل اطلاعي على كلام ابن سنان ) ، أعتقد هنا أن ابن سنان الخفاجي يوسّع دائرة الموزون من الاشتراط العروضي إلى الاشتراط الموسيقي ، أعتقد هنا مسألة مهمة جدا ومفصلية ، لتحديد مفهوم الشعر ،

هنا نختلف. ولو قلت يوسع دائرة الكلام الموسيقي الذي يحوي الشعر وغير الشعر لاتفقت معك

وبالتالي تحديد مفهوم القصيدة ، لأنه إذا كانت حدود الإنضباط الإيقاعي هي الذائقة كما يرى أستاذنا خشان بقوله ((يرجع تقديره لكل شخص )) وهي ذاتها – أي الذائقة - حدود الموزون كما يرى ابن سنان ، إذا يكون الانضباط الإيقاعي = الوزن ، لتطابق اشتراطهما القبول التذوقي ، فلو بحثنا في التعريف العميق للتنشيز –أي ما هو ضد الانضباط الإيقاعي - ، نجد أنه مرتبط بمدى انسجام الشيء من الأشياء الأخرى وليس بالضرورة أن يكون اللاترتيب نشازا ، بل على العكس فإن تحقيق الانضباط الإيقاعي خارج الراتبة ودون تنشيز هو مسألة إبداعية أكبر وأصعب على القياس من تحقيقها ضمن الرتيب ونوضح بمثال رياضي بسيط

1،1،1،1،2،1،1،1 ......نعلم هنا وبوضوح نشوز وشذوذ الرقم 2 لعدم توافقه مع تكرار رقم واحد
1,18،5،12،25،78،90،102....يمكن للمتفحص هنا أن يدرك أن رقم 18 قد حقق نشوزا لأنه لا يتوافق مع التعداد التنازلي للأرقام من 102 إلى 1
بهذا نعلم أن الخروج عن الانضباط الإيقاعي لا يعني بالضرورة الخروج عن ترتيب محدد وإنما هو خروج عن الانسجام ، وأي انسجام لا نشاز فيه هو انضباط إيقاعي بالضرورة

المرجعية ثم المرجعية ثم المرجعية
إن كان هذا عن الكلام الموسيقي فأنا أتفق معك
وإن كان عن الشعر وهو نطاق مخصص داخل الإطار الموسيقي وفي قمته فأنا لا آخذ إلا بمرجعية الشعر التي لا تدخل هذا الكلام الموسيقي في دائرة الشعر.
يعني لا يجوز لشخص أن يغير تعريف الشعر ليدخل فيه ما ليس فيه. وإن كان موسيقيا وإن كان رائعا فإنه يوصف بأنه موسيقي رائع وقد يكون أسمى من الشعر، ومثل هذا القرآن الكريم.

بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة


لي عودة قريبة إن شاء الله


محبتي
هيثم الريماوي

هنا يا أستاذي أختلف معك اختلافا لا مهادنة فيه. لأني أجده متجانسا مع تيار فكري سياسي مبدئي هادم لمرجعيات الأمة . هذا التيار يعيد تعريف المعرف من جديد ليهدم مرجعية ويأتي بمرجعية جديدة تنظر للمرفوض في المرجعية المستقرة السابقة.
لن أقارن هذا بفلسطين – وفهمك في هذا كفاية – ولكني سأتناوله فيما هو أخطر وأهم من فلسطين.

إن معظم هذه الآراء وافد مستورد.
قد تقول إن ابن سنان ليس وافدا ولا مستوردا، وكذلك الباقلاني الذي قالوا إنه نظم شعرا بلا قافية، وكذلك بعض قصائد لا تستقيم على عروض الخليل، وكذلك ثورة الزنج بالبصرة التي ألبست لباسا معينا. كل وافد مستورد يلتقط شيئا من التراث وربما يحرّفه والأكيد أنه يضخمه. ليظهر بمظهر الأصل وما هو إلا وافد دخيل.

التفاعل مع الآخر والأخذ عنه ضروري بل واجب بشرط واحد هو أن نتعامل معه بدون مع شعورنا بذاتنا وتميزها، وثقتنا بموقوماتنا الفكرية. هذا الذي يجعلنا نتفاعل مع الآخر بشكل متميز عن تفاعيل جميع الاخرين معه.
فليس على وجه الأرض من يمكن أن يعتبر ندا للآخر الغربي سوى هذه الأمة. ذلك أنها الأمة الوحيدة التي تملك من التميز الفكري ما يجعلها ندا له بل يرشح حضارتها لتكون البديل الجاهز لحضارته عندما يكتشف أنه بحاجة إلى بديل.

الفكر والأدب واللغة أمور من هذا السياق في الصميم.

من هذا العموم نعود لخصوص العروض والشعر. لنتاول الأمر من منظور ثقافتنا وفكرنا
تقول :" بهذا نجد أن مفهوم الشعر سيتسع لحدود الموزون التذوقي وليس حدود الموزون الخليلي ، وبالتالي سيتسع مفهوم القصيدة ليجاري اتساع المفهوم الشعري ، فتكون مجموعة من الأسطر الموزونة تذوقيا عوضا عن مجموعة من الأبيات الموزونة عروضيا ، بهذا أجد أنه ليس هنالك أي خطأ منطقي في تسميات ك ( قصيدة النثر ) او (القصيدة التناغمية ) ، علما بأن الموزون تذوقيا ، يشمل الموزون عروضيا بالضرورة"

ما الذي ليس شعرا حسب هذا التعريف ؟
عندما نزل القرآن اتهم الرسول عليه السلام بأنه شاعر وأن القرآن شعر تهمة نفاها عقلاؤهم، ولم تكن تحتاج لدحضها إلى قرآن يتنزل ومع ذلك فقد أنزل تعالى قوله " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "
فتعريف الشعر شكلا الذي نفاه الله تعالى عن القرآن هو الشعر كما حدده الخليل.
إعادة تعريف الشعر من هذا المنظور إضافة إلى كل النفي الموضوعي لمنطقية إعادة التعريف لها علاقة بالثابت الأهم والأسمى للأمة القرآن الكريم. لأنه سيجعل القرآن الكريم داخلا في هذا التعريف. وما ينطبق هنا على تعبير (قصيدة النثر) ينطبق على تعبير (القصيدة التناغمية)

لاحظ أن كل كلامنا منصب على القالب وهذا حق إذ ليس سواه من موضوع للحوار في هذا المقام .

يرعاك الله.

حول (قصيدة النثر!) - العروض رقمـيّـاً