منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: ملامح مصرية

العرض المتطور

  1. #1
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562

    ملامح مصرية

    اهداء:
    __
    الى مصر العطاء
    الى ابطالها الاوفياء
    الاحياء منهم والشهداء
    اهدى كتابى هذا ...
    ( ابراهيم خليل ابراهيم )
    __________
    تصدير :
    _____
    عرفت ( ابراهيم خليل ابراهيم ) عاشقا لمصر وترابها ونيلها وناسها .. يتحدث عنها بحماس وعشق .. ويعلو صوته عندما يشعر بأن هناك مساسا بها .
    وعرفت ( ابراهيم خليل ابراهيم ) صحفيا من منبت راسه الى اخمص قدميه .. احب الصحافة وذاب فى هواها .. قلمه دائما فى يده .. عقله يفكر فى الخبر والتحقيق والحوار والحديث والصورة .. وقرأت له فى مجلة ( العربى ) الكويتية .. ومجلة ( المنهل ) السعودية .. وجريدة ( المساء ) المصرية .. الخ
    وعرفته عن قرب وتعاون معى عندما كنت رئيسا لتحرير مجلة ( صوت الشرقية ) وجريدة ( الشراقوة ) وجريدة ( الانسان ) فكان مثالا للصحفى النشط الواعى .. يكتب المقال وكل الفنون الصحفية كأروع مايكون .. ومن هنا فلم يكن مفاجئا لى ان يطلب منى كتابة مقدمة لكتابه الاول فهو يملك القدرة على اصدار كتاب كل شهر .. ويتميز بالتنوع فى نفس الوقت
    انه يستطيع ان يصدر كتابا دينيا وكتابا فنيا وكتابا تاريخيا فثقافته المتنوعة امدته بزاد كبير ومتنوع
    وكتابه الذى بين ايدينا يتناول سيرة عدد من رموز مصر تركوا بصمة بل بصمات فى تاريخ بلادنا الممتد .. واعتمد في استقاء معلوماته ليس فقط علي المراجع و الكتب بل استخدم حاسته الصحفية العالية في المقابلات و الحوارات الحية التي اجراها مع بعض هؤلاء الرموز الذين سطروا صفحات ناصعة في تاريخ مصر المعاصر.
    انها بداية مشجعة و طيبة و موفقة ، و اؤكد علي ان ( ابراهيم خليل ابراهيم ) لن يتوقف عندها وانما سوف يتبعها بالمزيد و المزيد .
    وله مني كل التوفيق و النجاح
    بقلم / عبد المعطي احمد
    مساعد رئيس تحرير جريدة الاهرام
    _______________
    تقديم :
    _____
    للاستاذ ( ابراهيم خليل ابراهيم ) الاديب والكاتب الباحث عن الحقيقة فضل في تسليط الاضواء علي شخصيات وطنية مصرية جمع مادتها من لقاءاته بهم وباسرهم ومعارفهم ، تحدثوا اليه وهم مجموعة من ابطال اكتوبر 1973 ويلفت نظر القارئ ان جميع من التقى بهم وانفعل ببطولاتهم المذهلة مثل البطل ( محمد المصري ) صاحب الرقم القياسي العالمي في صيد الدبابات ، والبطل ( محمد عبد العاطي ) صائد الدبابات ايضا ، والبطل ( محمد العباسي ) اول من رفع علم مصر يوم العبور العظيم علي ارض سيناء هم جميعا من محافظة عزيزة علينا الا وهي محافظة الشرقية .. صاحبة التاريخ العظيم في شتى المجالات فقد انجبت الزعيم ( احمد عرابي ) وهو من شخصيات هذا الكتاب ، وايضا ( طلعت حرب ) ابو الاقتصاد المصري ، والشيخ ( عبد الله الشرقاوي ) الذي وقف في وجه المستعمر الفرنسي ، وقائد حركة التطوير بالازهر الشريف
    ويمضي بنا المؤلف الشاب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) منقبا في حقيبة التاريخ ومقلبا الاوراق التي سجلت بالفخر امجاد ابناء مصر المعطاءة ليضعها امام شباب مصر ليكونوا قدوة ونبراسا لهم خلال رحلتهم مع الايام
    ان المؤلف الشاب الموهوب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) يستحق منا كل تقدير لانه لم يكتف باللقاءات الشخصية مع ابطال اكتوبر بل دعم هذا من خلال المراجع والمؤلفات الصادرة عن حرب اكتوبر 1973 بجميع اللغات وذلك من منطلق حبه لوطنه وعشقه للقلم الحر فقد بذل من جهده ووقته الكثير ليخرج الكتاب الي القراء مدعما بالاسانيد والصور والمراجع التي تشهد علي صدق سرده للاحداث وتصويره للبطولات والانجازات لشخصيات مصرية وطنية جمعها حب مصر .
    ان المؤلف الشاب الاديب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) في تقديمه لمؤلفه الاول ( ملامح مصرية ) وضع نصب عينيه قول شاعر الشباب ( احمد رامي ) :
    مصر التي في خاطري وفي فمي
    احبها من كل روحي ودمي
    ياليت كل مؤمن يعزها
    يحبها حبي لها .
    بقلم / فاطمة السيد
    شاعرة وكاتبة صحفية
    بجريدة اخبار اليوم
    وعضو اتحاد كتاب مصر
    _______________
    كلمة .. لا بد منها :
    ________
    رضعت و شربت حب مصر منذ تواجدي علي ظهر الارض ، و اتذكر في طفولتي وخلال حرب الاستنزاف وعند استشهاد احد شباب العائلة .. الشهيد ( عابد حسيني ) بكيت وطلبت التحاقي بالجيش المصري ، و قلت : اريد ان اكون شهيدا او بطلا مثل ( عابد ) فقال لي احد شيوخ العائلة : عندما تكبر سوف يتحقق كل ما تتمناه .
    و مرت الايام وخلال مراحل دراستي كنت اقرا عن ابطال مصر فانحني اجلالا و تقديرا لدورهم العظيم في مسيرة مصر العزيزة ، ومن حسن حظي انني عشت ووعيت انتصارات السادس من اكتوبر 1973 - العاشر من رمضان 1393 وشاء القدر ان التقي بالبطل ( محمد المصري ) صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات ، و البطل ( محمد عبد العاطي ) صائد الدبابات ايضا ، و البطل ( محمد العباسي ) الذي رفع او علم مصري علي اول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم .
    و بالاضافة الي هؤلاء يضم مؤلفي هذا خيرة من اولاد مصر كثيرة العشاق.
    و ادعو الله تعالي ان تتاح لي الفرصة لتقديم بقية احباء مصر وعشاقها .
    المؤلف / ابراهيم خليل ابراهيم
    _________
    كتاب : ملامح مصرية
    للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
    رقم الايداع بدار الكتب و الوثائق
    القومية المصرية 5993/2001

  2. #2
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخوة والاخوات مازلنا مع صفحات كتاب ( ملامح مصرية ) وهيا نستكمل ماجاء به :
    محمد المصرى
    ____________
    صاحب الرقم القياسى العالمى
    فى صيد الدبابات
    _____________
    دمر 27 دبابة بثلاثين صاروحا
    خلال معارك اكتوبر 1973
    ____________
    انتصار السادس من اكتوبر 1973 _ العاشر من رمضان 1393 هجرية سيظل محفورا بايات من نور فى ذاكرة التاريخ لانه قلب موازين الكثير من الخطط العسكرية فالجندى المصرى سطر بطولات عظيمة خلال حرب اكتوبر مما اذهل العالم .. ولاعجب فى ذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام اوصوا بمصر خيرا لان جنودها خير اجناد الارض .. كما سجل اتاريخ شهادات القادة عن براعة ومهارة وكفاءة وعظمة الجندى المصرى .. فالمارشال الفرنسى ( مارمون ) قال بعد توليته قيادة الحلفاء فى حرب القرم : ( لاترسلوا لى فرقة تركية بل ارسلوا لى كتيبة مصرية ) .
    وقال البارون _ بوالكونت _ بعد ان اذهلته معارك الجيش المصرى فى سوريا عام 1832 : ( ان المصريين هم خير من رأيت من الجنود )
    وقال _ نابليون بونابرت _ : ( لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم )
    وقال المارشال ( سيمور ) قائد البحرية الانجليزية اثناء ضرب الاسكندرية ومعقبا على سرعة المدفعية فى الرد من الفتحات التى تم تدميرها : ( رائع ايها المقاتل المصرى ) .
    وقال تابليون الثالث بعد حرب المكسيك : ( قبل ان تصل الكتيبة المصرية الى المكسيك لم نحظ بانتصار واحد وبعد ان وصلت لم نمن بهزيمة واحدة )
    واللورد كنتشر قال بعد انتصاره فى جنوب افريقيا : ( مااكثر المأزق الحرجة التى وجدت نفسى فيها اثناء القتال ولكنى كثيرا مافكرت وانا فى المازق فى شجعانى المصريين وتمنيت ان يكونوا فى جانبى )
    وفى السادس عشر من اكتوبر 1973 قالت التايمز : ( لقد برهن المصريون على مقدرة جنودهم على القتال وقدرة ضباطهم على القيادة وقدرتهم على استخدام احدث الاسلحة )
    ومن جنود مصر البواسل الذين ادوا مهامهم بدرجة كفاءة عالية خلال معارك اكتوبر 1973 البطل ( محمد ابراهيم عبد المنعم المصرى ) الشهير بـ ( محمد المصرى ) الذى دمر 27 دبابة اسرائيلية بثلاثين صاروخا وهو رقم قياسى عالمى فالرقم المسجل لاحد الجنود الروس خلال الحرب العالمية الثانية حيث دمر 7 دبابات للعدو ولذلك اقيم له تمثال بالميدان الاحمر بموسكو كاحد الابطال العظام .. ومن هذا المنطلق _ تعالى _ عزيزى القارىء _ نتعرف على قصة حياة البطل المصرى العربى ( محمد المصرى ) :
    ولد البطل ( محمد المصرى ) فى الاول من يونيو عام 1948 بقرية شنبارة منقلا مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية وهو اكبر اخوانه ( صلاح .. لوزة .. عبد الرحمن .. السيد .. سمية .. المصرى .. طه .. احمد ) وكلهم اشقاء عدا ( المصرى .. طه .. احمد ) .
    التحق الطفل الصغير ( محمد ) بكتاب الشيخ ( ابو وردة ) بالقرية ثم كتاب الشيخ ( عبد الحليم ) فتعلم القراءة والكتابة وحفظ الكثير من سور القرأن الكريم ثم التحق بمدرسة القرية الابتدائية فاعجب به الاستاذ ( عبد الهادى الصعيدى ) ناظر المدرسة وكذلك مدرسوه ( عبد الهادى .. فهمى عبد العظيم .. سيد الطوخى .. محمد عبد الحميد فليفل ) لتفوقه فى الدراسة كما لاحظوا حبه وعشقه لمصر من خلال نظراته الدائمة نحو علم مصر اثناء تحية العلم فى طابور الصباح .
    كان ( محمد ) يذهب كل يوم احد بعد انقضاء اليوم الدراسى الى سوق الاحد .. وهو السوق الاسبوعى لمركز ديرب نجم .. كان يذهب الى والده وجده حيث انهما من الترزية البلدى ومعظم زبائنهما من رواد السوق .. وكان جده يعطيه قرش صاغ ليأكل به فيقول ( محمد ) : وانت ياجدى ؟ فيقول الجد : كلنا سوف نأكل مع امك واخوانك عندما نرجع اليهم .. ومن هنا تعلم ( محمد ) معنى الايثار .
    فى عام 1957 توفى والد ( محمد ) عن عمر يناهز 28 سنة واثناء تشييع الجنازة كان ( محمد ) بمدرسة القرية الابتدائية ، وعند مرورها امام المدرسة نظر من الشباك ليلقي نظرة الوداع علي والده فاذا بمدرس الفصل ( فتحي عيد ) يصفعه علي وجه طالبا منه الجلوس علي الدكة .. فصاح التلاميذ وقالوا : يا استاذ فتحي هذه جنازة والد محمد ، وبعد انتهاء اليوم الدراسي ذهب محمد الي المنزل واخذ اخوانه وقفوا مع رجال العائلة لتلقي العزاء .. وفي صباح اليوم التالي ذهب ( محمد ) الي المدرسة وفي طابور الصباح بفناء المدرسة نادى الاستاذ ( فتحي )علي( محمد ) وقال له : سامحني يا بني : فانا منذ الامس لم اذق طعم النوم ويدي التي ضربتك لا استطيع تحريكها ، فقال محمد بعفوية و براءة الاطفال : انا مسامح يا استاذ .. ثم توالت بعد ذلك رعاية الاستاذ لتلميذه انطلاقا من ادبه الجم و تفوقه الدراسي .
    و ذات مساء قال محمد لجده - والد والده - : يا جدي انا اقول لك .. يا والدي ، واقول لابي .. يا والدي ايضا فما معنى ذلك ؟ فتبسم الجد وقال : يا محمد لقد رزقني الله من الذرية بــ 13 ولدا و بنتا ولكن كل واحد كان يعيش لعمر 13 سنة ثم يتوفاه الله ولكن الوحيد الذي عاش حتي 14 سنة هو والدك ولذا حرصت علي زواجه مبكرا من ابنة عمه ، وفي ليلة الزفاف تناسوا اطفاء الشموع فشب حريق بالمنزل ولكن عناية الله حفظت المنزل بمن فيه .
    ومن عادة اهل الريف عند وفاة الزوج وحفاظا علي الاولاد و الاسرة ولعدة اعتبارات اخري تقوم الاسرة بتزويج ارملة المتوفي من اخيه الذي علي قيد الحياة و الموجود بمنزل العائلة ، و لذا تزوجت ام محمد من السعيد عبد المنعم المصري ورزقه الله من الاولاد بالمصري و طه و احمد .
    بعد حصول محمد علي الشهادة الابتدائية التحق بمدرسة يحيي الاعدادية بديرب نجم ولكنه لم يعش طفولته مثل بقية الاطفال حيث اللعب و المرح و اللهو البرئ فطفولته كانت رجولة ، وفي عام 1963 حصل محمد علي الشهادة الاعدادية ، وفي عام 1967 كان طالبا بالسنة الثالثة الثانوية بمدرسة ديرب نجم وتم تاجيل الامتحانات لمدة اسبوعين بسبب اندلاع حرب الخامس من يونيو 1967 ، وبعد وصوله علي الثانوية تم تجنيده في الرابع و العشرين من شهر سبتمبر عام 1969 وتم توزيعه علي سلاح الصاعقة ، و بعد مرور نصف شهر علي التحاقه بالسلاح تعرض لموقف مازال بذاكرته ففي اثناء الخدمة التي تسبق الفجر كان بجواره احد الجنود من رفقاء السلاح فاذا باذان الفجر وهنا اندهش هذا الجندي عندما سمع الاذان ؟ فقال لمحمد ، هل يوجد اذان للصلاة في هذا الوقت ؟ فقال محمد : يا سبحان الله .. كل الديانات تعلم ان في هذا الوقت اذانا للفجر ، ثم قص ذلك الجندي لمحمد قصته ومفادها انه وحيد والديه وولده ميسور الحال وبالتالي كان مدللا و يسهر كثيرا ثم ينام و الوقت الذي يستيقظ فيه هو الصبح بالنسبة له و يصلي كل الصلوات عدا الفجر ، ولكن الخدمة العسكرية جعلت منه شابا غاية في الالتزام و الانضباط .. و حقا بناء الانسان اصحب من بناء العمارات .
    توالت تدريبات الصاعقة وفى احدى التدريبات لاينسى ( محمد ) ذلك الموقف الذى تعرض له مع مجموعة من الزملاء عددهم تيجاوز 75 جنديا ففى اثناء زحفهم ليلا اصيب الكثير منهم بالدوسنتاريا فاذا بهم يقابلون بعض النباتات الخضراء فقال احد الجنود : هذه حلبة خضراء فأكلوا منها ومع اول ضوء للفجر اكتشفوا ان ماأكلوه ماهو الا نبات البرسيم فتعجبوا ولكن زاد تعجبهم عندما شفيوا تماما من الدوسنتاريا .
    في عام 1969 حصل ( محمد ) علي فرقة الصاعقة وجاء ترتيبه الاول علي الدفعة ثم تدرب مع زملائه علي صواريخ ( جرادبي ) وتم حل فوج الصواريخ التابع لسلاح الصاعقة والحاقه بسلاح المظلات وبالتالي كان تشكيل كتائب الفهد ( الصواريخ المضادة للدبابات .
    في عام 1970 توفيت والدة ( محمد ) وبقيت كلماتها ( خليك راجل يامحمد ) في ذاكرته .
    والبطل ( محمد ) استوعب مع الجنود الابطال والتدريبات العسكرية بصورة ممتازة وخاصة بعد قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس .. فالصاروخ يمر بمراحل ثلاث هي :
    1 ـ زمن تجهيزه
    2 ـ زمن مروره
    3 ـ تدميره للهدف
    وهذه المراحل تحتاج الي 100 ثانية ، والوصول لذلك قال الخبراء الروس ( الجندي المصري يحتاج لعشرات السنين ) ولكن الجندي المصري اختصر هذه المدة الي 40 ثانية فقط
    ويرى البطل ( محمد المصري ) ان قرار طرد الخبراء الروس يمثل احترام العقلية المصرية بصفة عامة ، والعسكرية بصفة خاصة
    وبعد عام 1967 قامت اسرائيل ببناء خط بارليف الحصين من اجل تأمينها والاحتفاظ بالارض المصرية المحتلة هذا بالاضافة الي الساتر الترابي وخراطيم النابالم الموضوعة بقناة السويس والتي تحول سطح المياه الي كتل من لهب النيران الحارقة مما دفع الي غرور اسرائيل وقادتها فقد قال ( موشي ديان ) وزير الدفاع الاسرائيلي : ان هذا الخط سيكون الصخرة التي تتحطم عليها عظام المصريين وسيكون مقبرة الجيش المصري
    وقالت ( جولدا مائير ) رئيسة وزراء اسرائيل : ان تصور عبور القوات المصرية الي الضفة الشرقية يعد اهانة للذكاء .
    ولكن الانسان المصري يرفض الذل والهوان ولذا كان قرار العبور العظيم في السادس من اكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 هـ
    كان البطل ( محمد المصرى ) ضمن موجات العبور الاولى .. وبعد التمهيد النيرانى وعودة طائرتنا بعد تنفيذ مهامها بنجاح استشعر البطل بان الله تعالى سوف يكلل كفاح وجهاد مصر بالنصر كما استشعر انه ذاهب الى الجنة لكنما راودته مسحة من الخوف ليس من لقاء القوات الاسرائيلية ولكن من عدم وصول صاروخه الى الهدف الذى صنع من اجله ولكن تبددت مسحة الخوف بمجرد ان وطات قدماه ارض سيناء لاول مرة فى حياته فنظر بجواره فشاهد قائد الكتيبة البطل ( صلاح حواش ) ساجدا على رمال سيناء فقال له : ماذا بك ياافندم ؟ فقال : انا ساجد لله تعالى شكرا وليس بى اى سوء .. وهذا المشهد رفع من الروح المعنوية للبطل ( محمد المصرى ) .
    وبدأت مهمة البطل ( محمد المصرى ) على جبهة القتال وهى قطع الطريق على الدبابات الاسرائيلية بمعنى انه كمين للقوات الاسرائيلية فالموقع الذى به ليس فيه اصابات لانه محفوف بالمخاطر من كل الجهات فاما حياة او استشهاد .. وبعد اداء المهمة يعود ( محمد ) الى مكان التمركز .. واثناء تواجده بوادى النخيل وبعد هدوء القتال وفى الساعة الثالثة صباحا تسلق زميله الجندى ( شفيق فخرى سوريال ) نخلة لاحضار بعض البلح وبمجرد وصوله الى مكان البلح ( عمة النخلة ) سمع ( محمد ) خبطتين متتاليتين ثم شاهد طيران عمة النخلة فى الهواء وسقوطها على الارض فايقن ان ( شفيق ) قد استشهد فزحف اليه فوجد نصف خوذة ( شفيق ) على رأسه والنصف الاخر قد طار فى الهواء و ( شفيق ) ملقى على الارض ووجهه فى اتجاه السماء ورافع سباطة البلح لاعلى .. فقال ( محمد ) : ماذا بك ياشفيق ؟ فقال : انا بخير ولاتخف فالبلح لم يمسه التراب ..
    وفى يوم السابع من اكتوبر 1973 _ الحادى عشر من رمضان 1393 كانت المواجهة الاولى بين البطل ( محمد المصرى ) وبين الدبابات الاسرائيلية .. ففى الساعة التاسعة صباحا وبوادى النخيل وفى اقل من الزمن المطلوب اطلق صاروخه نحو دبابة اسرائيلية معادية فتحولت الى كومة من النيران فقال قائده البطل ( صلاح حواش ) مسطرة يامصرى .. بمعنى : ان خط المرور من القاعدة الى الدبابة كالخط المستقيم لاعوج فيه .. وفى هذا اليوم بلغ اجمالى الدبابات التى دمرها البطل 4 دبابات .. واصدرت القيادة المصرية 5 بلاغات رسمية من رقم 9 الى 13 اذيع الاول فى الساعة السابعة صباحا والاخير اذيع فى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق ليلا وشملت خسائر القوات الاسرائيلية 30 طائرة و 32 دبابة عدا الدبابات والعربات المدرعة التى تركتها وخسائر الافراد .
    وفى الساعات الاولى لصباح يوم التاسع من اكتوبر 1973 _ الثالث عشر من شهر رمضان 1393 اجتمع داخل شعور البطل ( محمد المصرى ) نقيضان فبعد الاشتباك مع القوات الاسرائيلية وتدمير دباباته واسر الكثير من الاسرائيليين فرح البطل ( صلاح حواش ) وبعد هدوء المعارك احضر زمزمية الماء لرى ظما الابطال وكل بطل كان حريصا على ان يشرب زميله اولا وبمجرد قيام البطل المقدم ( صلاح حواش ) باعطاء الزمزمية الى البطل ( محمد المصرى ) اذا بسقوطه على الارض فزحف اليه البطل ( محمد ) فوجده مصابا بدانة اسرائيلية وقال لمحمد : مصر امانة بين ايديكم يامصرى .. ثم صعدت روحه الى بارئها .. فاهتز البطل ( محمد المصرى ) ولكن سرعان ماتمالك نفسه لان عمله من منطلق العقل والذهن .. وهذا من اصعب الاعمال .
    وجلس ( محمد ) على الرمال يرسم مابمخيلته فاذا باثنين من الجنود المصريين امامه ثم طلبا منه التوجه معهما الى مركز قيادة المعركة بالفرقة الثانية لمقابلة البطل العميد ( حسن ابو سعدة ) فذهب معهما وبمجرد ان شاهده البطل العميد ( حسن ابو سعدة ) قال له : اهلا يابطل .. معى احد الاشخاص وهو الذى طلبك ؟ فقال : من هو ياافندم ؟ وعلى الفور اشار البطل ( حسن ) الى ذلك الشخص الجالس معه .. انه عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الاسرائيلى الذى وقع فى الاسر
    وظل ( عساف) يتأمل البطل ( محمد المصرى ) مدة طويلة ثم امره بالانصراف .. وهنا قال البطل ( حسن ابو سعده ) بعد ان دمرت دبابات عساف وتم اسره طلب منى كوب من الماء ورؤية الجندى الذى دمر دبابته .. وهنا قال البطل ( محمد المصرى ) : الحمد لله .. لقد اخذت بثأر قائدى البطل ( صلاح حواش ) وثأر الشهداء الابرار .. وفى هذا اليوم بلغ عدد الدبابات التى دمرها البطل ( محمد المصرى ) 6 دبابات
    وفى التاسع من اكتوبر 1973 اصدرت القيادة المصرية 5 بلاغات اذيع اولها فى الساعة العاشرة و ( 23 ) دقيقة صباحا واذيع الاخير فى الساعة الخامسة و ( 32 ) دقيقة ليلا وتضمنت البلاغات حصول القوات المصرية على الشاطىء الشرقى للقناة بالكامل وتدمير اللواء 190 مدرع الاسرائيلى واسر قائده ( عساف ياجورى ) وتدمير 102 دبابة اسرائيلية
    وفى الثانى عشر من اكتوبر 1973 تلقى البطل ( محمد المصرى ) الاوامر باحتلال احدى التبات والاشتباك مع القوات الاسرائيلية وتمكن البطل من تدمير 6 دبابات اخرى .. وفى الرابع عشر من اكتوبر قام البطل بتدمير 10 دبابات اخرى واصدرت القيادة المصرية 4 بلاغات عسكرية اذيع اولها فى الساعة الواحدة و ( 55 ) دقيقة صباحا واذيع البيان الاخير وهو برقم 39 فى العاشرة مساء .. وبعد مصرع ( ابراهام مندلر ) القائد العام للمدرعات الاسرائيلية القى وزير الدفاع الاسرائيلى بيانا جاء فيه ( ان اسرائيل تخوض الان حربا لم تحارب مثلها من قبل وهى حرب صعبة ومعارك المدرعات فيها قاسية والمعارك الجوية مريرة وهى حرب ثقيلة بايامها وثقيلة بدمائها )
    بعد قرار وقف اطلاق النار سمح الملازم اول ( فتحي خالد طه ) الذي تولي القيادة خلفا للشهيد( صلاح حواش ) للبطل ( محمد المصري ) بزيارة اهله لمدة ساعات ، وما ان وصل ( محمد ) الي القرية حتي وجد اشاعة تسبقه بانه قد استشهد ، وما ان شاهده اهالي القرية حتي فرحوا فرحا شديدا و خرجوا الي استقباله وبعد ان راي اسرته عاد الي الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية ليستقل اتوبيس العودة لموقعه ومواصلة جهاده و كفاحه و لكنه وجد موقف اتوبيسات ابو خليل خاليا من السيارات و مزدحما بالجنود فتحدث مع مسئول الموقف للتوصل الي حل ثم قصد منزل مدير فرع الشركة فاستقبله الرجل بترحاب وتفهم الموقف فنزل من المنزل وذهب الي موقف الاتوبيسات وجمع كل السائقين من منازلهم و امرهم بتوصيل الابطال الي مواقعهم ، ووصل البطل ( محمد المصري الي موقعه بابي سلطان ثم صدرت اوامر العميد ( محمد عبد الحليم ابو غزالة ) قائد مدفعية الجيش الثاني بتحرك البطل ورفاقه الي منطقة الثغرة ، ثم صدرت اوامر اخري بالتحرك الي منطقة الجفرة بالجيش الثالث الميداني تحت قيادة اللواء ( عبد المنعم واصل ) ، و بعد تجميع كتائب اللواء 128 مظلات تم اختيار 3 من اكفأ موجهي الصواريخ ، وكان البطل ( محمد المصري ) احدهم .. فقد كانت هناك 3 دبابات اسرائيلية مستترة خلف احدي التبات وكانت تطلق طلقات طائشة في اي وقت و في كل اتجاه برغم وقف اطلاق النار .. و لكن اسرائيل لا تحترم القرارات و القوانين .
    و تقدم الضارب الاول و اطلق صاروخه علي الدبابة الاولي فتحولت الي كومة من النيران ، واطلق الضارب الثاني صاروخه نحو الدبابة الثانية ففرت هاربة بعد اصابتها ، وجاء دور البطل ( محمد المصري ) و لكن الدبابة التي كانت من نصيبه تخندقت فلم يظهر منها الا فتحة الماسورة اما برجها فحر الحركة ، و لكن البطل ظل مرابطا لها علي مدار 36 ساعة بلا نوم او طعام او شراب لانه استشعر بان هناك رباط من نوع خاص بينه و بين هذه الدبابة ، و بمجرد ظهور ثلث ماسورة الدبابة قام باطلاق صاروخه علي فواهة الماسورة فانفجرت فهلل الجنود و صاحوا ( الله اكبر ) ابتهاجا و احتفالا بتدمير الدبابة و كفاءة اداء ابن مصر البطل ( محمد المصري ) وبعد نصف ساعة حضر للموقع البطل ( عبد المنعم واصل ) وقدم تهنئته للبطل واعطاه 10 جنيهات مكافأة له و قال له : والله يا بطل ما في جيبي غيرها ، ثم احتضنه .. فاهتز البطل لهذا الموقف النبيل .
    ويرى البطل ( محمد المصري ) ان الجندي في المعركة كالقاض علي منصة القضاء ، فالقاضي لارقيب عليه الا الله تعالي وضميره ولذا كان البطل حريصا علي توصيل الصاروخ الي الهدف الذي صنع من اجله لأنه يعلم ان ثمن الصاروخ من قوت الشعب المصري فإذا لم يصل الصاروخ الي الهدف انعدم الضمير واذا لم يستشعر لذة العمل فلن يصل الي الناس ، فالمعركة روح وضمير ، ولذلك دخل البطل ( محمد المصري ) التاريخ من اشرف الابواب .. فهو صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير الدبابات وهو ايضا صاحب اعلى معدلات الاداء فبثلاثين صاروخا دمر 27 دبابة اسرائيلية منها دبابة عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع اسرائيلي .
    ولأن البطولة التزام فقد قام البطل محمد المصري باتمام زفاف اخوانه واخواته واثرهم علي نفسه .

    اما اسباب عدم القاء الضوء علي انجازات البطل ( محمد المصري ) بعد انتهاء معارك 1973 مباشرة وعدم تكريمه ضمن الابطال المكرمين خلال الجلسة التاريخية بمجلس الشعب يوم الثامن عشر من شهر فبراير عام 1974 فذلك يرجع الي :
    ـ ان البطل ( محمد المصري ) لم يكن من صلب تشكيل الفرقة الثانية بل كان احتياطيا ( م . د ) للواء 120 مشاه
    ـ تنقل البطل من الفرقة الثانية الي منطقة ( ابو سلطان ) بناء علي اوامر من العميد ( محمد عبد الحليم ابو غزالة ) وبالتالي كان ضيفا علي المكان .
    ـ كان البطل من صلب تشكيل اللواء 128 مظلات وهذا اللواء معظمه لم يدخل الحرب علي الجبهة فالفصيلة الثانية من السرية الثانية من الكتيبة 41 فهد هي التي اشتركت في القتال علي الجبهة .. وهي فصيلة البطل .اما بقية افراد اللواء 128 مظلات تم تكليفهم بحماية منطقة قنا وتأمين السد العالي ولذا اطلق عليه ( اللواء قناوي )
    ـ استشهاد المقدم ( صلاح حواش ) القائد المباشر للبطل ( محمد المصري )
    ولكن بعد حصر انجازات البطل من قبل الجهات المعنية تم تكريمه حيث طلب الرئيس ( محمد انور السادات ) من المشير ( احمد اسماعيل ) وزير الحربية الحضور بصحبة البطل ( محمد المصري ) الي منزله بالجيزة .. وفي الموعد المحدد كان البطل مع وزير الحربية بمنزل الرئيس السادات ، وصافحه الرئيس السادات ثم احتضنه وقال له : انت زعلان يامحمد لعدم تكريمك في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب ؟ فقال البطل : لا ياافندم فأنا اديت واجبي نحو وطني في فترة من فترات عمري ويكفيني فخرا ان سعادتك تستقبلني في بيتك وهذا شرف لي .
    فقال الرئيس السادات : اذا لم تكن الدولة قد كرمت في مجلس الشعب فانا اكرمك في بيتي .
    ثم قام الرئيس السادات بتقليد البطل ( محمد المصري ) وسام نجمة سيناء
    وهذا هو نص ماجاء فى فى وثيقة التكريم :
    _____
    من انور السادات
    رئيس جمهورية مصر العربية
    الى عريف / محمد ابراهيم عبد المنعم المصرى
    من القوات البرية
    تقديرا لما قمتم به من اعمال بطولية خارقة تدل علي البسالة النادرة و القدرة الفازة و التفاني في القتال و ذلك في القتال المباشر مع العدو في ميدان القتال .. قد منحناكم وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية .
    و امرنا باصدار هذه البراءة ايذانا بذلك
    تحريرا بقصر الجمهورية بالقاهرة
    في اليوم السابع و العشرين من شهر المحرم
    لسنة الف و ثلاثمائة و اربع و تسعين من هجرة خاتم المرسلين
    19 فبراير 1974
    ______
    كما تم تكريمه من قبل المشير احمد اسماعيل واللواء يوسف صبري ابو طالب
    وهذا ماجاء في تقدير اللواء ( يوسف صبري ابو طالب ) مدير مدفعية القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت :
    _____
    جمهورية مصر العربية
    وزارة الحربية
    ادارة مدفعية القوات المسلحة
    شكر وتقدير
    الي الرقيب / محمد ابراهيم عبد المنعم المصري
    يسرني ان اقدم لكم شكري وتقديري علي المجهود المخلص الذي بذل خلال معارك اكتوبر المجيدة والبطولات التي احرزتها في تدمير دبابات العدو
    واني ادعوكم الي مواصلة الجهد لرفعة سلاحنا العتيد وقواتنا المسلحة الباسلة
    وفقنا الله جميعا لخدمة وطننا العزيز
    لواء / يوسف صبري ابو طالب
    مدير مدفعية القوات المسلحة
    ___

    وفى فبراير عام 1974 تم تكريم البطل فى احتفال اقيم خصيصا بقيادة وحدات المظلات فى حضور المشير احمد اسماعيل .. وفى الخامس من يونيو عام 1975 كان البطل فى احتفالية عودة افتتاح قناة السويس امام الملاحة العالمية والتى حضرها الرئيس السادات وابطال اكتوبر وبعض الاشقاء العرب والقيادات السياسية والعسكرية والشعبية .. وعادت القناة امام الملاحة العالمية من جديد وغنى الشعب المصرى والعربى مع العندليب عبد الحليم حافظ :
    رجعنا اللى راح يابلدنا
    وفردنا الشراع يابلدنا
    وبعزم الرجال يابلدنا
    خطينا المحال يابلدنا
    قالها الزعيم من غير مايحلف
    عمر الزعيم مايقول ويخلف
    لابد حتعود القناة
    وتعود ليها تانى الحياة
    وادى الامل فوق الشراع
    عالى جاب كل اللى ضاع
    جاتله الشعوب من كل وادى
    جت بالهنا تشارك بلادى
    واجرت وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية احاديثا مع البطل ( محمد المصرى ) وذلك تكريما له واحتفالا بنصر اكتوبر الخالد ,, ولاينس البطل الحديث الاذاعى الذى اجرته معه الاذاعية ( امال فهمى ) لبرنامجها الشهير ( على الناصية ) بالبرنامج العام فقد خصصت حلقة كاملة للبطل واثناء التسجيل حضرت مواطنة مصرية الى الاذاعية ( امال فهمى ) وقدمت خطابا يتضمن شيكا بمبلغ من المال تبرعا لمعهد القلب والقصر العينى وطلبت هذه السيدة عدم ذكر اسمها بالبرنامج .. وهنا قالت الاذاعية ( امال فهمى ) للبطل ( محمد المصرى ) : كيف ترى مصر ؟ فقال : فى الخطاب الذى معك
    وفى الاول من شهر يناير عام 1975 ترك البطل الخدمة بالقوات المسلحة وتم تعيينه بقسم مراجعة الايرادات بمجلس مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية
    وفى العاشر من شهر يوليو عام 1979 تم زفاف البطل ( محمد المصرى ) على ابنة عمه السيدة ( عفاف عبد الفتاح المصرى ) ورزقهما الله من الابناء بحسام وعلية وهشام
    هذا وقد انتقل البطل ( محمد المصرى ) للعمل بمجلس مدينة ابو المطامير بمحافظة البحيرة وترقى حتى وصل مديرا عاما للعلاقات العامة.
    فيابطلنا .. يامن بنيت
    للكرامة اعلى واعظم صرح
    التاريخ سوف يقول عنك الكثير
    وسوف يطول الشرح
    ________
    _اجرى المؤلف حوارا مطولا مع البطل ( محمد المصرى )
    لمجلة ( صوت الشرقية ) ونشر فى العدد 423 صدور شهر اكتوبر 1999
    كما تحدث عن بطولاته فى العديد من الاذاعات المصرية والعربية
    _كتاب : ملامح مصرية
    للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
    رقم الايداع بدار الكتب والوثائق
    القومية المصرية 5993/2001

  4. #4
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ( البطل محمد المصرى مع الكاتب ابراهيم خليل ابراهيم عند دبابة عساف ياجورى التى دمرها ومازالت موجودة فى الفردان مكان تدميرها )

  5. #5
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخوة و الاخوات مازلنا مع صفحات كتابي ( ملامح مصرية ) وفي هذه الحلقة سوف نتحدث عن :
    البطل / محمد عبد العاطي :
    _____
    هو بطل من الابطال الذين ضربوا اروع الامثلة في الوطنية و البطولة و مهارة القتال خلال معارك اكتوبر 1973 وهو صاحب الرقم القياسي الثالث العالمي في تدمير الدبابات .
    قصة حياة البطل ( محمد عبد العاطي ) تبدا من قرية شرقاوية هادئة تتبع مركز منيا القمح وهي قرية ( شيبة قش ) التي اخذت اسمها من منزل القش الذي اقامه الحاج ( شيبة ) لاقامته و معيشته فكان بذلك اول انسان اسس كوخا من القش ثم قلده الاهالي ثم بنيت المنازل من الطوب اللبن .. ومنزل بجوار منزل صنع قرية ( شيبة قش ) .
    و في الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1950 استقبلت اسرة الحاج ( عبد العاطي عطية شرف ) مولودا جديدا هو ( محمد ) اخر العنقود كما يقولون .. فاخوانه و اخواته هم : عبد الحميد و عطية و فاطمة و حميدة وكلهم اشقاء عدا حميدة .
    تعلم محمد مبادئ القراءة و الكتابة في كتاب القرية ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالقرية ، و كان يستذكر دروسه علي لمبة الجاز و يحرص علي الصلاة في وقتها .
    في يناير عام 1960 توفي الحاج ( عبد العاطي ) والد محمد ، وبعد وفاة والده حصل علي الشهادة الابتدائية بتفوق ، وكان محمد حريصا علي ممارسة بعض الهوايات كالسباحة وكرة القدم و التصويب علي اهداف مختلفة فكان يقف مع زملائه علي مسافة معينة من الاشجار ثم يقوم بالتصويب عليها بقطعة الطوب ، و في الذكرى الثانوية للشيخ جودة عيسى و التي تقام بمنيا القمح كان محمد يمارس هواية الرماية بالبندقية الرش علي عربة البمب وكان سريع الاصابة للهدف .
    حصل محمد علي الشهادة الاعدادية من مدرسة منيا القمح بمجموعة 83 % فكافأه اخوه عبد الحميد بدراجة كي يذهب بها الي مدرسة منيا القمح الثانوية الزراعية والتي التحق بها .
    وفى صباح الخامس من يونيو عام 1967 كان ( محمد ) فى الاجازة الصيفية فذهب مع بعض ابناء قريته الى معسكر منظمة الشباب بالمنشية الواقعة بين الزقازيق وبلبيس فشاهد طائرة حربية مشتعلة ثم سقطت بالقرب من المعسكر فهلل وكبر مع زملائه ابتهاجا بتدمير الطائرة الحربية الاسرائيلية .
    وفى عام 1969 حصل على دبلوم الزراعة بمجوع 74 % والذى يؤهله للالتحاق بكلية الزراعة ولكنه اكتفى بالدبلوم نظرا للظروف المالية للاسرة
    وفى الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 1969 تم تجنيده بالقوات المسلحة وكان يتمنى ان يلتحق بسلاح الصاعقة ولكن جاء توزيعه على سلاح المدفعية المضادة للدبابات وبعد التدريبات اللازمة تم توزيع الجنود على الاطقم وكان دور محمد يتمثل فى توجيه الصواريخ واظهر تفوقا ملحوظا خلال التدريبات ولذلك حصل على ترقية حيث رقى الى ( عريف ) وفى تدريبات الضرب على الاهداف الهيكلية حصلت كتيبته 35 مقذوفات موجهه ( مضادة للدبابات ) على المركز الاول فاعجب به اللواء سعيد الماحى مدير المدفعيةوالعقيد محمد عبد الحليم ابو غزالة والعقيد على فهمى قائد مدفعية الفرقة 16 ولذلك تمت ترقيته الى ( رقيب )
    وفى نوفمبر عام 1970 الحقت الكتيبة 35 على مدفعية الفرقة 16 بالجيش الثانى الميدانى .. وفى السادس من شهر ابريل عام 1971 اشترك محمد فى مشروع الرماية بالاسلحة الحية واظهر تفوقا رائعا فاعجب به اللواء محمد احمد صادق رئيس اركان القوات المسلحة الذى قرر ترقيته الى وكيل رقيب اول ومنحه مكافاة مالية قدرها عشرة جنيهات .. ثم تسلم الرائد عبد الجابر احمد على قيادة الكتيبة التى بها محمد عبد العاطى .. وفى اوائل عام 1972 وفى احدى المشاريع الخاصة بالرماية تمكن محمد من اصابة هدفين احدهما متحرك والاخر ثابت فامر المقدم عبد الجابر احمد معاملة محمد معاملة الضباط .. وفى صيف عام 1972 كان محمد فى اجازة فطلب من اخيه الاكبر عبد الحميد ان يذهب معه الى منزل عمهما عبد الدايم السيد شرف لطلب يد كريمته ( محاسن ) وبعد الموافقة قدم الشبكة وارجأ عقد القران حتى ينتهى من الخدمة العسكرية .. وواصل محمد التدريبات العسكرية مع الجنود وعلى الجانب الاخر عاشت اسرائيل فى غرور فقد قال حاييم بارليف .. صاحب خط بارليف الحصين : لقد كلفنا خط بارليف 5 مليارات من الدولارات ووضعنا فيه خبرة ثلاثين خبيرا من اسرائيل وامريكا والمانيا وصنعناه ليكون حاجز امن وخطا دفاعيا دائما ورادعا لمصر .
    وتوالت الايام وعندما علم البطل محمد عبد العاطى فى يوم السادس من اكتوبر 1973 بان ساعة الحسم قد حانت اخذ حماما باردا ثم ارتدى الزى العسكرى وشعر كانه ذاهب لحفل عرس ...وفي الساعة الثانية و خمس وخمسون دقيقة بعد ظهر يوم السادس من اكتوبر 1973 استقل البطل محمد عبد العاطي مع ثلاثة اطقم صواريخ مالوتيكا فهد مجنزرة برمائية فوق سيارة مصفحة للتوجه الي حافة القناة علي الضفة الشرقية وفي الساعة الرابعة عصرا كان محمد و رفاقه علي بعد عشرين مترا من خط السكة الحديد القديم و الذي كان يصل بين القنطرة شرق شمالا وعيون موسى جنوبا ، وفي الثامن من اكتوبر صدرت اوامر قائد الكتيبة الي محمد ورفاقه بتغيير موقع القتال فانتقلوا الي الموقع الجديد فاذا بمحمد يشاهد مجموعة دبابات اسرائيلية قادمة نحو الموقع وما ان دخلت مرمى النيران حتي اطلق صواريخه عليها فتحولت الي كومة من اللهب و بلغ مجموع ما دمره في هذا اليوم الي 9 دبابات اسرائيلية
    و في التاسع من اكتوبر 1973 لمح مجنزرة اسرائيلية محملة بقوات الكوماندوز فتعامل معها و دمرها تماما ، و في الظهيرة قاموا بتدمير 3 دبابات اسرائيلية ، و في الثاني عشر من شهر اكتوبر 1973 استطاع محمد من تدمير 3 دبابات اخري و من المدرعات التي تعامل معها البطل محمد عبد العاطي مقدمة اللواء 190 مدرع الاسرائيلي ، و تمر ايام القتال و تتوالي اقتناصات البطل محمد عبد العاطي للدبابات الاسرائيلية حتي وصل مجموع ما دمره الي 23 دبابة اسرائيلية ، وعندما اعلنت نتيجة الحائط مجيئ يو 21 اكتوبر 1973 اذا بمحمد و قيادة اللواء يشاهدون مجنزرتين اسرائيليتين فاطلق محمد صاروخه نحو المجنزرة الاولي فاصابها اصابة مباشرة وما هي الا ثوان حتي اصاب الثانية ايضا .

    وبعد انتهاء الحرب بدا تكريم البطل محمد عبد العاطي حيث سجل لبرنامج ( حديث الذكريات ) حلقة كاملة و اذيعت باذاعة صوت العرب وتمت اعادتها اكثر من مرة تلبية لرغبة الشعب المصري و العربي ، وفي ديسمبر قام بقص شريط افتتاح معرض الغنائم الذي اقيم بارض الجزيرة بحضور القيادات العسكرية و السياسية و الشعبية ووسائل الاعلام ووكالات الانباء ، وتم افتتاح المعرض علي صوت الفنان ( محمد نوح ) الذي غرد بكلمات الشاعر ( ابراهيم رضوان ) :
    مدد .. مدد .. مدد
    شدي حيلك يا بلد
    ان كان في ارضك مات شهيد
    في غيره بكرة بيتولد
    مدد .. مدد .. مدد
    شدي حيلك يا بلد
    وفي اوائل عام 1974 قام المهندس محمد ايوب محافظ الشرقية بتكريم البطل محمد عبد العاطي بمسقط راسه في حضور القيادات السياسية و الشعبية بالمحافظة ، كما كرمه اللواء مصطفي علواني محافظ اسوان و جد السباحه رانيا علواني
    حيث دعاه لزيارة اسوان و معالمها السياحية و الاثرية ، و قام بقص شريط معرض الغنائم
    الذي اقيم باسوان ، و في الثامن عشر من فبراير عام 1974 تم تكريم البطل محمد عبد العاطي ضمن الابطال المكرمين في الجلسة التاريخية لمجلس الشعب بحضور الرئيس السادات و الرئيس الليبي معمر القذافي و الرئيس الزائيري موبوتو سيسكو و اللواء طيار محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس اركان حرب القوات المسلحة و اللواء محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي و اللواء فؤاد ذكري قائد البحرية و اللواء احمد بدوي قائد الجيش الثالث الميداني ، و قادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة و الوزراء و اعضاء مجلس الشعب .. الخ .
    و في البداية القي السيد حافظ بدوي رئيس مجلس الشعب كلمة الافتتاح ثم تحدث الرئيس السادات و القي خطابا تاريخيا مطولا .. ثم بدا تكريم الابطال ومنحهم نجمة الشرف العسكرية التي نال شرفها البطل محمد عبد العاطي وخلال الاحتفال اعلن الرئيس الليبي معمر القذافي عن منحه وسام الشجاعة الليبي لكل الابطال المكرمين ...
    وهذا هو نص ماورد فى وثيقة التكريم :
    _____
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من انور السادات
    رئيس جمهورية مصر العربية
    الي وكيل رقيب اول مجند /محمد عبد العاطي عطية .. من القوات المسلحة الجيش الثاني .
    تقديرا للاعمال البطولية التي قمتم بها في حرب العاشر من رمضان سنة 1393
    قد منحناكم وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية و امرنا باصدار هذه البراءة ايذانا بذلك
    المحرم الف وثلاثمائة و اربع و تسعين من هجرة خاتم المرسلين .
    19 فبراير 1974
    رئيس ديوان رئيس الجمهورية
    حسن احمد كامل_
    ______
    وهذا نص وثيقة وسام الشجاعة الليبي :
    ______
    الجمهورية العربية الليبية
    مجلس قيادة الثورة
    وسام الشجاعة
    الي الرقيب أ / محمد عبد العاطي عطية
    تقدمت صفوف القوات المسلحة المصرية الباسلة واهبا روحك ودمك يوم العاشر من رمضان العظيم فكنت طليعة الزحف المقدس نحو تحرير وطننا العربي
    وايمانا بوحدة النضال العربي وشعورا باتصال يومين من ايام المجد والفخار في مسيرة امتنا العربية ، يوم تفجير ثورة الفاتح من سبتمبر المجيد ، ويوم العبور في العاشر من رمضان العظيم .
    وتقديرا للشجاعة والتضحية والفداء في مواجهة عدو الامة العربية ، واعتزازا وفخرا بابطال العبور فان مجلس قيادة الثورة قرر منحكم وسام الشجاعة .
    صدر في 27 محرم 1394 هـ
    19 فبراير سنة 1974 مـ
    مجلس قيادة الثورة
    ____
    وفي 25 اغسطس 1974 تم تكريم البطل محمد عبد العاطي ودفعته من المجندين الذين انتهت مدة خدمتهم العسكرية واطلق علي هذه الدفعة ( دفعة عمران )
    وفي اول سبتمبر عام 1974 ترك البطل محمد عبد العاطي الخدمة العسكرية ووزعته القوة العاملة للعمل بمؤسسة استزراع وتنمية الااضي المستصلحة بالحامول بمحافظة كفر الشيخ ومكث بها سنة ثم نقل الي صان الحجر ثم الي مديرية الزراعة بالزقازيق ومنها الي الادارة المركزية لشئون التقاوى بمنيا القمح ثم مفتشا بالادارة .
    وبعد ان استقر البطل محمد عبد العاطي في عمله اتم زفافه علي ابنة عمه ( محاسن ) ورزقهما الله من الابناء بوسام وعصام واحمد وبسمة .
    وفي عام 1990 قام اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية بتكريم البطل محمد عبد العاطي ، وفي عام 1993 اجرت مجلة الشباب حوارا مع البطل محمد عبد العاطي في ذكرى انتصارات السادس من اكتوبر وفي نهاية الحوار سئل البطل عن امنياته ؟ فقال : الستر وحج بيت الله الحرام ، وقد علق علي ذلك الكاتب الصحفي الكبير محمود السعدني في عموده ( اما بعد ) وبعد اسبوع من النشر اذا به يتصل بالبطل ويخبره بتحقيق امنيته حيث قام كلا من : سليمان العبدان وسعد الدين قطب ممثلا الحرس الوطني السعودي بمصر باتمام كافة ترتيبات تحقيق امنية البطل ، وسافر الي المملكة العربية السعودية فوجد في استقباله الامير عبد الله بن عبد العزيز .
    وفي عام 1997 تم تكريم البطل ضمن الحاصلين علي اوسمة عن حرب اكتوبر 1973 وذلك في احتفال اقيم بالزقازيق بحضور الدكتور حسين رمزي كاظم محافظ الشرقية .
    وكل هذا ليس بالكثير علي ابن من ابناء مصر حمل روحه علي كفه ووهب حياته لمصر وقرر اما الشهادة او النصر ، وحفر بقلبه كلمات الشاعر حسين السيد :
    مصر يا ام الدنيا
    يا حبيبتي يابلدي
    قلبي وروحي وعقلي
    يا حياتي يا بلدي
    _____________
    -اجرى المؤلف ( ابراهيم خليل ابراهيم )
    حوارا مطولا مع البطل و نشر في مجلة
    صوت الشرقية العدد 411 صدور اكتوبر 1998
    كما تحدث عن بطولات البطل في الاذاعة التعليمية
    واذاعة الشباب و الرياضة و اذاعة القاهرة الكبرى
    و اذاعة وسط الدلتا .
    -كتاب : ملامح مصرية
    للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
    رقم الايداع بدار الكتب والوثائق
    القومية المصرية 5993/2001

  6. #6
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( البطل محمد عبد العاطى مع الكاتب ابراهيم خليل ابراهيم )

  7. #7
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخوة والاخوات : مازلنا مع صفحات كتاب ( ملامح مصرية ) واليوم نعرض الصفحات التي تتحدث عن :
    البطل / احمد حسن :
    _______
    انتصارات السادس من اكتوبر 1973 جاءت نتيجة للاستعداد والعلم والتخطيط والذكاء المصري ، فقد اثبتت حرب الاستنزاف التي جرت فور الخامس من يونيو 1967 ان المثابرة والعزيمة هما الضمان الرئيسي للنجاح ، وفي الرابع والعشرين من شهر ابريل عام 1972 امر الرئيس السادات بتعين محمد حسني مبارك قائدا للقوات الجوية فاعاد تنظيم سلاح الطيران المصري واعد كوادر جديدة تمهيدا لرد الاعتبار للسلاح والطيران المصري بعد ضربة الخامس من شهر يونيو 1967 ، وتواصل الاعداد والعمل وعندما جاءت ساعة الحسم يوم السادس من اكتوبر 1973 قام الطيران المصري بضرب مطارات وممرات ومراكز الارسال والعديد من الاهداف والمواقع الاسرائيلية وقد حققت هذه الضربة اكثر من 90 % من اهدافها ، كما شاركت المقاتلات القاذفة في دك حصون خط بارليف الحصين ، كما شكلت المقاتلات مع صواريخ الدفاع الجوي جدار الحماية حول المطارات والمنشآت الحيوية والمدن المصرية لصد اي هجوم عليها ، كما نجحت تشكيلات الهيلوكبتر في اسقاط رجال الصاعقة وعمليات الابرار في عمق سيناء ، وواصلت عمليات الامداد للوحدات خلال المعركة ، وكانت الضربة الجوية مفتاحا للنصر .. نعم فالقوات الجوية قدمت للعالم والعسكرية مقاييس جديدة في حروب القوات الجوية التي بهرت واذهلت العلم فعلي سبيل المثال :
    ـ حقق الكثير من الطيارين المصريين 6 طلعات وايضا 7 طلعات في اليوم ضاربين بذلك الرقم القياسي في العالم وهو 4 طلعات .
    ـ الزمن التقليدي لأي اشتباك جوي لايزيد علي 7 الي 10 دقائق ولكن في معارك اكتوبر 1973 دامت بعض المعارك الجوية التي تركزت حول بورسعيد ويقرب من 50 دقيقة وهذا يرجع الي تعدد الطائرات الاسرائيلية المعادية التي بلغت احيانا 60 طائرة .. فضلا ..عن توفر الوقود لدى الطائرات المصرية لأن المعارك الجوية كانت تتم فوق مناطق غير بعيدة عن مطاراتها .
    ـ في عام 1967 تباهت اسرائيل بالرقم القياسي للمدة اللازمة لاعادة تزويد الطائرات بالوقود والذخيرة وهو 8 دقائق ولكن في اكتوبر 1973 سجل ابطال مصر الرقم القياسي وهو 6 دقائق .
    ـ خلال معارك اكتوبر 1973 لم يتعطل مطار مصري واحد او قاعدة جوية واحدة اكثر من 6 الي 8 ساعات وذلك لسرعة مهندسي المطارات في اصلاح المطارات .
    ـ كان تدمير الدبابة الواحدة في جداول التدمير النظرية يستلزم من 2 الي 3 هجمات طيران ، ولكن نسور مصر الابطال تمكنوا في معارك اكتوبر 1973 من تدمير اكثر من دبابة في هجمة واحدة .
    ـ التشكيلات الجوية للطيران المصري حققت ارقاما خرافية في عدد الطلعات خلال ايام قليلة في معارك اكتوبر 1973 .
    ـ اثبت طيارونا الابطال ما قاله المشير احمد اسماعيل ( السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح ) فقد قامت طائرة ميج 17 باسقاط طائرة فانتوم والتي كانت تتباهى بها اسرائيل .
    ويقول اللواء اركان حرب احمد عبد الغفار حجازي : بعد دخول الطيران المصري يوم السادس من اكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393 هـ في الجانب الشرقي بدأ هدير المدافع المصرية فقام 2000 مدفع في الساعة الثانية ظهرا باطلاق 175 طلقة في الثانية .. اي : في الدقيقة الاولي تم اطلاق 10500 دانة علي خط بارليف ، واستمر هذا القصف لمدة 53 دقيقة متواصلة ، وكان هذا غطاء للمشاه والمدرعات التي كانت درعا للقوات المصرية في الجانب الشرقي لقناة السويس .
    ومن ابطال الدفاع الجوي الذين سطروا حروف اسمهم باسمى ايات الشرف البطل ( احمد حسن ) وسجلات البطل تقول : انه تعلم بالمدرسة الابتدائية ثم الاعدادية ببيشة قايد مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية ثم التحق بمدرسة الزقازيق الثانوية ، وبعد حصوله علي الثانوية العامة بتفوق التحق بكلية الطب ولكنه تركها بعد سنتين من الدراسة والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1962 وفي نفس العام التحق بمدرسة المدفعية الجوية وجاء ترتيبه الرابع بتقدير ( جيد جدا ) ثم سافر الي الاتحاد السوفيتي للتدريب علي صواريخ سام 5 وبعد عامين عاد الي مصر وتولى احدى كتائب الدفاع الجوي .
    وعندما علم البطل احمد حسن بساعة الحسم يوم السادس من اكتوبر 1973 فرح فرحا شديدا لأنه كان ينتظر هذا اليوم لرفع الكرامة المصرية والعربية الي عنان السماء ، وخلال معارك اكتوبر تمكن من اسقاط 13 طائرة من الطائرات الاسائيليةة منها 4 في جولة واحدة .
    وعن بطولاته تحدثت وسائل الاعلام حيث كتب عنه الكاتب الصحي عبد الستار طويلة في مجلة روز اليوسف ، والكاتب الصحفي عبده مباشر في جريدة الاهرام .
    في الثامن عشر من اكتوبر 1973 ـ 22 رمضان 1393 استشهد البطل احمد حسن في ميدان القتال ، وفي هذا اليوم اكدت مصادر مطلعة ان طائرات الفانتوم التي امدت بها الولايات المتحدة الامريكية اسرائيل قادها طيارون امريكيون رأسا الي المطارات الاسرائيلية .
    وتقول السيدة ( وفاء حسن )مديرة المعامل بكلية الهندسة جامعة الزقازيق .. وشقيقة الشهيد البطل احمد حسن : ( اخي الشهيد كان متزوجا ورحل الي جنات الخلد تاركا من الابناء نهلة وخالد ) .. وتواصل حديثها بقولها : عندما استشهد اخي كان برتية ـ رائد ـ ثم مقدم بعد استشهاده ، وكرمه الرئيس مبارك وذلك باطلاق اسمه علي الدفعة التي تخرجت في سبتمبر عام 1999 ( دفاع جوي ) ومنح اسمه وسام نجمة الشرف العسكرية .
    ______
    -كتاب : ملامح مصرية
    للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
    رقم الايداع بدار الكتب والوثائق
    القومية المصرية 5993/2001

  8. #8
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخوة والاخوات .. مازلنا مع صفحات كتابي ( ملامح مصرية ) وفي هذه الحلقة نتحدث عن :
    البطل محمد العباسي :
    ____
    علم الدولة هو رمزها وشعارها المقدس وبه تعرف بين الدول ويعد علم جمهورية مصر العربية اقدم اعلام المعمورة بل كان الاساس لفكرة اعلام الدول الاخرى .
    وفي حرب السادس من اكتوبر 1973 مـ اهتز الوجدان المصري والعربي وتحركت القلوب والمشاعر خلال مشاهدة الصورة التاريخية لأول مجموعة مصرية تعبر قناة السويس وتقتحم خط بارليف الحصين وترفع علم مصر الحبيبة علي اول نقطة تم تحريرها وهذه الصورة واللقطة التاريخية مازالت حتي يومنا هذا تدخل السرور والفرحة والفخر علي قلوب المصريين والامة العربية .. ومن هذا المنطلق نقدم البطل الذي نال شرف رفع اول علم مصري يوم العبور العظيم وقتل 30 من الاسرائيليين في دقائق معدودة .. انه البطل محمد محمد عبد السلام العباسي المولود في الحادي والعشرين من شهر فبراير عام 1947 بمدينة اشتهرت بالنخيل وكانت القوافل التي تمر بمصر اثناء قدومها من الشام محملة بالطوب لبناء مسجد قايتباي بالقاهرة تستريح لبعض الوقت تحت ظلال نخيلها ومن اشجار النخيل اشتهرت نخلتان بقرنيهما ومن هنا جاء اسمها .. انها مدينة ( القرين ) بمحافظة الشرقية .. كما حرصت القوافل علي بناء مسجد بها اطلق عليه ايضا مسجد قايتباي .. و بالاضافة لشهرة المدينة اشتهرت ايضا بمواقفها الوطنية ضد المعسكر الاجنبي بالتل الكبير ابان الاحتلال وكذلك اثناء العدوان الثلاثي علي مصر ، فقد كان الاهالي يهاجمون معسكرات العدو ويعودون بالاسلحة والعتاد ويسلمونها للسلطات المصرية .. وشاهد ( محمد ) كل هذه المواقف فشرب الوطنية ، وعندما الحقه والده بالكتاب حرص علي تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ثم حصل علي الشهادة الابتدائية من مدرسة القرين ثم حصل علي الشهادة الاعدادية واكتفى بهذا القدر من التعليم واتجه الي التجارة ورزقه الله من المحل التجاري الذي يديره رزقا كثيرا .
    وعند بلوغه سن 16 سنة تم زفافه وفرحت به الاسرة لأنه اكبر الذكور حيث كان له اخ يصغره واختان تكبرانه .. ومرت الشهور ورزقه الله بمولود اسماه ( جلال ) وقبل نكسة 1967 بقليل تم استدعاء ( محمد محمد عبد السلام العباسي ) للتجنيد وبالفعل التحق بالخدمة العسكرية في الاول من شهر يونيو عام 1967 وفي بداية عام 1968 انتقل الي الاسماعيلية وخضع مع زملائه من الجنود المصرية للتدريبات العسكرية في سلاح المشاه ، وشارك في معارك الاستنزاف والتي قال عنها الضابط الهندي الكولونيل نارايان في كتابه( الحرب الاسرائيلية العربية الرابعة ) :
    ( لقد بدأت حرب الاستنزاف بقصف نيراني مستمر من المدفعية المصرية ضد المواقع الاسرائيلية علي طول مواجهة القناة ، ولم يكن في مقدور المدفعية الاسرائيلية ان تسكت المدفعية المصرية فاضطرت الي القيام بتوجيه ضربات جوية في يوليو عام 1969 ضد مرابض نيران المدفعية المصرية ، ولكن هذه الضربات لم تنجح في التقليل من تأثير المدفعية المصرية ، ولذلك قررت اسرائيل شن حرب استنزاف ضد مصر بالقيام بغارات علي بعض الاراضي المصرية ، لقد اثبتت حرب الاستنزاف للمصريين ان المثابرة والعزيمة هما الضمان الرئيسي للنجاح كما اكتسبت القوات المصرية خبرة في مواجهة الغارات الجوية الاسرائيلية والتكتيكات البرية ) .
    ويقول اللواء الدكتور محمد اسامة عبد العزيز :
    ( في يوم التاسع من مارس عام 1969 استشهد الفريق اول عبد المنعم رياض في يوم لا ينساه الشعب المصري وفي فترة تميزت بالاعداد والتجهيز ليوم الثأر ففي صباح ذلك اليوم كنت قائدا لموقع جزيرة الفرسان شرق الاسماعيلية والتي تشرف علي بحيرة التمساح وجزء من السويس في مواجهة المعبر رقم 6 وحيث النقطة الحصينة للعدو في المواجهة ، وابلغت بزيارة الفريق اول عبد المنعم رياض رئيس هيئة اركان حرب القوات المسلحة المصرية وبصحبته اللواء عدلي سمير قائد الجيش واللواء عبد المنعم خليل نائبه .. وعندما وصل الفريق اول عبد المنعم رياض اخذ يسألني عن افراد الموقع وروحهم المعنوية ومستوى التدريب والاستعداد للرد علي العدو والاشتباك معه .. وقد كان حوارا عسكريا ومعنويا برغم صغر رتبته وقتئذ ، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح ذلك اليوم غادر الفريق اول عبد المنعم رياض جزيرة الفرسان وبعد ساعة تم احد الاشتباكات التي اعتدى عليها الجنود مع العدو وقبل زوال شمس التاسع من مارس عام 1969 كان الخبر الحزين باستشهاد الفريق اول عبد المنعم رياض واصابة اللواء عدلي قائد الجيش بعد قصف العدو المباشر والغير المباشر لسيارات القيادة في اثناء تفاقده للوحدة المجاورة ) .
    وجعل يوم التاسع من شهر مارس من كل عام عيدا للشهيد تكريما للفريق اول عبد المنعم رياض وللشهداء الابرار .
    وتأثر البطل محمد العباسي عندما علم باستشهاد الفريق اول عبد المنعم رياض وزاد اصراره علي الاخذ بالثأر من العدو الذي قام بضرب مدرسة بحر البقر ومصنع الحديد والصلب بابو زعبل .
    وبالفعل قام البطل محمد العباسي مع زملائه بزرع الالغام وراء خطوط القوات الاسرائيلية .
    شاهد ايضا الاستفزازات التي كان يقوم بها بعض الجنود الاسرائيليين ، فقد كانوا يعلقون لافتات تحمل عبارات غير لائقة ، و يجلسوا علي شاطئ قناة السويس مع الفتيات الاسرائيليات في اوضاع مخلة بالاداب و الاخلاقيات ، و ذات يوم قال ليعقوب -الجندي الاسرائيلي - اثناء وقوفه علي الضفة الاخرى لقناة السويس : يا يعقوب مش هتمشوا من هنا بقى ؟
    فقال يعقوب : يا محمد مش هنمشي من هنا حتي لو جبتوا محمد بتعكوا ؟! ويقصد بذلك خير البرية صلي الله عليه وسلم .
    فاستشاط غيظا و قرر البطل محمد العباسي مع زميله محمد القصاص احضار بعض الاسرائيليين كاسرى ، و بالفعل تم اقتناص احد الاسرائيليين و تم اسره ، ومنح البطل محمد العباسي مكافاة قدرها 50 جنيها ، ثم قامت مجموعة مصرية اخري باسر 4 من جنود القوات الاسرائيلية بالاضافة الي تدمير 4 ناقلات و 2 دبابة ، و في تلك العملية اصيب البطل محمد العباسي في رجله اليسرى وتم نقله الي المستشفى ثم عاد لموقعه وواصل التدريبات العسكرية انتظارا ليوم الكرامة .
    وجاء يوم الجمعة الموافق الخامس من شهر اكتوبر 1973 - التاسع من رمضان 1393 هـ في الصباح تلقي البطل و زملائه الاوامر بالافطار ، و دارت خطبة الجمعة حول المعارك التي خاضها الجيش الاسلامي خلال شهر رمضان المبارك علي مدار التاريخ ، و مكانة الشهيد في الاسلام ، و بعد الخطبة صلى الجنود علي علم جمهورية مصر العربية .
    وفي صباح السادس من اكتوبر 1973 - العاشر من رمضان 1393 بدأت عمليات التمويه ، و في ساعة الصفر بدأ الجنود في عبور قناة السويس وكان البطل محمد العباسي في طليعة القوات العابرة ، و فرح كثيرا عندما شاهد الطيران المصري عائدا بعد ان دك المطارات الاسرائيلية فنظر البطل الي السماء فشاهد ( الله اكبر ) مكتوبة بخطوط السحب فهلل مع الجنود ( الله اكبر ) و كانت صيحة العبور .
    واسرع البطل نحو دشمة من دشم خط بارليف و لم يعبأ بالالغام و الاسلاك الشائكة التي مزقت ملابسه ، و بمجرد وصوله للدشمة فتح نيران سلاحه علي جنود العدو فقتل 30 اسرئيليا ثم القي قنبلة من خلال فتحة الدشمة فسمع صراخ الاسرائيليين و كانها زغاريد فرح ، و تم اسر 21 جنديا اسرائيليا ، ثم صعد الي قمة الدشمة و مزق العلم الاسرائيلي و رفع مكانه العلم المصري معلنا تحرير اول نقطة بالقنطرة شرق ودخوله التاريخ من اوسع و اشرف و انبل الابواب لانه بذلك يعد اول مصري يرفع العلم المصري يوم العبور العظيم علي اول نقطة تم تحريرها يوم العبور العظيم .
    وبعد الاستيلاء على خط بارليف اصاب قادة اسرائيل الخوف والفزع والدهشة فقال حاييم بارليف ( من قال ان هناك خطا يسمى خط بارليف ) ؟
    وبكت جولدا مائير اثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس الامريكى نيكسون وطلبت منه انقاذ اسرائيل .. وعلى الفور ارسل اليها مايقرب من 22500 طنا من الاسلحة الذكية من صواريخ موجههضد الطائرات وقنابل تليفزيونية وعنقودية .
    وبعد وقف اطلاق النار تم السماح للبطل ( محمد العباسى ) بزيارة اهله وبالفعل زار اهله ثانى عيد الفطر ومكث ساعات بعد ان استقبلته القرين بالحب والفخر والاعتزاز ثم عاد ثانية الى الى الجبهة .
    ورزق البطل ( محمد العباسى ) بمولود اطلق عليه اسم ( نصر ) اعتزازا وافتخارا بنصر اكتوبر الخالد .
    وبعد تادية الخدمة العسكرية عاد البطل الى القرين التى خرجت عن بكرة ابيها واستقبلت ابنها وابن مصر البطل ( محمد العباسى ) وبعد مدة قليلة تم تعيينه بالوحدة الصحية بالقرين .
    وابتهاجا واحتفالا بنصر اكتوبر قام الحاج ( حسن فهيم خطاب ) احد ابناء محافظة الجيزة باهداء فيلا رائعة بالهرم الى وزارة الحربية لتهديها بدورها الى اول من قام برفع علم مصر يوم العبور العظيم .. فقامت الوزارة باهداء الفيلا الى البطل ( محمد العباسى ) فى حفل كبير حضره لفيف من القيادات الرسمية والشعبية .. واثناء الاحتفال طلب الحاج ( حسن فهيم )من البطل ( محمد العباسى ) تسجيل اسمه كابن من ابناء محافظة الجيزة فقال البطل : انا ابن مصر كلها .
    كما تم تكريم البطل من قبل قريته واللواء ( فؤاد عزيز غالى ) قائد الجيش الثانى الميدانى كما كرمته جامعة الزقازيق.
    ويحرص البطل ( محمد العباسى ) على الجلوس مع اولاده ( جلال .. نصر .. هيام .. امال ) واحفاده ليقص عليهم قصص البطولة
    واثناء جلوسنا مع البطل ( محمد العباسى ) اثناء اجراء محاورة صحفية لمجلة ( صوت الشرقية ) لاحظت حفظه للقران الكريم .. وعندما تتحدث معه تشعر كانك تتحدث مع استاذ جامعى .
    _______
    قام المؤلف ( ابراهيم خليل ابراهيم ) باجراء حوارا مطولا ونشر في العدد 423 بمجلة صوت الشرقية الصادر في اكتوبر 1999 .. كما تحدث عن بطولاته في مجلة ( المنار ) الاذاعية التي ترأس تحريرها ، وايضا تحدث عن بطولاته في اذاعة الشباب والرياضة ، واذاعة القاهرة الكبري ، واذاعة وسط الدلتا .
    _ كتاب : ملامح مصرية ـ للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم ـ رقم الايداع بدار الكتب والوثائق المصرية 5993 / 2001

  9. #9
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( البطل محمد العباسى مع الكاتب ابراهيم خليل ابراهيم )

  10. #10
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    الاخوة والاخوات .. مازلنا مع صفحات كتابى ( ملامح مصرية ) واليوم نتحدث عن :
    الشيخ / عبد الله الشرقاوى :
    ________
    خضعت محافظة الشرقية مثلما خضعت مصر للحكم الفرنسى مدة قصيرة لاتزيد على 3 سنوات و شهرين وعلى الرغم من قصر هذه المدة الا انها كانت ذات شأن مؤثر فى التاريخ ودلالة فارقة تؤكد ان الانسان العربى بصفة عامة والمصرى بصفة خاصة لايقبل الاحتلال وكبت الحريات وان الوطن اغلى من الولد والدم .. وللتاريخ نسجل هاهنا ان ذلك الاحتلال لم يؤثر قط على لغتنا العربية .
    والمتأمل لتاريخنا القومى يجد ان محافظة الشرقية جادت بكل تضحية للتخلص من الاحتلال كما ضمت واحتضنت زعماء القوم الذين فروا من العاصمة المصرية بعد هزيمة امبابة .. فقد لجا اليها ( ابراهيم بك ) مع مايقرب من 1500 من المماليك وصحبهم الوالى العثمانى ( بكر باشا ) ونقيب الاشراف السيد عمر مكرم وهؤلاء الفارون عسكروا فى مدينة بلبيس .
    وكانت محافظة الشرقية فى هذا الوقت صاحبة الزعامة الدينية لان احد ابنائها وهو الشيخ ( عبد الله الشرقاوى ) كان شيخا للازهر الشريف والت اليه رئاسة الديوان الوطنى .. ومن هذا المنطلق نعرض تاريخ الشيخ الشرقاوى .. احد ابطال الزعامة الدينية والوطنية والذى اغضب الفرنسيين نظرا لوطنيته ومواقفه ضدهم من اجل مصر الكنانة وشعبها العظيم .
    وتقول سجلات المواليد ان الشيخ ( عبد الله بن حجازى بن ابراهيم ) ولد فى سنة 1150 هـ بقرية الطويلة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية ، ولذلك لقب واشتهر بالشيخ ( عبد الله الشرقاوي )
    حفظ القران الكريم فى قرية القرين وامتاز بالذكاء والطموح والمثابرة والوطنية وبرغم ضيق العيش تلقى العلوم الدينية والعربية على يد شيوخ اجلاء منهم نذكر : الشيخ الملوى والشيخ الجوهرى والشيخ الدمنهورى .. وبعد ان انهى دراسته بدا يلقى الدروس بالجامع الازهر والعديد من المساجد كما افتى فى مذهب الامام الشافعى بالاضافة الى تميزه فى الكتابة والالقاء .
    وتولى الشيخ الشرقاوى مشيخة الازهر خلفا للشيخ احمد بن موسى العروسى ويعد الشيخ الشرقاوى هو الشيخ الحادى عشر فى سلسلة الشيوخ الاجلاء الذين تولوا مشيخة الازهر .
    والشيخ الشرقاوى لم يدخر جهدا من اجل خير الشعب المصرى ورفع الظلم الواقع عليه من المماليك ثم الفرنسيين وقد عاصر الجبرتى الشيخ الشرقاوى وذكره فى مؤرخاته فقد قال :
    ( فى سنة 1209 هجريا وفد على الشيخ الشرقاوى اهل الشرقية وذكروا له ان اتباع محمد بك الالفى ضلموهم وارهقوهم بطلب مالاقدرة لهم عليه .. فغضب الشيخ الشرقاوى لذلك وخاطب مراد بك وابراهيم بك فى رفع هذا الظلم فلم يكترثا للامر فحضر الى الازهر وجمع المشايخ وتشاوروا فيما بينهم ثم اغلقوا ابواب الجامع وامروا الناس باغلاق متاجرهم وركبوا فى اليوم التالى وتبعهم كثير من الناس متظاهرين وازدحموا امام بيت ابراهيم بك صاخبين وارسل اليهم ايوب بك مسئول الشئون المالية فسالهم عن مرادهم ؟ فقالوا : نريد العدل وابطال الحوادث ورفع المكوس التى ابتدعوها .. فقال : ان فى اجابة هذه المطالب تضييقا علينا فى معاشنا .. فقالوا : ليس هذا بعذر عند الله ومالباعث على الاكثار من النفقات والمماليك ؟ فالامير يكون اميرا بالاعطاء لا بالاخذ .. فامهلهم حتى يبلغ ذلك .. ورجع المشايخ الى الازهر وشايعهم اهل القاهرة فى حركتهم فحضروا الى الازهر وباتوا فيه متحفزين فخشى مراب بك عاقبة هذا فبعث من يخبرهم باجابة معظم مطالبهم ، ثم طلب اربعة مشايخ عينهم باسمائهم فذهبوا اليه في قصره بالجيزة فلاطفهم وطلب اليهم السعي في الصلح ، وفي اليوم الثالث اجتمع الامراء والمشايخ في بيت ابراهيم بك ومن بينهم الشيخ الشرقاوي ، وتم الصلح علي رفع المظالم وان يكفوا اتباعهم عن مد ايديهم الي اموال الناس ويسيروا فيهم سيرة حسنة ، وكتب القاضي حجة بذلك وامضاها الباشا والامراء ، وانجلت الفتنة وفرح الناس وسكن الحال .
    ومرت الايام وجاء الفرنسيون ودخلوا القاهرة عام 1798 بعد مقاومة رائعة ، وبعد ان استقروا وضع نابليون بونابرت نظام حكم البلاد فقرر حكم القاهرة بمجلس مكون من 9 اعضاء وان تكون السلطة المدنية للحكومة بيده ، وكان الشيخ الشرقاوي من اعضاء هذا المجلس ، ثم امر نابليون بونابرت بتكوين مجلس لكل مديرية عدده 7 افراد وذلك من اجل مصالح المديرية فأجمع الاعضاء علي اختيار الشيخ الشرقاوي رئيسا للديوان وبذلك اصبح رئيسا لحكومة القاهرة المدنية بالاضافة الي مشيخة الازهر ، ومن هنا لقب بذي الرياستين ... ثم دعا نابليون الى اجتماع اعيان العاصمة والاقاليم بديوان القاهرة حتى يتعرف على ارائهم فى النظام المالى والادارى والقضائى بالحكومة .. وبعد الاجتماع طلب منهم اختيار رئيسا فاجمعوا على الشيخ الشرقاوى .. وهذا الديوان كان يبدى رأيه فى الاصلاحات والاقتراحات التى يراها من اجل اثبات ملكية العقارات وفرض الضرائب والوصول الى النظام الاصلح بخصوص تأليف مجالس بالمديريات وكذا النظام الامثل للقضاء الجنائى والمدنى والتشريع الذى يكفل ضبط المواريث وازالة الشكاوى والمظالم .. وهذا المجلس مجلسا تشريعيا للامة وكان الشيخ الشرقاوى رئيسا له .. ومن هذا المنطلق نؤكد على نفوذ وعلو مكانة الشيخ عبد الله الشرقاوى .
    وبعد قيام ثورة القاهرة عام 1798 ضد الفرنسيين قام نابليون بونابرت بحل المجلس واستمر معطلا لمدة شهرين ولكن سرعان ما اعاده نابليون ولكن بشكل جديد حيث قام بتكوين مجلسين اولهما .. عرف بالديوان العمومي - الكبير - وتكون من 60 عضوا من الاعيان المصريين وممثلي الطبقات المختلفة ، وهذا المجلس يجتمع بناء علي دعوة من حاكم القاهرة ، وكان الشيخ الشرقاوي من اعضاء هذا المجلس الذي اجتمع في الثامن عشر من شهر رجب 1213 هـ ثم انفض بعد ثلاثة ايام .
    و ثانيهما .. المجلس او الديوان الخصوصي و عدد اعضاؤه 14 عضوا ويجتمع يوميا لبحث ونظر مصالح الناس ، وكان الشيخ الشرقاوي رئيسا لهذا المجلس ، وكان يعد عبارة عن مجلس وزراء ولكن لشرف الفرنسيين .
    وبعد معاهدة العريش و توقيع فرنسا عليها برغبتها في الجلاء عن مصر تم حل الديوان ( المجلس ) ولكن نشبت الثورة في القاهرة وبعد اخمادها واصل القائد كليبر امر تعطيل المجلس ، و بعد تولي القائد مينو القيادة العامة شرع في ارجاعه و لكن بنظام جديد ، فالاعضاء 9 ومن المسلمين ، و تراسه الشيخ الشرقاوي ، وكان يعد هذا المجلس بمثابة الحكومة .
    والفرنسيون سخطوا كثيرا علي الشيخ الشرقاوي نظرا لوطنيته وثورته ضد اي ظلم .. ونذكر اليكم هذه المواقف :
    حينما قام نابليون بونابرت بدعوة اعضاء ديوان مجلس القاهرة الي منزله البسهم علم فرنسا ولكن الشيخ الشرقاوي طرح العلم ارضا اثناء قيام نابليون بونابرت بوضعه علي كتفه ثم تقدم الشيخ الشرقاوي بالاستقالة .
    وعندما قام سليمان الحلبي بقتل القائد الفرنسي كليبر احضر الفرنسيون الشيخ الشرقاوي - شيخ الازهر - مع الشيخ العريشي قاض مصر وتم حجزهما ساعات ، وطلب الفرنسيون منهما البحث عن الازهريين الاربعة الذين ذكرهم سليمان الحلبي في التحقيق ، ولكنهما ثارا لذلك الموقف الفرنسي فحاول الفرنسيون الزج بالشيخ الشرقاوي في ذلك الامر ، و لكن الاكذوبة تموت وحدها مثلما تموت السمكة في الصحراء .
    وعند اضطراب الفرنسيين بسبب مجيئ الحملة العثمانية الانجليزية لمصر ثم احتلال الاتراك العريش قام فورييه -الوكيل الفرنسي - باستدعاء اعضاء الديوان ثم اعتقل 4 منهم وكان في مقدمتهم الشيخ عبد الله الشرقاوي ثم ارسلوا الي القلعة ومكثوا في سجنهم مائة يوم ، و تم اطلاق سراحهم بعد معاهدة جلاء الفرنسيين عن مصر ، و كثيرا ما كان يقول الفرنسي مينو : يارب كيف تنتهي هذه الحملة في مصر ، و كيف نؤمل المساعدة وقيد حيل بيننا و بين بلادنا ؟
    وبعد خروج الفرنسيين من مصر لم يدخر الشيخ عبد الله الشرقاوي جهدا في الدفاع عن وطنه و دحض اي مظلمة تصيب بني وطنه من قبل الاتراك ، فعندما قام الوالي التركي خورشيد باشا بفرض ضريبة جديدة علي اهالي القاهرة ، و قد سبق ان طلب خورشيد من العلماء نفس المطلب فثار الشعب ، فما كان من الزعماء ان اجتمعوا في الثاني عشر من شهر صفر سنة 1220 هـ في بيت القاضي وكان في مقدمتهم الشيخ الشرقاوي ، و قرروا اختصام خورشيد باشا الوالي التركي ، فعلم الشعب بذلك فاجتمع ما يقرب من 40 الفا وقاموا بمظاهرة ضد الاتراك و ظلمهم الثافر ثم طلب القاضي وكلاء الوالي وعندما حضروا اليه عقدوا عقد المجلس وتم عرض مظالم الشعب و مطالبهم وهي :
    1- عدم فرض اي ضريبة علي القاهرة الا بعد ان يقرها العلماء و الاعيان .
    2- جلاء الجنود عن القاهرة وانتقال حامية القاهرة الي الجيزة
    3- عدم السماح بدخول اي جندي الي مدينة القاهرة وهو مسلح .
    وبعد ان وصلت رسالة القاضي الي خورشيد باشا و هي محملة بهذه المطالب شعر ان موقفه خطير فارسل الي العلماء بمقابلته ولكنهم لم يذهبوا لانهم فطنوا لمؤامرته و مكيدته ، فما كان من خورشيد باشا الا رفض مطالب الشعب فقام العلماء و وكلاء الشعب باجتماع في الثالث عشر من صفر 1220هـ في المحكمة و اتفقوا مع الشعب علي عزل خورشيد باشا و اختيار محمد علي واليا علي مصر و ابلغوه بذلك فتردد محمد علي في اول الامر ثم قبل بعد ان اوضح له الشيخ عبد الله الشرقاوي و السيد عمر مكرم بان هذه هي رغبة الشعب المصري ثم البساه خلعة الولاية .. وهذه هي اول مرة في تاريخ مصر الحديث يعزل فيها الوالي و يختار بدله بقوة الشعب و ارادته .
    وقد كان محمد علي بالفعل عند حسن الظن فقد تولي ولاية مصر في السابع عشر من مايو عام 1805 وحتي الاول من سبتمبر عام 1848 م ولقب بباني مصر الحديثة حيث اقام المشاريع الصناعية و الزراعية و بني الاسطول و المدارس و اهتم بالتعليم واقام لمصر اقوى جيش في عهده ، و توسعت حدود مصر لتصل الي فلسطين و الشام و الحجاز و الحبشة مما استدعي قيام الدول الاوروبية اصحاب المصلحة بالاجتماع مع الدولة العثمانية في عام 1840 وتوقيع معاهدة في لندن تقضي بعودة مصر الي حدودها القديمة وبقاء حكم مصر وراثيا لاسرة محمد علي .
    و في الثاني عشر من شهر اغسطس عام 1849 توفي محمد علي بالاسكندرية ودفن بمسجده بالقلعة .
    هذا هو الشيخ الجليل و العالم الوطني عبد الله الشرقاوي الذي عاش لخدمة العلم و دافع عن بني وطنه و رفض بشدة اي ظلم يحيق بهم .هذا هو الشيخ الجليل قائد حركة التطوير بالازهر الشريف و صاحب الاثار العلمية المتعددة و التي تدل علي عبقريته و علمه النافع .. وقد قال عنه الجبرتي : ( .. وله مؤلفات دالة علي سعة فضله ، من ذلك : حاشيته علي التحرير ، و شرح نظم يحيي العمريطي ، و شرح العقائد المشرقية ، و المتن له ايضا ، و شرح مختصر في العقائد و الفقه و التصوف ، و مشهور في بلاد داغستان ، و شرح رسالة عبد الفتاح العادلي في العقائد ، و مختصر الشمائل ، و رسالة في لا اله الا الله ، ورسالة في التصوف ، و شرح ورد سحر بالبكري ، و مختصر المغني في النحو .. و غير ذلك .
    رحم الله الشيخ عبد الله الشرقاوي .
    ________
    _ مقال للمؤلف الكاتب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) بجريدة المساء _ 26/2/1999
    _ تحدث المؤلف عن الشيخ الجليل فى الاذاعة التعليمية واذاعة الكبار واذاعة الشباب والرياضة واذاعة وسط الدلتا وكتب عنه فى مجلة صوت الشرقية .
    _ كتاب : ملامح مصرية _ للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم _ رقم الايداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية 5993/2001

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وجه بلا ملامح!.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-10-2019, 10:44 AM
  2. ملامح من المغرب
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-29-2014, 05:12 AM
  3. الكون أمامي
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-27-2014, 07:16 PM
  4. بلا ملامح
    بواسطة لبنى ياسين في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-04-2011, 01:09 PM
  5. ملامح
    بواسطة مبارك الحمادي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-23-2009, 06:56 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •