منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    إن الانتقال من "أ" إلى "د" لا يمكنه أن يتِمَّ بدون العبور على جسر حتمي هو "ب" و"ج"..

    الدكتاتور المستبدة، والكومبرادور الفاسد، ورم خبيث يجب استئصاله، وإلا فالدمار محتَّم..
    استئصال الورم الخبيث يتطلب عملية جراحية مصيرية، دقتها وخطورتها أمران لا مفر منهما..
    بعد استئصال الورم الخبيث لابد من رعاية المريض لفترة نقاهة كافية خشية الانتكاس..

    "أ" رجل مصاب بورم خبيث في "المخ"..
    جسده هزيل يتضاءل، قواه ضعيفةٌ تتهاوى، آلامه وأوجاعه تتفاقم، كلُّ شيء فيه ينهار، وهو يتجه نحو نهايته المحتَّمَة بسرعة فائقة..

    "ب" الرجل نفسه تحت الجراحة في غرفة العمليات، بعد أن قرَّر استئصالَ "الورم" من مخه..
    طاقمٌ من الأطباء والممرضين يعبثون بجسده، كلُّ مباضع الجراحين تنهش فيه، الأجهزة والآلات الطبية تسجِّلُ تفاصيل الموت والحياة في جسده المستسلم، جمجمته مفتوحة على مصاريعها، مخة تحت قضم الملاقط والمقصات، دمه ينزف، وصفائح الدم البديل معلقة في كل مكان، الكل متوتر، الارتباك سيد الموقف، النتيجة غير مضمونة، ومع ذلك فالعملية مستمرة أيا كانت نتيجتها، فمنذ أن تمَّ وضع أولِّ مبضع في دماغه، لم يعد هناك مجال للتراجع..

    "ج" الرجل نفسه بعد أن نجحت العملية وتمَّ استئصال الورم من مخه..
    منهك، شاحب، يمشي بصعوبة وبمساعدة غيره، غذاؤه بحساب، وشرابه بحساب، وانقطاعه عن الدواء يهدد حياته، أهله والممرضون يسهرون على رعايته، حتى يتماثل للشفاء التام، فبدون هذه الرعاية الدقيقة والمدروسة والمتواصلة، قد يخسر كلَّ شيء وينتكس، وربما تفقد الجراحة التي أجراها قيمتَها، فكل الفيروسات تتربص به، وكل المايكروبات والجراثيم، تتصيد لحظةً تضعف فيها مقاومته، أو يغفل رُعاتُه وحُماتُه عن الاهتمام به، كي تنقضَّ عليه، وتُفْشِلَ كلَّ الإنجاز الذي ترقَّبَه وأمِلَه الجميع من استئصال الورم من دماغه..

    "د" الرجل نفسه بعد أن شُفِيَ تماما من مرضه..
    غابت التأثيرات الآنية والجانبية لكل مضاعفات مرضه، انقضت فترة النقاهة بسلام وأمان، يبدو قويا متماسكا، يمشي محافظا على توازنه، دونما حاجة إلى مساعدة أحد، واثقا من نفسه، تهرب من حوله ومن محيطه كلُّ الفيروسات والجراثيم التي كانت تتربص به، بعد أن أصبح محصَّنا ضدها، وها هو يمارس حياته بمنتهى الطبيعية، منتج، فعال، شريك إيجابي في الحياة، ولا يستغني عنه كل محيطه..

    "أ" يمثل صورةً عن واقع "الدولة شعبا وإقليما"، وهي تحت حكم الدكتاتورية المستبدة، والكومبرادور والمفسدين..

    "ب" يمثل صورةً عن واقع "الدولة شعبا وإقليما"، وهي تحت وقع حالة "ثورة أو انتفاضة أو حراك تغييري" ضد الدكتاتورية والاستبداد والفساد والظلم..

    "ج" يمثل صورةً عن واقع "الدولة شعبا وإقليما"، بعد أن يتغير النظام الفاسد المستبد ويستلم القادة الجدد سدَة السلطة والحكم..

    "د" يمثل صورةً عن واقع "الدولة شعبا وإقليما"، بعد أن تستقر الأوضاع وتسود الديمقراطية وقواعد الحكم المدني التَّعدُّدي..

    إن الانتقال من "أ" إلى "د" لا يمكنه أن يتِمَّ بدون العبور على جسر حتمي هو "ب" و"ج"..

    وعلينا ان نحدِّدَ خياراتنا وأن نقبل بنتائجها..

    فإما ان نبقى في "أ"، وإما أن نطمح إلى "د"..
    فإن استسلمنا لفكرة البقاء في "أ"، فعلينا أن نتحمل النتيجة الحتمية، وهي الهاوية والكارثة واستفحال الورم يوما بعد يوم، إلى أن يصل إلى مرحلة لا إمكانية فيها للتعايش معه، فنموت أو نقرر استئصاله في الوقت الضائع..

    وإن قررنا المضي قدما وراء فكرة انتقالنا إلى "د"، فعلينا أن نتحمل النتيجة الحتمية لذلك..

    والنتيجة المحتَّمة لهذا الخيار، هي أن ننتقل إلى "د" عبر "ب" بكل معطياتها، ثم عبر "ج" بكل معطياتها أيضا..



    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

  2. #2
    عندما نصف شخصا بأنه جالس بالقياس لشخص آخر واقف..
    فنحن تعتبر الشخصَ الواقفَ هو الأصل الذي يُقاس عليه..

    وعندما نصف شخصا بأنه مريض بالقياس لشخص آخر سليم..
    فنحن نعتبر الشخصَ السليمَ هو الأصل الذي يقاس عليه..

    وعندما نصف شخصا بأنه ضعيف بالقياس لشخص آخر قوي..
    فنحن نعتبر الشخصَ القويَّ هو الأصل الذي يقاس عليه..

    وعندما نصف شخصا بأنه بطيء بالقياس لشخص آخر سريع..
    فنحن نعتبر الشخصَ السريعَ هو الأصل الذي يقاس عليه..

    وإذن فلكي نعرف أينا يستحق صفة "معارض" نحن "الشعب الأردني" أم هو "النظام"..
    علينا أن نحدِّدَ أينا الأصل وأينا التابع، "نحن" أم "هو"، كي يقاس التابع على الأصل؟!!!

    ولأننا "نحن الشعب" نجزم بأننا الأصل بلا شك أو تحفظ أو نقاش..
    فحالة النظام تابعة تقاس بحالتنا التي تمثل الأصل..

    ولأن النظام يعارض إرادتنا، فهو المعارضة إذن!!!!

    ولأن إرادة الشعب لا تُعارَض حسب ما تؤكد عليه كل الأعراف والقوانين والشرائع..
    فمعارضة النظام لإرادتنا غير شرعية..

    فلا يصح بعد اليوم أن ننظر إلى النظام باعتباره أصلا، نحاول تكييف إرادتنا باعتبارها هي المعارضة كي تدور مع إرادته، وتستجيب لتنازلاته، وتتكيف مع أفكاره، وتخضع لسياساته..

    نحن من يجب أن يتم استرضاؤنا..
    ولنا الحق في أن نرضى أو لا نرضى..

    نحن من يجب أن تتم استمالتنا..
    ولنا الحق في أن نُستَمال أو ألا نُستَمال..

    نحن من يجب أن يتم التكيف مع إرادتنا والدوران معها حيث دارت..

    وليذهب إلى الجحيم من لا يفهم ذلك، أو لا يريد الانصياع له..



    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  4. العثور على نسخة من "الإنجيل" يحوي نبوءة ..."عيسى" بالنبي محمد "ص"
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-27-2012, 07:30 PM
  5. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •