طهران- ا ف ب -قتل شخص واصيب اخرون بالرصاص امس في طهران في اول تظاهرة مناهضة للحكومة تنظمها المعارضة الاصلاحية منذ عام.
واطلقت شرطة مكافحة الشغب امس الغاز المسيل للدموع والطلاء على متظاهرين خرجوا في طهران في مسيرة تاييد للثورات التي يشهدها العالم العربي تحولت الى تظاهرة مناهضة للحكومة، بحسب ما افاد شهود عيان.
والقتيل شخص كان يعبر المكان قضى بالرصاص حين "اطلق مشاغبون ومجموعة ارهابية من المرتزقة النار على العابرين واثاروا اعمال شغب في الشارع"، وفق الوكالة.
واضافت ان اطلاق النار تسبب "بمقتل مواطن واصابة العديد من مواطنينا".
وتستخدم السلطات الايرانية كلمتي +مشاغبين+ و+مرتزقة+ للاشارة الى المعارضين.
وجاء في موقع "كلمة.كوم" التابع للمعارض مير حسين موسوي ان "تقارير غير مؤكدة ذكرت انه تم اعتقال مئات المتظاهرين في طهران.
واكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تؤيد مطالب المتظاهرين الايرانيين، ودعت في الوقت نفسه النظام الايراني لتبني نظام سياسي "منفتح".
ودعت لندن طهران الى "حماية حرية التعبير والتجمع" و"التزام ضبط النفس".
بدورها، دانت وزارة الخارجية الفرنسية "القيود" المفروضة على المعارضة في ايران ودعت "السلطات الايرانية الى احترام حق مواطنيها في التعبير والافراج عن جميع من تم اعتقالهم تعسفيا".
واندلعت الاشتباكات في ساحة ازادي (الحرية) وسط طهران عندما بدأ حشد من انصار المعارضة بالهتاف "الموت للديكتاتور" وهو الشعار الذي اطلقه متظاهرون ضد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عقب اعادة انتخابه في 2009.
وتعتبر هذه التظاهرات التي جرت رغم الحظر المفروض عليها، الاولى المناهضة للحكومة التي تشهدها طهران منذ 11 شباط 2010 عندما خرج نشطاء الى الشوارع للاحتفال بالذكرى ال31 للثورة الاسلامية.
وذكر موقع "راهيسابز.نت" المعارض ان اشتباكات وقعت قرب جامعة طهران على الطريق بين ساحة ازادي وساحة انقلاب.
وقال ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع عندما هتف متظاهرون "يا حسين، مير حسين" وهو الشعار الذي اطلق عام 2009 تاييدا لموسوي.
كما تحدث موقع "راهيسابز.نت" عن هتافات ضد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي، وهتفوا "بن علي مبارك، انه دورك يا سيد علي".
وقال موقع "كلمة.كوم" ان "الشرطة اقتحمت حافلات كانت تقف في زحمة السير على الطريق (بين ساحة ازادي وساحة انقلاب) وقامت بضرب النساء لنشر الخوف بين الركاب".
وذكرت مواقع الانترنت والشهود ان الافا من انصار المعارضة خرجوا الى شوارع العاصمة لدعم الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي رغم الانتشار الكثيف للشرطة.
وقام بعضهم باضرام النار في حاويات القمامة اثناء اطلاقهم الشعارات ضد احمدي نجاد.
وتم وقف خدمة الهواتف النقالة كما انقطعت الكهرباء عن مناطق كانت تجري فيها التظاهرات، بحسب شهود عيان.
وطوقت السلطات الايرانية منزل موسوي لمنعه من المشاركة في المسيرة التي قال انصار النظام انها خطة لتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة مشابهة لتلك التي هزت الجمهورية الاسلامية في عام 2009.
ويخضع زعيم المعارضة مهدي كروبي للاقامة الجبرية منذ نحو اسبوع وتمنع عائلته واقاربه من زيارته، بحسب موقعه على الانترنت "سهامنيوز.اورغ"، فيما قال موقع "راهيسابز.نت" انه جرت محاصرة الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يدعم المعارضة.
وفيما اعربت ايران عن دعمها للثورة في تونس ومصر، قالت وزارة الداخلية ان طهران منعت مسيرة اليوم التي سعى موسوي وزعيم المعارضة الاخر مهدي كروبي الى تنظيمها.
وذكر شهود عيان ومواقع الكترونية ان انصار المعارضة ساروا في جماعات متفرقة بصمت باتجاه ساحة ازادي قادمين من انحاء مختلفة من العاصمة تحت مراقبة شديدة من الشرطة التي حاولت تفرقتهم.
وانتشر عناصر شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية مسلحين بالبنادق والغاز المسيل للدموع والهراوات وكرات الطلاء ومعدات اطفاء الحرائق في الساحات الرئيسية في العاصمة لمنع اي تجمعات.
وصرح شاهد عيان اخر ان "بعض رجال الشرطة يطاردون المحتجين من اجل تفريقهم"، مضيفا ان نحو الف من رجال شرطة مكافحة الشغب نشروا في ساحة الامام حسين والمنطقة المحيطة بها.
وانتشرت اعداد متزايدة من الشرطة وميليشيا الباسيج في مواقع في ساحة حتف التير التي شهدت احتجاجات شديدة مناهضة للحكومة في عام 2009.
ومنعت السلطات وسائل الاعلام الاجنبية من تغطية التظاهرات. وفي وقت لاحق الاثنين ذكر موقع التلفزيون الرسمي ان التظاهرات انتهت وان حشودا تظاهرت كذلك دعما للنظام.
ولا يزال الزعيمان وانصارهما يصران على رفض رئاسة احمدي نجاد ويقولان ان انتخابات الرئاسة التي جرت في حزيران 2009 تعرضت لعمليات تزوير واسعة.
وشارك في التظاهرات التي اعقبت اعلان نتيجة الانتخابات مئات الالاف خرجوا الى شوارع طهران وغيرها من المدن الايرانية محدثين اهتزازا في اركان الجمهورية الاسلامية.
وقامت السلطات الايرانية بقمع هذه التظاهرات ما ادى الى مقتل واصابة العشرات واعتقال الالاف على يد قوات الامن وميليشيا الباسيج.