زرقاء اليمامة .. ومقاومة الحمامة !!
في سالف الزمان ، وقبل هذه الأيام ، عاشت في اليمامة ، من أعمال اليمن ،
فتاة عربية أصيلة اسمها زرقاء من قبيلة جديث القديمة جدا .. وكان لهذه الفتاة
زرقاء ، بصر حادّ ونظر ثاقب عجيب ، تميّزت به على جميع قومها في جديث حيث
كانت ترى المسافر الذاهب أو القادم من مسيرة ثلاثة أيام ، و تنبه قومها ، كذلك
كانت ترى عن بعد الشعرة البيضاء في وعاء اللبن الصافي ، سبحان الله الوهاب العظيم !
وهكذا لم يكن يجرؤ عدوّ على الاقتراب من تخوم اليمامة أو حياض قبلية جديث ، بفضل
هذا الرادار المتطوّر والسلاح المتقدّم ، الذي كانت تملكه بعينيها النجلاوين الكحيلتين
زرقاء وتسخره لوجه الله في خدمة شعبها جديث وبلدتها اليمامة ! .
ومرّت الأعوام تترى ، والوطن في أمان والقبيلة في سلام ...
بيد أن بعض النفوس
تغيّرت ، وظهر خبثها للعيان ، بعد أن ملكت وتسلطنت ، وقد خلعت ضمائرها الحية
وباعتها لنخاس الضمائر والعدوّ المتربّص السافر، الذي لا يساوي قلامة ظفر
طفل عربي بيده حجر ثائر .... !
وجاء العدّو الغادر الكافر ، يزحف بقضّه وقضيضه على اليمامة ، ليدمّر ويستأصل
المقاومة ورادارها الدفاعيّ المتمثّل في عينيّ الحمامة ...
وكان أن نظرت الحمامة ، فرأت على البعد العدوّ الحاقد الغاشم يتقدّم محاذرا ، وهو يستخفي وراء أشجار اقتطعها .. فأسرعت من فورها وأخبرت القوم ، وهي على يقين مما رأت ........ !!
فما كان من الحكام وأهل السلطة ، الا أن سخروا منها وكذّبوها وحطّوا من قدرها
واتهموها بالجنون والرؤية الظلامية ، وقالوا :
ـــ ( ان عقلها المغامر يدعوهم لثقافة الموت ، وهذا ارهاب وتطرّف ، ينافي الاعتدال ،
وأن سهام وصواريخ عينيها التي تكشف العدوّ وتغيظه ان هي الا ألعاب عبثية ...!!! )
..... وظلّت حمامة المقاومة زرقاء ، تنافح عن وطنها اليمامة حتى استطاع العدوّ
المجرم بالتعاون مع المتخاذلين والمتآمرين على المقاومة وعيونها ، أن يقتحم
اليمامة ويخرّبها ويقتل أهلها وينتهك حرماتها وكل مقدّس عندها ......
وقد قبض على حمامة المقاومة زرقاء اليمامة وسمل عينيها ، اقتلعهما من
محجريهما ، انتقاما من كل مقاومة في أرض العزّة ...!
بينما بقي الحكام وأهل السلطة على كراسيهم التي حفظها لهم العدوّ
مضطجعين يتفرّجون ....... !!!
يا رب احمي المقاومة وأهلها ........
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله