بلادُ العُرْبِ مَهْدي




كفانا يا أخي ذُلٌّ وقهرٌ........ويَكفيْنا انحدارٌ في التَّرَدِّي
فطُهْرُ العُرْبِ أضحى مُسْتباحاً......لِكُلِّ مُشَرَّدٍ باغٍ وَوَغْدِ
وما صَوْنُ الكرامَةِ بالتَّمَنِّي..ولا في الحربِ شَمُّ الوَرْدِ يُجْدي
فقُلْ للقُدسِ لا تَخْشَيْ عُواءً.........رضيْعُ الشَّامِ فتَّاكٌ كَأُسْدِ
و" َبشَّارٌ " غدا لِلعُرْبِ سيفاً....وأضحى الفصْلَ في لَهْوٍ وجَدِّ
وسيفُ النَّصرِ لِلبشَّارِ أوْفى.........فنالَ بِهِ العُلا وسَمَا لِمَجْدِ
فدتكَ الرُّوحُ يا بشَّارُ إنّي...........تُرابَ أبيكَ بالعينينِ أفدي
وللأوطانِ " حافظُها " سيبقى....ينوِّرُ خافقي ويَزيدُ وَجدي
وكلُّ موحِّدٍ بدعاءِ ربٍّ..............رقاهُ فحلَّ في جنَّاتِ خُلدِ
وفي لُبْنانَ " نصرُ اللهِ " أعْطى....دُرُوساً في الصُّمودِ وَفي التَّصَدِّي
وجُندَ الَّلات مِنْ صِهيونَ أَرْدى...." بِحزبِ اللهِ " نبراسِ التَّحدِّي
فحزبُ اللهِ مَنْ يُرجى لِثأرٍ..........وإنْ عاهَدْتَهُ أوْفى بِعَهدِ
وفِيْهِ " نَبيْهُ " صَمَّامٌ أمينٌ.......حِمى لُبنانَ يَحْميْهِ وَيَفْدي
عرينَ العُرْبِ في حربٍ وسلمٍ........إذا ما لَجَّ ظلمُ المُسْتبِدِّ
ومِنْ دوحِ الرُّجولةِ كانَ " سَعْدٌ "....ونِعمَ الشَّيخِ حقَّقَ خيرَ رِفْدِ
وفي الجبلِ الأشمِّ تَرى " وِئاماً"....يعطِّرُ رَوْضَهُ بعبيرِ وردِ
وإنْ رامَ الِّلئامُ به انقساماً...........يُبدِّدُ زعمَهم في كلِّ ردِّ
عن التوحيد لا يَثنيْهِ عزمٌ.........ولا يُثنى بِبَرقٍ أو بِرعدِ
" وعونٌ " مُخلصٌ شهمٌ شريفٌ....نأى في الحُبِّ عن غدرٍ وحقدِ
بتيَّارٍ قويٍّ كانَ حُرَّاً...........أتى الإصلاحَ يرسُمُهُ برُشدِ
" حماسٌ " زمجرت قالت رجالي....بلوغُ النصرِ ليسَ بِحكِّ جلدِ
بلوغُ النصرِ في كرٍّ وفرٍّ..............كبحرٍ راحَ في جزرِ ومدٍّ
فصائِلُنا الأبيَّةُ قد توالَتْ....وَلَمْ أكُ مُقْحَماً في الحربِ وَحْدي
فإمَّا النصرُ أورَقَ في يَميْني....وإمَّا شهادَةٌ عبقَتْ بلَحْدي
" وشافيزٌ " يُفاخِرُ كلَّ حينٍ....بما في العُرْبِ مِن طيبٍ وودِّ
وأحرارٌ وإخوانٌ تنادَوا.........لُنصرَتِنا بهم يزدادُ سعدي
سأُعلِنُ في قَصيدي عنْ ولائي....لكلِّ مقاومٍ قَبْلي وبَعدي
أنا في الحبِّ لا أختَصُّ قُطراً....بلادُ العُربِ أوطاني ومَهدي
" دمشقٌ " مُهجتي ورحيقُ روحي....وكَمْ نسماتُها عَبَقَتْ بخدِّي
و" بيروتٌ " تُسافِرُ في عروقي...." فلسطينٌ " وِشاحي ثُمَّ بُرْدي
و" مصرٌ " " كالعراقِ " بِعُمقِ قلبي....و" عمَّانٌ " بمُعْتَقَدي " كنَجْدِ "
" رياضُ " الخيرِ يسحَرُني هواها....وحاكمُها الجليلُ سليلُ " فهدِ "
ويا " قطَرٌ " لِلَمِّ الشملِ يسعى.......بعزمٍ لم يوفِّرْ أيَّ جُهدِ
حَمَى " لبنانَ " ، جنَّبَهُ اقتتالاً....ولمْ يَطلُبْ لشُكْرٍ أو لحمدِ
وفي " السُّودانِ " و " البحرينِ " أهلي....وفي " الصُّومالِ " أحبابي ونَجْدي
" إماراتُ " العروبةِ كمْ أشادَتْ....بوجهِ الذُلِّ سداً بعدَ سدِّ
سعيتُ إليها في شوقٍ حثيثٍ.......ولمْ أحْفَلْ بقُربٍ أو بِبُعْدِ
" كويتٌ " مع " عُمانٌ " في ضميري....إلى ريَّاهُما وجَّهتُ وِرْدي
حمائمُ " مغربي العربيِّ " عادَتْ....لتبنيَ عُشَّها العربيَّ عندي
فعُذراً يا فتاتي ثُمَّ عُذراً...........فَسَيفي في الغرامِ ثَليمُ حَدِّ
وما في القلبِ غيرُ القُدسِ أُنثى....فلا تَستغربي في الحبِّ صدِّي
فقد سرَتِ العُروبةُ في وَريدي....وقدْ أَسَرَتْ قديماً قلبَ جدِّي