هَنادِي ..
...
أُنادِيها ؛ وَ ما سَمِعَتْ " هَنادِي "=بِشِعرٍ فَرَّ عَنْ قَصدِ المِدادِ
وَ ما لِي مُذْ أَقَلَّتْ فِي هَواها=سِوَى شَوقٍ إِلَيها بِازدِيادِ
وَ قَلبٍ لَستُ أَمنَعُهُ إِذا ما=نَعَى آمالَهُ بَعدَ النَّفادِ
هُنا لَيلٌ ؛ وَ كِفلٌ مِنْ ظُنُونٍ=يُعانِي مِنْ ضَراوَتِهِ سُهادِي
بِهِ تَحبُو النُّجُومُ عَلَى هُمُومِي=بنِيرانٍ تَفِزُّ مِنَ الرَّمادِ
أُناجِي الفَرقَدَينِ ؛ فَما تَدَلَّى=إِلَيَّ مِنَ السَّماءِ سِوَى العَوادِي
عَلَى أَبوابِها حَرَسٌ شَدِيدٌ=وَ شُهْبٌ تَقتَفِي أَثَرَ امتِدادِي
هُنا أَفكارِيَ السَّوداءُ ؛ سارَتْ=إِلَى شَكِّ ارتِيابِي بِاطِّرادِ
فَراحَتْ نَحوَ أَخيِلَتِي ؛ وَ عادَتْ=عَلَى ثِقَةِ اعتِقادِي بِارتِدادِ
مَراوِحُها عَلَى أَشلَاءِ رُوحِي=كَخَبطِ العِيرِ ناصِيَةَ البَوادِي
هُنا دَالٌ ؛ بِقافِيَتِي ؛ دُمُوعًا=ذَرَفتُ بِها عَذاباتِ اضطِهادِي
عَلَى شَوكِ المَفارِشِ أُمنِياتٍ=بِعَينٍ تَستَعِيذُ مِنَ الرُّقادِ
وَ بِي قَهرٌ ؛ يُعاقِرُ قافِياتِي=إِذا نادَى بِأَوجاعِي مُنادِ
أُكَدِّسُهُ عَلَى رَفِّ التِياثٍ=سَرَى بَينَ الأَضالِعِ فِي عِنادِ
وَ أُمنِيَةٌ ؛ تُهَروِلُ فِي ضَمِيرِي=تَخُبُّ عَلَى اصطِبارِي كَالجِيادِ
نَذَرتُ لَها الدِّماءَ تَضِجُّ سَكرَى=بِصَبِّ التَّوقِ مِنْ عِرقِ الوِدادِ
ذَوَى زَهرُ الأَمانِيِّ الحَيارَى=عَلَى نَجوايَ فِي جَنبِ القَتادِ
وَ فارَ النَّزفُ فِي تَنُّورِ جُرحِي=وَ ما آسَيتِ جُرحِي بِالضَّمادِ
حَنانَيكِ ؛ الطُّيُوفُ تَمُرُّ عَجلَى=فَرُدِّيها ؛ أَنا لِلشَّوقِ حادِ
أَنا ؛ لِلعِشقِ مَوسِمُ سُنبُلَاتٍ=يَكُرُّ عَلَيهِ سِربٌ مِنْ جَرادِ
وَ سَبعٌ - وَيحَها - سَحَقَتْ عِظامِي=بِأَقدامٍ عَمالِقَةٍ شِدادِ
أَرانِي ؛ يا " هَنادِي " ؛ فِي دُخانٍ=أُصَعِّدُ هَلوَساتِي بِاحتِدادِ
وَ أَلمَحُ فِي فَناجِينِ اغتِرابِي=شَراراتٍ تَقادَحُ مِنْ زِنادِي
فَلَا - يا حُلوَتِي - وَ اللَّهِ ؛ عِندِي=بَصِيصٌ مِنْ شُعاعٍ فِي فُؤَادِي
وَ لَكِنِّي أُمَنِّي النَّفسَ أَنِّي=أَمُوتُ عَلَى حُرُوفِي بِاعتِدادِ
" هَنادِي " ؛ لَيسَ لِي إِلَّاكِ مَوتٌ=فَبَعدِي لَا تَمَلِّي مِنْ حِدادِي