شكرا لك اسرائيل بقلم:أمية جحا


شكرا لك اسرائيل ان فرقت الموت بعدل في كل مكان...و نفثت في كل حي و شارع اللهيب و الدخان ..
شكرا لك ان قتلت الاطفال و مزقت الاشلاء ..وحطمت اسّرتهم وحرقت اغطيتهم التي تقيهم برد الشتاء
شكرا لك ان زرعت الرعب في قلوبهم و سرقت لذة النوم من عيونهم.
شكرا لك أن مزجت زجاجة حليبهم بالدم القاني وقتلت الطفل و أخاه الثاني
.شكرا لك ان قصفت بيوتهم و دفنت ألعابهم تحت الركام....وقبضت على رقابهم الصغيرة تعتصرها بيد تدعي السلام
شكرا لك ان قتلت محمد وملك و عمر و علي و كامل و سليمان و اميرة وسماح وسلوى وصفاء.. و كثيركثير قبلهم وبعدهم من الأسماء
شكرا لك ان اجتثثت الاشجار التي كانوا يربطون بها اراجيحهم ..وجعلت المدافع و الصواريخ تستبيحهم....
شكرا لك ان شوهت وجوههم و بترت اطرافهم ..وجعلت غيرهم من الصغار ان رآهم يخافهم ..
شكرا لك أن زرعت الحزن وسرقت ضحكات كانت رغم الاسى تعلو شفاههم.
.شكرا لك ان جعلتهم اصحاب عاهات مستديمة ..لتبقي شاهدة دون قسم على هول الجريمة ..
.شكرا لك ان اطلقت عليهم رصاصا فيه موادا محرمة دوليا ..على كل اطفال العالم الا اطفال فلسطين دون البرية ..
شكرا لك أن هدمت السقف فوق رؤوسهم و حطمت الزجاج.. و اغلقت المعابر لتحول دون سفرهم للعلاج.
شكرا لك ان قتلت اباءهم و اخوانهم و اصدقاءهم من الأطفال..فلن يواسيهم بعد هذا مسكن جميل جديد و لا كثرة مال
شكرا لك انك اشد الدول حرصا على نوم اطفالك الهانيء..في جنبات البيت الهاديء .. فكيف تزعجهم صواريخ المقاومة.!! وكيف تقبلي على جندي اسير لديهم مساومة !!..
.أوغلي في بطشك بهم فلو قتلت كل يوم ألف وليد.. لا تخافي ..لن تجدي من العرب الاالصمت وان تكلموا فتنديد..فبنادقهم ليست لمعركة معكم... انها اكوام من حديد ..!!
ولا تعبئي بمظاهرات عربية اواسلامية ..هي شبه كرامة او شبه حمية.. !!
هي اليوم اعداد بالالاف.. ثم مئات ثم عشرات ثم لا أحد... فالكل على رزقه سيخاف ..!!
شكرا لك اسرائيل ان جعلت في القاموس اللغوي البسيط لصغيرتي بنت الشهيد كلمتي " انتقام و وعيد"
شكرا لك اسرائيل ان جعلت اجيالنا القادمة بعد عشر سنوات كلها استشهاديون و استشهاديات فالظلم كما التعليم في الصغر.. كالنقش في الحجر..فالعين بكل عيونكم و اليد بكل أياديكم و الساق بكل سيقانكم و اللعبة بكل ألعابكم و الطفل بعشرات الاطفال منكم
شكرا لك اسرائيل ان جعلتنا ان متنا ألا نخاف ..ان يساق أبناؤنا خلف أبنائكم كالخراف...
شكرا لك أن أمعنت فيهم الذبح ليستحيل عندهم الصفح ..
شكرا لك أن أمعنت بهم التنكيل..ليورث الحقد لكم جيل بعد جيل بعد جيل..... و حتى يصرخ الرضيع الذي لا يعرف بعد الكلام: و رب غزة... لا.... و لن يكون مع ابناء القردة و الخنازير يوما سلام
( من إرشيفي)