إنسان
(شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو)
في دفتر الأزمانْ.
ذاكرة المكانْ.
حصيلة الزمانْ.
الوجه والشحوب والألوانْ.
للقادم المجهول والماضي المذاب فوق إنسانيّة النسيانْ.
في ورق الوجودْ.
أخيلة الخلودْ.
أحلامنا ـ أعمالنا ـ أسماؤنا
بداية الوقوف والقعودْ.
خطى المسير في النصوب والسجودْ.
نهاية الأمرين في الركودْ.
وأضيق الساحات نار الأسرار لدى المنكودْ.
من موتنا سوف نعيش
عيشنا من موتنا يعودْ.
وأقرب الأشياء للنفس هي اللحودْ.
لروحك استحالة ٌ
تأبى السقوط في الخطوط تحت أبجديّة الحدودْ.
مسألة الحسم صراع ٌ،
ممكن اللاممكن
الأشكال من تجودْ.
أشكالنا ـ أحجامنا ـ ألواننا ـ أعرافنا ـ
أسرارنا ـ آمالنا ـ أخلاقنا ـ آلامنا ـ
في هيئة التكتيم قد تسودْ.
في خاطر الوجدانْ.
دموعنا والقهر والألحانْ.
صراخنا في العمق في الشريانْ.
يعلـّم المكبوت كبت الحلم ذا العنوانْ.
أجنحة السقوط تقوى
والقوى كتمانْ.
يا السفر الدائم في السؤال والأحزانْ.
والغرق المفروض للإنسانْ.
والألم الساكن في الأرواح والأبدانْ.
في دفتر ٍ ملطـّخ السطور والحروف والمعانْ.
يا دفتر الأزمانْ.
في منطق الحضورْ.
تحسّب الشعورْ.
فالظلم في الأوقات أحلى نورْ.
دائرة ٌ تدورْ.
والقلم المأسورْ.
كالحلم في الديجورْ.
والخاتم المسحورْ.
يجني ثمار الوقت من بذورْ.
تطير في الفروع،
تنسى أنك الجذورْ.
فالعطر باع الطيب والبخورْ.
والحقُّ باع الصوت والظهورْ.
يا دفتر الأزمانْ.
خلاصة الإيمانْ.
يقينك البهتانْ.
مسيرك الأوهانْ.
مصيرك الغرقانْ.
مرادك الفسقانْ.
حاكمك الثعبانْ.
قائدك الشيطانْ.
يا صاحبي الإنسانْ.
بعقلك السكرانْ.
تعيش في حاضرك الكفاف،
تنسى كانْ.
حقيقة الإبرار والإحسانْ.
صانعها الإيمانْ.
يا دفتر الأزمانْ.
صورتك العقيدهْ.
أنت المطارد الأخير أوّل الطريدهْ.
ملحمة فريدهْ.
في موتك القصيد والقصيدهْ.
وجودك الإرادهْ.
تحيى بلا سعادهْ.
في زمن الإبادهْ.
تـُهمّش الشهادهْ.
تـُعظّم السيادهْ.
في دمك الأمانْ.
وصوتك الخنانْ.
أجراس من تناحروا للقمع والإذعانْ.
يا سيّدي الربّانْ.
سفينتي في بحرك الواسع بين كذبة الشطآنْ.
وخدعة الأكوانْ.
يا دفتر الأزمانْ.
صراعك الغبيُّ لا يفيدْ.
ما دام في يدي ثقيلا ً قيدك الحديدْ.
ما دمت أحبو والقيام يقطع الوريدْ.
ما دمت لا أحفظ من مهزلتي النشيدْ.
ما دمت أسرق الرغيف النتن الصديدْ.
ما دمت في حرّيّتي أساق كالعبيدْ.
ما دام عيشي فاقد القوت
أكون جامداً جليدْ.
سرقت منّي طفليَ الوحيدْ.
سلبت مني حلميَ الوليدْ.
رميت عمري في السراب تطلب المزيدْ.
وآخر التهويش فصلاً حاقداً يبيدْ.
وأوّل التطنيش جرحاً طاعناً بليدْ.
في دفتر الأزمانْ.
تختلط الأفكار في الإنسانْ.
ينتحر الزمانْ.
في عبث المكانْ.
هذا زمان الكفر والهوانْ.
ورحمة الله على ما كانْ.
تحيّة ً يا سيدي السلطانْ.
من ألم الإنسانْ.
من حلمه العطلانْ.
من غصّة الوجدانْ.
في دفتر الأزمانْ.
ضعنا بلا مكانْ.
حياتنا أضحوكة الزمانْ.
سطورنا زائفة المعانْ.
ورحمة الله على الأوطانْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيّار ـ 2008
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو