كانون الأول, 2011


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
دمشق-سانا
فارقت القاصة والروائية والباحثة السورية قمر كيلاني الحياة أمس بعد صراع مع المرض الذي لم يمنعها يوماً عن ممارسة العمل الأدبي الذي كان بمثابة سلاح لها في معركة الحياة ككل حيث أغنت المكتبة العربية بعشرات الكتب التي تخلد اسمها بعد رحيلها وقد نعى اتحاد الكتاب العرب كيلاني التي سيشيع جثمانها الطاهر إلى مثواه الأخير في دمشق يوم السبت القادم.
ولدت كيلاني في دمشق عام 1928 ودرست في مدارسها ثم في جامعة دمشق بقسم اللغة العربية وتخرجت منه عام 1954 ثم نالت دبلوم التربية وعملت في التدريس في دور المعلمين والمعلمات إلا أن ذلك لم يبعدها عن العمل الأدبي والصحفي على الرغم من أنها كانت تعمل في أكثر من مجال فبالإضافة إلى كل ما سبق عملت في اللجنة الوطنية لليونسكو وكانت عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وترأست تحرير مجلة "الآداب الأجنبية لفترة.
كان الكتاب رفيق الحياة الدائم منذ الطفولة لهل حيث ترعرت بقراءة كلاسيكيات الأدب العربي ثم شعر جبران خليل جبران ونزار قباني متجهة نحو التنويع حيث لازمتها كتب الفلسفة ايضاً لتشكل منطلقاً لها نحو الحياة الأدبية والبحثية.
تخصصت كيلاني في مجال البحث فترة زمنية حيث عنيت بالدراسات التاريخية ذات الطابع الأدبي والإبداعي فبحثت في مجال التصوف الإسلامي واصدرت بحثها هذا عن دار شعر ليوسف الخال وأدونيس حيث كان أول كتاب تصدره الدار الناشئة حينها عام 1962 ولم تتوقف أدوات كيلاني البحثية حيث رصدت الكثير من الظواهر الأدبية والشعرية في التاريخ العربي مضيئة حياة اسماء من كبار رجالات الفكر والأدب العربي.
وإلى جانب النشاط البحثي الهام كان لكيلاني وقع ذو صدى في لصحافة العربية وخاصة في فن المقالة التي استمرت في كتابتها حتى أواخر أيامها وكانت في فترة مبكرة مراسلة لمجلة أدب وشعر في دمشق كما كتبت في عدد كبير من الصحف السورية مثل صحيفة الرأي العام أيام الانفصال ثم في البعث وتشرين والثورة حيث كانت زاويتها في الثورة بعنوان مفكرة الأيام واستمرت أيضاً بزاوية معاً على الطريق في تشرين.
وتمثل كيلاني نموذجاً هاماً لأدب المرأة في المنطقة وخاصة أنها عنيت بقضية المرأة وحاولت بدأب الدفاع عنها وخاصة في مجالات الإبداع وقالت كيلاني في فترة مبكرة إن أدب المرأة فعل يتميز بالرهافة والشفافية والمشاعر العميقة وتتبع أدق التفاصيل وبالفعل هكذا كانت كتابات كيلاني وخاصة في مجالي الرواية والقصة القصيرة.
وتميزت إنتاجات كيلاني الأدبية بالكثافة ففي مجال الدراسات أصدرت التصوف الإسلامي أسامة بن منقذ امرؤ القيس وفي مجال القصة القصيرة عالم بلا حدود الصيادون ولعبة الموت امرأة من خوف، اعترافات امرأة صغيرة، المحطة، أوراق مسافرة وفي مجال الرواية أصدرت أيام مغربية، الهودج، بستان الكرز،طائر النار، الأشباح، الدوامة، حب وحرب.
وفي مجال العمل الاجتماعي نشطت الراحلة فكانت رئيسة لجنة الإعلام في الاتحاد العام النسائي وعضو لجنة التضامن الآفروآسيوي وعضو اللجنة المركزية لمحو الأمية ومنذ عام 1967 هي عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين السوريين بالإضافة إلى كونها عضوا مؤسسا لاتحاد الكتاب العرب.


المصدر
http://www.sana.sy/ara/9/2011/12/01/385375.htm