الف ليله وليله
----------
الحلقه السابعه
------------
51
انقضى اشهر عديده على موت شاهيناز وشهريار في حاله من الحزن والهم الشديد ولولا تودد ماجدولين وجوارها الى جانبه لكان مسه الجنون وتدريجيا كان قلبه يتحرك بحذر شديد الى ماجدولين التي لم يكن ينقصها الحسن والدلال والدهاء لتجعله عاشقا لها
52
واشهر اخرى تمكنت خلالها ماجدولين من الاستيلاء على قلب ومشاعر شهريار الذي بات مفتونا بها وعاشقا لها فقرر الارتباط بها والزواج منها
53
فاتح شهريار عمه الوزير ازاد ومعلمه الحكيم حيدر اباد في امر زواجه من ماجدولين لانه لن يقربها في الحرام فعارضاه وعرضا عليه بناتا جميلات غيرها
54
ولم تجد اعتراضات الوزير والحكيم لان الوسواس رئيس الديوان كان يشجع شهريار على الزواج من ماجدولين ما دامت هي التي ستسعده وتبعده عن احزانه وعلى هذا الامر كان قراره باعلان زواجه من ماجدولين معلنا نسبها وحسبها الاصلي وقد حررها من حياة الجواري لترتفع الى مقام الاميرات
55
وكان الخناس قد اخضع الولايات المتمرده على شهريار حسب ما اوغر الوسواس في عقله وحقيقة الامر ان حكام الولايات كانوا محتجين على تزايد نفوذ الوساوسه في البلاد لكن الوسواس صور الامر لشهريار وكانه تمردا عليه
56
واصبح خمس ولايات من العشر ولايات التي تتبع ملك شهريارل محكومه لابناء الوساوسه في الوقت الذي كان فيه اقارب شهريار اسرى السجون او قتلى الحروب التي فتكت بجزء كبير من اسرة شهريار
57
هكذا كان شهريار يقع في احضان الوساوسه محاصرا بهم من كل اتجاه حتى في مخدعه حين تم زواجه من ماجدولين بعد مضي عام من وفاة الملكه شاهيناز
58
نسي شهريار امور الحكم والمملكه ولم يعد يهتم بدروس الحكمه ولا يلتفت لعمه ازاد لاهيا في حياة كلها رقص وغناء ونشوه مع ماجدولين التي فتنته بحسنها وملكت عليه حواسه كلها بعد ان انسته حبه السابق لشاهيناز
59
ومضت عليه اشهر عديده وهو على هذا الحال مع ماجدولين الى ان قرر بعد الحاح من عمه ازاد ان يقوم برحلة الى الولايات التابعه لمملكته خاصة وان الكثير من ابنائها كانوا يشكون خفية للوزير عن سوء احوال الولايات المحكومه من الوساوسه فاراد الوزير ازاد ان يصحب شهريار الى اولئك المضطهدين
60
وبدا شهريار جولته مصطحبا عمه ازاد ورئيس الديوان الوسواس تاركا قائد الحرس الملكي الخناس والحكيم حيدر اباد لادارة شؤون الحكم في العاصمه
61
كانت رغبة الخناس في البقاء لها سرها الخبيث والقذر الدنيء وقد اشتاقت نفسه الى محبوبته السابقه ماجدولين التي باتت زوجة الملك شهريار فكانت ملكة البلاد
62
لم يكن شهريار يشك في اخلاص صديقه ومعلمه لفنون القتال الخناس ولم يكن الحب الاعمى من جانبه لماجدولين يجعله يظن انها قد تخونه مع اقرب اصدقائه
63
ولكن الشر في الحياة دائما يلاحق الخير واحيانا ينتصر الشر واحيانا يكون الخير له بالمرصاد وشهريار في رحلته الى الولايات كان على موعد مع الخير والشر في وقت واحد
----------------
يتبع في الحلقه الثامنه