شنآن العمالة بين حمادوالضميري
د. فايز أبو شمالة
شبهوزير الداخلية عضو المجلس التشريعي فتحي حماد أي فلسطيني يتعامل مع الإسرائيليينبالحذاء، وهذا التشبيه لطيفٌ، فالذي يتعامل مع اليهود أكثر من حذاء، ولكن تهمةالتعامل مع اليهود رفضها على الفور الناطق باسم الأجهزة الأمنية السيد عدنانالضميري، الذي اتهم السيد حماد نفسه بالتعامل مع الإسرائيليين، وأكد أن حماد يعانيمن وخز الضمير لأنه قام بتسليم الشهيد يحيى عياش للمخابرات الإسرائيلية، وهوالمسئول عن استشهاده، وأضاف السيد الضميري أن ما تقوم فيه قيادة السلطة الفلسطينيةمن تنسيق أمني مع اليهود ليس تعاملاً، وإنما هو تطبيق دقيق لبنود اتفاقية أوسلو!.
اللافتفي حديث الرجلين هو شنآن العمالة، كلا الرجلين في غزة والضفة الغربية يلتقيان علىموقف واحد، وهو كراهية العميل، لأن العمالة هي العار، وهي الرذيلة، والعمالة هيالمذلة التي تخزي ممارسها، والعميل هو الخائن الذي يتقزز منه الناس، فهو القذر،وهو المجرم الوقح الذي يكرهه شعبنا، ويحتقروه، وليس لداء العمالة دواء إلا القتل.
واللافتأيضاً، أن الرجلين الذين اتفقا على شنآن العمالة، اختلفا على تفسير معانيها، ففيالوقت الذي يؤيد عضو المجلس التشريعي فتحي حماد المقاومة الفلسطينية المسلحة، ويصرعلى أنها الطريق الوحيد لتحرير يافا وحيفا والقدس، وأن لا اعتراف بالكيانالصهيوني، حتى أنه يقول بالحرف الواحد: ليس بينا وبين إسرائيل إلا المقاومة،والجهاد، وسنمضي على درب ذات الشوكة والشهادة والمقاومة.
مقابلذلك، نجد السيد الضميري يحارب المقاومة، ويعتقل المقاومين، ولا يرى ضرورة للحديثعن يافا وحيفا، فقد صارت دولة إسرائيل التي اعترف فيها قادة الفلسطينيين، ويكفيالحديث عن دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة.
إضافةلما سبق، فإن السيد فتحي حماد لا يرى في الكيان الصهيوني إلا عدواً، ويتوعد أنيحاربه حتى اقتلاع جذوره، ويعمل من أجل ذلك على تهريب السلاح إلى المقاومة بماأوتي من قوة وقدرة.
وفيالمقابل، يرى السيد عدنان الضميري عكس ذلك، وهو الذي قال: يا إسرائيل، نريدسلاحاً، اسمحوا لنا بالتسلح، فنحن وإياكم أصدقاء، نحن لسنا أعداء. نحن وإياكمنلتقي على محاربة المقاومة الفلسطينية، والبنادق التي في يدنا هي لخدمتكم.
مازال اللافت في حديث الرجلين أنهما يحتقران من يتعامل مع إسرائيل، لذلك نحن في حاجةإلى غواصٍ كي يقيس منسوب العمالة لإسرائيل، ويشرح لنا معانيها!.