-هل أحرق العرب المسلمون مكتبة الاسكندرية-4-
ضمن الردود على أهل الإفك الذين يدعون أن العرب المسلمين هم الذين أحرقوا مكتبة الاسكندرية ، نواصل في نشر بعض الردود المختلفة والمنوعةعليهم ،مع إيماننا المطلق ببراءتهم من ذلك ، لكن فقط لنبين ضلالهم ليرتدعوا عن غيهم
.................................................
هل أحرق المسلمون مكتبة الإسكندرية على عهد عمرو بن العاص؟
هذه تهمة جاء بها أهل الكتاب من عند أنفسهم، وهي محض كذب وضلال وتلبيس، لكونها مخالفة للتاريخ، وما خرج علينا بهذه الشبهة الصماء البكماء إلا السذج ممن لا دراية لهم منهم، ولو أنهم رجعوا إلى الكتب وفتشوها لوجدوا أن الذين حرقوا هذه المكتبة هم النصارى أنفسهم، ومن العجيب أن الذين بينوا لنا وأثبتوا لنا أن النصارى هم الذين حرقوا المكتبة؛ هم علماء النصارى أنفسهم، فكيف يتشدق أقوام من أهل زماننا، ممن لا علم ولا دراية ولا عقل لهم بهذه الشبهة التي هم أنفسهم ردوا عليها؟!
وا عجبااااااااااه منهم وربي!
قبل أن أبدأ بذكر المراجع التي تثبت أن النصارى هم الذين حرقوا المكتبة، أود أن أذكر مرجعين من كلام علماء المسيحية، يذكران رأيهم في عمرو بن العاص،والمسلمين وقتها.
يقول الأب سهيل قاشا، الكنيسة العراقية إزاء الاضطهادات الفارسية، صفحة 87 :
"إن العرب الذين وهبهم الله الملك يحترمون الديانة المسيحية، ويودون القسس والرهبان ويكرمون أولياء الله، ويحسنون إلى الكنائس والأديار .."
أرجو من الجميع التأمل في وصف حال المسلمين وكيف كانوا؟
وليعلم الجميع أن المتكلم هو من بني جلدتهم، وليس هذا من كلام المسلمين، بل هو كلام قس، فلنتأمل.
ويقول الدكتور الأرثوذكسي نبيل لوقا بباوي، إنتشار الإسلام بين الحقيقة والإفتراء، صفحة 158,159 :
"لقد وصل تسامح عمرو بن العاص مع الجنود الرومان البيزنطيين وأعدائه أنه نص في عقد الأمان المبرم مع قيرس أو المقوقس كما يطلق عليه أهل مصر الذي ابرم في عام 642م أنه سمح للجيش البيزنطي بالانسحاب من مصر وان يحمل جنوده أمتعتهم وأموالهم أن يتعهد المسلمون ألا يتعرضوا للكنائس الخاصة بهم هل يوجد تسامح أكثر من ذلك؟ أن تترك أعداءك يخرجون أمام عينيك بأمتعتهم وأسلحتهم وأنت تعلم مقدماً أنهم سوف ينظمون أنفسهم مرة أخرى لمقاتلتك وقتل الجيوش الإسلامية ولكنها تعاليم الإسلام عندما تبرم عقد الأمان يجب الالتزام به وأن القتال ليس هدفاً لذاته بل هو خطوه للدفاع عن النفس ولتأمين الدولة الإسلامية الحديثة .."
شدة معاملة المسلمين الحسنة، جعلت الدكتور نبيل يتعجب منها، بل ويلقي عليها تساؤلات إعجاب، وكأنه مفتخبر بها، ثم يأتي بعد ذلك الغوغاء ويتهمون عمرو بن العاص رضي الله عنه، الصحابي الجليل بأنه حرق كنيستهم! إلى الله المشتكى.
=هيَّا لنقرأ الآن رد علماء المسيحية على
كذبة حرق عمرو بن العاص لمكتبة الإسكندرية
سأتركك أيها القارئ تقرأ الكلام، ولكن اعلم قبل قراءته، أنه كلام أُناس مسيحيين، يعني من نفس جنس الذين جاؤا بالشبهة.
يقول عزيز سوريال عطية، ترجمة إسحاق عبيد، تاريخ المسيحية الشرقية، صفحة 103,104:
"ويرتبط فتح العرب للإسكندرية بلغط أجوف حول حريق مكتبة المدينة على يد عمرو بن العاص ؛ تنفيذاً لأوامر الخليفة عمر بن الخطاب . ولكن هذه الرواية هي من نسيج الخيال وهي أقرب إلى الأساطير في كل تفاصيلها, وهي من حكايات الرحالة الفارسي عبد الله اللطيف البغدادي ( ت 1231م) ومن كتابات الأسقف السورياني اليعقوبي بن العبري , وتزعم هاتان الروايتان أن الخليفة عمر بن الخطاب قد طلب من القائد عمرو بن العاص أن يبقي على هذه المكتبة إن كان ما فيها متفقاً مع ما ورد في القرآن الكريم وإلا فليقم بإحراقها , وعليه كما تزعم هاتان الروايتان قام عمرو بإحراق هذه الكتب .
وواقع الأمر أنه لا يوجد مصادر معاصرة أو حولية تشير إلى هذا أو بشيء منه من قريب أو بعيد , كما أنه من المشكوك فيه أصلاً أن تكون الإسكندرية عند وصول العرب إليها سنة 642م كانت لا تزال تحوي شيئاً من مكتبة البطالمة فلقد تم إحراق المكتبة منذ زمن بعيد على يد يوليوس قيصر عند هجوم على الإسكندرية لمساعد ة كليوباترة السابعة ضد أخيها سنة 48 ق.م يضاف إلى ذلك أنه في القرن الرابع للميلاد عندما صارت للمسيحية الغلبة في مدينة الإسكندرية على بقايا الوثنية , هجم المسيحيون على كل ما هو من بقايا الوثنية ودمروه تماماً ؛ ومن ذلك بطبيعة الحال ما كان قد تبقي من مكتبة البطالمة الوثنية . كما أن لفائف البردي واللفافات الأخرى التي قد تكون قد أفلتت من حرائق قيصر ومسيحيي القرن الرابع لابد وأنها كانت قد تهالكت وبليت بفعل الزمن وقت وصول العرب إلى مدينة الإسكندرية سنة 642م.وخلاصة كل هذا أن حكاية إقدام عمرو بن العاص على إحراق الكتب في أفران الحمامات بالإسكندرية مجرد تلفيق كاذب لا أساس له من الصحة تاريخياً .."
وتقول موسوعة من تراث القبط، مجموعة من المؤرخين والعلماء المتخصصين، رئيس التحرير الدكتور الأستاذ/ سمير فوزي جرجس، مدير تحرير الموسوعة الدكتور/ موريس أسعد، الجزء الأول صفحة 207 :
"يتضمن غزو العرب للإسكندرية واقعة حزينة تتعلق بحرق مكتبتها العظيمة بواسطة عمرو بن العاص , الذي قيل إنه إنما كان ينفذ أوامر الخليفة عمر. إلا أن هذه القصة الرومانسية تنتمي إلى عالم الأساطير فقد ظهرت لأول مرة في كتابات الرحالة الفارسي (عبد اللطيف البغدادي المتوفي عام 1331م) والمطران اليعقوبي بارهيبراوس (المتوفي 1286م) أي بعد الغزو بستة قرون , إذ يزعمان أنه بناء على تشاور الخليفة عمر مع قائد جيش المؤمنين في مكة بعث إلى قائده عمرو بقراره المعروف الذي يؤكد فيه بأنه إذا كانت محتويات المكتبة تتفق مع ما جاء في القرآن فهي أشياء لا ضرورة لها ومن ثم فهي تافهة , وإذا كانت تختلف مع القرآن , فلابد من التخلص منها على اعتبار أنها خطر يهدد روح الإسلام وفي كلتا الحالتين يجب إحراق هذه الكتب وبعد تسلم عمرو لهذه الرسالة تم التخلص من هذه المحتويات الضخمة باستخدامها كوقود للحمامات الشعبية بالإسكندرية ستة أشهر وهي مدة لا تصدق , ولم يشر أحد من المؤرخين المعاصرين إلى هذه القصة , فضلاً عن ذلك فمن الشكوك فيه أن تكون لمكتبة بطليموس أثار باقية حتى مجيء العرب والمعروف أن جزءاً كبيراً منها قد دمر في حروب يوليوس قيصر في سنة 48 ق . م , وحدث في القرن الرابع الميلادي , أن المسيحيين المنتصرين قد قاموا بعمليات منظمة لإحراق المباني عمداً لإزالة كل أثر للمؤسسات الوثنية , التي لابد أنها قد أصابت المتحف muscion أو ما بقى منه, إن طبيعة لفائف البردي والمخطوطات المتراكمة في المكتبة كان لابد أن تتحلل نتيجة استعمالها على مدى قرون عديدة والمخطوطات المتراكمة في المكتبة كان لابد أن تتحلل نتيجة استعمالها على مدى قرون عديدة قبل الفتح العربي , وبعبارة أخرى فإن قصة إشعال حمامات الإسكندرية بتراث مكتبة الإسكندرية قصة يجب رفضها باعتبارها بدعة غير تاريخية ولا أساس لها .."
دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة، تحت اشراف المطران يوسف ضرغام، ونيافة الأنبا يوحنا قلتة، والمستشار الأب فاضل سيداروس اليسوعي، ترجمة الأب صبحي حموي اليسوعي، الجزءالثاني صفحة 167 , 168 :
"فانتعشت الكنيسة القبطية وتنظمت في حكم عمرو بن العاص. فاعتقد الأقباط لفترة أن انتصار العرب أعاد لهم الحرية والكرامة والشخصية القومية , لا سيما أن عمرو بن العاص اتبع وصية نبي الإسلام وعطفه على الأقباط إذ جاء في الحديث : " إن الله عز وجل سيفتح مصر بعدي , فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لهم منكم صهراً ونسباً. فقد كانت مارية القبطية زوجة للرسول وأنجبت له ولده الوحيد إبراهيم الذي توفى بعد سنة ونصف تقريباً.
وقد ساعد الفتح العربي في بداية الأمر على نهضة اللغة القبطية على حساب اليونانية – لغة الثقافة من قبل- فالقراءات الطقسية صارت تتلى بالقبطية وحدها , كما تُرجمت إليها أقوال الآباء، وقد بنيت عدة كنائس وجُددت كنائس أخرى. ففي آيام البطريرك أغاثون (661 – 667) عُمرت كنيسة أبي مقار , وبنيت كنيسة القديس مرقس بالإسكندرية في ولاية عمرو بن العاص الثانية ...."
هل بعد هذا البيان من علمائهم وساداتهم من بيان؟؟؟!!
هل بعد هذا الرد من أكابرهم ورؤسائهم من رد؟؟؟!!
هل بعد هذا التوضيح من ذوي الخبرة لديهم من توضيح؟؟؟!!