أتي به الرئيس الراحل أنور السادات نائبا له وعمل في بلاط الحكم لسنوات وحملته الاقدار الي كرسي الحكم بعد أغتيال السادات ولقي مبارك ترحيبا غيرمحدود من الشعب ولمدة سنوات لم يكن يتخيل كائن من كان أن تكون تلك هي النهاية المأساوية للفرعون الذي حكم مصر لمدة ثلاثون عاما بقبضة من حديد ولكن هل تحول مبارك من مجرد رئيس الي فرعون يسأل عنه مبارك بمفرده؟ والاجابة عن هذا السؤال تقتضي العودة الي الوراء سنوات وسنوات لقراءة في الاعلام المصري والتأمل في ظاهرة تآليه الحاكم أو مايسمي بصناعة الفرعون عند المصريين. ولو أنك أستعرضت الصحف المصرية القومية عناوين (التي ينفق عليها من جيب فقراءمصر) والتي وصلت مديونياتها للضرائب أكثر من مليار جنيه وذلك للفسادالذي ضرب فيهاحتي النخاع. ..... كل ماكان يكتبه كهنة هذا النظام تشير الي أن الصفوةمن رجال الاعلام والسياسة وقادة الفكر والاحزاب وكافة القوي السياسية كانوا شركاء في صنع الفرعون داخل مبارك الرئيس وساهموا جميعا في تضليل المجتمع وتغييبه لسنوات مما خلق شخصية الفرعون وأضفاء الشرعية عليه بمباركة هؤلاء جميعا مبارك الرئيس الذي بدأ سنوات حكمه بالعفو عن المعتقلين من معارضي السادات! وانهي حكمه وقد أمتلآت السجون بمعارضيه وبين بداية الحكم ونهايته علامات أستفهام كثيرة حول دوائر الحكم التي التفت حول الرئيس الذي عرف عنه العناد .. هل كان هناك من يدفع الرئيس للصدام مع بعض فئات من المجتمع كالاسلاميين مثلا والزج بهم في السجون والتنكيل بالمعارضين وكذلك ملف التوريث وهو الامر الذي عجل بالنهاية المأساوية للفرعون الاخير في مصر بفعل الثورة .. وماذا لو حكمت الثورة؟ هل كان يمكن ان تغفل الدور الذي لعبه رموز الفساد والمفسدين من رموزالسياسة والاعلام وبعض من رجال القضاء والامن وغيرهم كثر ..... دون أن يقدم هؤلاء الي محاكمة عادلة؟ بخلاف المحاكمات الهزلية التي دارت في ظل نظام لم يسقط بعد؟وبالرغم من ان الفرعون لم يكن ضحية ولم تكن سقطاته امرا يستهان به. خاصة في السنوات العشر الاخيرة لم يكن يشعر أن نظامه قد فقد بوصلته وتحول من نظام يعمل لصالح شعب الي نظام يعمل لتعذيب وأفقار وتغييب ونهب منظم لثروات هذا الشعب وخاصة في سنوات ظهور جمال الي المشهد التف حوله كهنة النظام ليكون لهم بمثابة البوابة الملكية للعبور الي قلب الرئيس والسيدة الاولي والتي أصبحت الشريك في الحكم من وراء الستار فضلا عن طموح البعض من التقرب لجمال الرئيس القادم للوصول الي مغانم أقتصادية أو سياسية أو كلاهما معا مثلما فعل أمبراطور الحديد في مصر المهندس الشاب أحمد عز الذي دق المسمار الاخير في نعش مبارك وفجر الارض من تحت أقدام النظام بكونه مهندس الانتخابات البرلمانية التي كانت عرس للدعارة السياسية في أبهي صورها! وكانت خطيئة مبارك التي لم تغتفر قد تجسدت في أنه قد أستسلم لتغييبه عما يدور من حوله وكان ذلك بتعليمات الشريك والوريث بزعم انهم لايودوا تعكير صفو الرئيس! وياليت الرئيس ما أستسلم لذاك الامر عله كان بخبرته السياسية حاول منع الكارثة ولكن مبارك العنيد علي الوطن لم يكن يملك العناد مع الشريك ولا الوريث ولم تفلح المحاولة الاخيرة التي أستجدي فيها مبارك شعبه الصفح في خطابه الاخير قبل السقوط .. ذهب مبارك الفرعون الاخير في مصر تري متي يحين موعد سقوط من يصنعوا الفراعين في مصر؟