( حكايات لانا والجنية مانا )
ــ 7 ــ
(( الصيام ))

وأخيراً دارت السنة على نفسها وعاد الغائب المُنتظر ،
جاء الشهر الفضيل ، جاء شهر رمضان المُبارك ، وحلّ
ضيفاً عزيزاً في ديار الاسلام ، كيف لا وهو شهر الخير
والرحمة والتواصل والمحبة والغفران ، شهر الطاعات
والعبادات لله والتسامح والصيام .

علّق الناس الزينات في الشوارع والمحلاّت التجارية ،
كذلك علّقوا الفوانيس والهلالات الرمضانية البرّاقة في
مداخل الأسواق وعلى أبواب البيوت والشبابيك .
في تلك الليلة المباركة الفضيلة التي رؤيَ فيها الهلال
استيقظ أهل الاسلام في أنحاء الدنيا على صوت المُسحّر
قبل طلوع الفجر وهو يدقّ طبلته قائلاً :

ــ يا نايم وحّد الدايم ... وصلّي عالنبي دايم ... قوم
اتسحّر وصلّي ... نهارك طويل يا صايم ! ...

ولم تلبث ماما الحنونة أن دخلت الغرفة وأيقظت طفلتها
الحلوة لانا وصديقتها الجميلة الجنية مانا لتتناولا طعام
السحور ، وذلك طبعاً بعد أن كانت قد أيقظت بابا .
وحول المائدة غرّدت لانا سائلة :

ــ لماذا نتسحّر ونأكل في هذا الوقت بدلاً من الصباح
كما نفعل كل يوم ؟ .

وبكلّ حُبّ أجاب الأبّ قائلاً :
ــ إننا نتسحّر الآن يا حبيبتي لانا لأن سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمَرَنا أن نتسحّر ونأكل قبل طلوع
الفجر فقال :
( تسحّروا فإن في السحور برَكَة )
لأنه في الصباح يا لانا يبدأ الصيام ولا يجوز لنا نحن المسلمون أن نأكل أو نشرب في نهار رمضان ، وذلك
حتى يأتي المساء ويُرفع آذان المغرب فنبدأ بالإفطار .

وبعد صلاة الفجر ، جلست لانا في غرفتها بصحبة
رفيقتها الدائمة الجنية مانا وسألتها بلطف :

ــ لماذا نصوم يا أختي مانا ؟؟ .
تبسّمَت مانا الجنية الجميلة وقالت مُوضّحة :
ــ نحن أهل الاسلام نصوم لله تعالى لأنه سبحانه كَتب
علينا الصيام في شهر رمضان كما كتَبه على الأمم
السابقة ، وجعله واحداً مِن أركان الاسلام الخمسة

{يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
فمَن صام رمضان رضيَ عنه الرحمن ودخل الجنة بسلام .
قالت لانا بسعادة :
ــ ومَن لم يصُم رمضان حرّم الله عليه دخول الجنان

نهاية الحكاية السابعة
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله