[b]الإثم : باطنه كتمان الحقيقة في القلب وظاهره طمس معالمها ودلائلها باللسان أو أكثر منه،ويبطئ الإثم بالآثم عن الجزاء بالحسنى على ما قدّم من خير.
ووقعت المغايرة في الكتاب المنزل بين الفواحش والإثم والبغي وتعلقت الفواحش بالفروج وتعلق البغي بالاعتداء والفساد على المستضعفين وظهرت للإثم حرمة أكبر من الفواحش .
ومن باطن الإثم طمس الحقيقة وكتمانها كما في قوله ﴿ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه﴾ البقرة وقوله ﴿ولا نكتم شهادة الله إنا إذًا لمن الآثمين﴾ المائدة
وظهر من الإثم قلب الوصية وتحريفها باللسان كما في قوله ﴿فإنما إثمه على الذين يبدلونه﴾ البقرة،وقوله ﴿فإن عثر على أنهما استحقا إثما﴾ المائدة.
وظهر منه طمس براءة البريء الغافل برميه بالفاحشة إفكا وزورا كما في قوله ﴿ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ﴾ النساء،وقوله ﴿والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ﴾ الأحزاب،وقوله ﴿لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم ﴾ النور،وكلّف الله باجتناب الظن الإثم.
وظهر منه استعمال الخمر لإثم صاحبه بطمس عقله،كذا غصب مهر الزوجة المدخول بها لطمس حقها فيه، وكذا أكل أموال الناس بالميسر أو رشوة الحكام لطمس أو غصب حقوق الغير.
ومنه ما يستفيده الأحبار والرهبان ومن شاكلهم من أموال العامة والحكام مقابل تحريف الكلم عن مواضعه في الكتاب المنزل أي الكذب في الدين