الروزنامة الزراعية
قبل عدة عقود لم يكن هناك حاجة لتنبيه المزارعين وتذكيرهم بواجباتهم التي عليهم القيام بها، لأنه بكل بساطة كانت غالبية المجتمع تمتهن الزراعة وتعرف ما عليها من استعدادات. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن محدودية الواجبات الزراعية المتعلقة في قليل من أصناف المهام الزراعية، فالمزارع بمناطق (الديم، البعل، أي المعتمدة على الأمطار) كان يحترف زراعة الحبوب: قمح وعدس وشعير وذرة وبعض الأصناف القليلة الأخرى، ومزارع المناطق الجبلية كان عليه الاهتمام بأوقات التطعيم للأشجار، وتقليمها، ومربي الأغنام كان عليه معرفة أوقات (السفاد) ومستلزمات قص صوف الأغنام وأوقاتها، الخ.
لماذا الروزنامة الزراعية الآن؟
لم تعد مسائل الزراعة والمهارات الخاصة بكل أصنافها تُطرح في المجالس، كما كانت تُطرح في أيام (الخمسينات والستينات) من القرن الماضي وإننا نطرحها بالتحديد للأسباب التالية:
1ـ كثير من ملاك الأراضي، ابتعدوا عن أراضيهم وتُركت دون زراعة، وهم لا يعرفون حتى مواقعها، وإذا سئلوا عن سبب عدم زراعتها يجيبوا بسؤال: هو متى موعد الزراعة وماذا نزرع وما المطلوب منا.
2ـ كثير من أصحاب الحدائق والبساتين، الذين يستأجرون وكلاء، ولا يعرفوا الاستعدادات اللازمة.
3ـ كثير من أصحاب الحدائق، يداهمهم بعض الأخطار المتعلقة بالطقس ولا يعرفون كيفية التصرف معها.
4ـ كثير من أصحاب المزارع (دواجن، أبقار، الأغنام، وغيرها) يبيعونها أو يؤجرونها لعدم معرفة كيفية استثمارها بوجه سليم.
كيفية تقديم معلومات الروزنامة
سنحاول التذكير بما يجب عمله في مثل هذا اليوم من مواسم السنة، وسنبدأ بالزراعات الواسعة المعتمدة على الأمطار كونها تدعم الاقتصاد الوطني وتتخصص بالحبوب، ونمر على غيرها لتنبيه المهتمين بما يجب عمله.
اليوم 24/10/09
على أصحاب الأراضي (البعلية: المعتمدة على المطر) البدء في شراء البذار أو تحضيره إذا أرادوا زراعة (مبكرة).
لزراعة القمح في الأراضي التي أمطارها غير متيقن من أنها ستصل الى 350 ملم، وليس هناك ضمانة من أن يتساقط المطر بانتظام، أن يلجئوا الى زراعتها بواسطة المحاريث العميقة (15سم) وأكثر. والسبب في ذلك أنه إذا زرعت بالمحاريث السطحية وجاء المطر بكمية بسيطة فإن الإنبات سيتم في البذور ولكن إن توقف المطر لأسبوعين، فإن القمح سيموت ( يقال شعبياً أن البذور قبرت)، أما في حالة الزراعة العميقة، فإن ماء المطر البسيط لن يصل متعمقا الى موقع البذرة العميقة، وإن جاء المطر بغزارة فإن كمية الرطوبة الكافية ستبعد خطر الجفاف عن البذور.
يتبع غداً